عرض مشاركة واحدة
قديم 13-04-10, 08:06 AM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
ماجدة الصاوي
اللقب:
زائر

بيانات العضو
العضوية:
المواضيع: 24
المشاركات: -24
المجموع: n/a
بمعدل : 0 يوميا
آخر زيارة : 01-01-70

الإعـــــجـــــــاب

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ماجدة الصاوي المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي

وفيما يلي رسالتين الأولى من مي إلى جبران!
والثانية من جبران إلى مي.

وفي رسالة مي وجدانية صافية:
فبعد أن انتظرت دون جدوى، حضور جبران إلى القاهرة وكانت قد تجاوزت الخامسة والثلاثين من العمر، لملمت كل شجاعتها، وكتبت له أجمل رسالة حب:


التصريح بالحب


(...جبران! لقد كتبت كل هذه الصفحات لأتحايد كلمة الحب.
إن الذين لا يتاجرون بمظهر الحب ودعواه في المراقص والاجتماعات،
ينمي الحب في أعماقهم قوة ديناميكية قد يغبطون الذين يوزعون
عواطفهم في اللألأ السطحي لأنهم لا يقاسون ضغط العواطف التي لم تنفجر،
ولكنهم يغبطون الآخرين على راحتهم دون أن يتمنوها لنفوسهم،
ويفضلون وحدتهم، ويفضلون السكوت، ويفضلون تضليل القلوب عن ودائعها،
والتلهي بما لا علاقة له بالعاطفة. ويفضلون أي غربة وأي شقاء
(وهل من شقاءٍ في غير وحدة القلب؟) على الاكتفاء بالقطرات الشحيحة.


ما معنى هذا الذي أكتبه؟ إني لا أعرف ماذا أعني به، ولكني
أعرف أنك محبوبي، وأني أخاف الحب. أقول هذا مع علمي
أن القليل من الحب الكثير. الجفاف والقحط واللاشيء بالحب خير
من النزر اليسير.
كيف أجسر على الإفضاء إليك بهذا. وكيف أفرط فيه؟ لا أدري.

الحمد لله أني أكتبه على الورق ولا أتلفظ به لأنك لو كانت الآن
حاضراً بالجسد لهربت خجلاً بعد هذا الكلام، ولاختفيت زمناً طويلاً،
فما أدعك تراني إلا بعد أن تنسى.
حتى الكتابة ألوم نفسي عليها، لأني بها حرة كل هذه الحرية..
أتذكر قول القدماء من الشرقيين: إن خير للبنت أن لا تقرأ ولا تكتب.

إن القديس توما يظهر هنا وليس ما أبدي هنا أثراً للوراثة فحسب،
بل هو شيء أبعد من الوراثة. ما هو؟ قل لي أنت ما هو.
وقل لي ما إذا كنت على ضلال أو هدى فإني أثق بك..
وسواء أكنت مخطئة أم غير مخطئة فإن قلبي يسير إليك،
وخير ما يفعل هو أن يظل حائماً حواليك، يحرسك ويحنو عليك.

... غابت الشمس وراء الأفق، ومن خلال السحب العجيبة الأشكال
والألوان حصحصت نجمة لامعة واحدة هي الزهرة، آلهة الحب،
أترى يسكنها كأرضنا بشر يحبون ويتشوقون؟
ربما وجد فيها بنت هي مثلي، لها جبران واحد،
حلو بعيد هو القريب القريب. تكتب إليه الآن والشفق يملأ الفضاء،
وتعلم أن الظلام يخلف الشفق، وأن النور يتبع الظلام،
وأن الليل سيخلف النهار، والنهار سيتبع الليل مرات كثيرة
قبل أن ترى الذي تحب، فتتسرب إليها كل وحشة الشفق،
وكل وحشة الليل، فتلقي بالقلم جانباً لتحتمي من الوحشة في اسم واحد: جبران).















عرض البوم صور ماجدة الصاوي   رد مع اقتباس