عرض مشاركة واحدة
قديم 14-11-09, 06:06 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
 احمد الحسني  
اللقب:
:: قلم ذهبي ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية احمد الحسني

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 19
المواضيع: 57
المشاركات: 745
المجموع: 802
بمعدل : 0.15 يوميا
آخر زيارة : 11-11-21
الجنس :  ذكر
الدولة : خلف جدران الزمن
نقاط التقييم: 2227
قوة التقييم: احمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond repute

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 16
وحصلتُ على 62 إعجاب في 50 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
احمد الحسني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : احمد الحسني المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي

المشهد الثالث
(غرفة المستشفى ،يختفي طيف فرلين)

الشاعر وكأنه استفاق لتوّه من كابوس مرعب

أطلق يا فرلين ، أطلق الرصاصة الثانية ، الدماء في يدي تمتزج بمداد المحبرة ، الألوان تتناثر في الهواء ، أسود أبيض.. أسود أبيض ..انها ألوان الحروف،

(يتلاشى صوت المطر)

امض ، امض أيها الطيف الى حيثما ما لاتستطيع ، تلاشى مع المطر الراحل يا فرلين ، يا ابن المطر ، فهناك عند قلعة بنيناها واهمين نزفنا القطرات الاخيرة،

(عاليا)

ايزابيل ، أين انت يا ايزابيل ، أين انت أيها الطبيب ، لماذا تتركوني أقاسي آلامي وحيدا ؟.

(تمد فيتالي الصغيرة رأسها من الباب)

كيف السبيل لأصدّ عني تلك الرؤى ، وهذه الآلام؟،

(ينتبه الى الباب)

من هناك ؟.

(تسحب فيتالي رأسها)

من أنت؟.

(صمت قصير ، تدخل فيتالي بهدوء متجنبة النظر اليه)

فيتالي: يوم مشرق وجميل ،غرفة مرتبة ونظيفة.

الشاعر مأخوذ بها )

من أنتِ ؟.

فيتالي : لكن الأزهار فيها ذابلة.

(تختلس النظر اليه )

الشاعر:لست ملاكا للموت ، لو كان الموت جميلا مثلك ، لما وجدنا أحدا يسير في الشارع.

فيتالي : أبي يرقد في الغرفة المجاورة .

الشاعر: يا للأسى !،

فيتالي : ونحن اليوم نزوره.

الشاعر: هكذا،، ما اسمك أيتها الصغيرة؟.

فيتالي : (دون تردد)

فيتالي.

الشاعر: فيتالي ، أي اسم جميل ، لماذا جئت الى هذه الغرفة يا فيتالي وتركت أباك؟.

فيتالي : لماذا كنتت تصرخ كل ذلك الصراخ؟.

الشاعر: هل كنت تسمعينه ؟.

فيتالي : كلنا سمعناه ، هل تتألم كثيرا؟.

الشاعر:آلامي لا تحتمل.

فيتالي : ولماذا تتألم كل هذا الالم؟.

الشاعر: انني أتألم بسبب ساقي .

فيتالي: هل أستطيع الجلوس؟.

(تجلس دون انتظار الاذن)

أبي يتألم أيضا ، ولكنه لايصرخ ،يبدو أنه يتماثل للشفاء ،هكذا يقول الطبيب ، هل تعرفه ؟ الرجل العجوز ذو الشعر الابيض،

(تأخذ بالضحك)

انه يشبه موزع البريد في حينا ، وقد سألته أول ما رأيته مرتديا صدريته البيضاء

ان كان يوزع الرسائل في المستشفى ، نهرتني أمي قائلة :انه الطبيب أيتها المغفلة

(تضحك بطلاقة)

بعدها رأيت رجل البريد في الشارع ، صحت به :أين صدريتك البيضاء أيها الطبيب،أجبت نفسي مثلما قالت أمي : انه موزع البريد يا مغفلة،

(تأخذ بالضحك ثمّ تهدأ)

لماذا نتألم ؟.

الشاعر: لا أعرف يا فيتالي ، لاأحد يعرف لماذا الألم!.

فيتالي : كيف حدث ان آلمتك ساقك؟.

الشاعر: لقد جرحت حين كنت أعمل في بلاد بعيدة ،ولأن البلاد تلك تخل من الأطباء فلقد تلوث الجرح وانتشر الداء في ساقي كلها .

فيتالي : وهل تخلو البلاد تلك من موزعي البريد؟.

الشاعر: ومن أولئك أيضا.

فيتالي : ما أعجبها من بلاد ؟.

الشاعر:حقا هي بلاد عجيبة.

فيتالي : لم انت وحيد؟.

الشاعر: انا ؟، لقد كنت كذلك دوما.

فيتالي : أليس من أحد يعنى بك؟.

الشاعر: أختي ايزابيل ترافقني ، لقد ذهبت لتجلب أزهارا جديدة.

فيتالي :هكذا ، حسنا ، انّ عليّ ان أذهب ، سوف يفتقدني أبي.

الشاعر: ابق معي قليلا؟.

فيتالي : هل ترغب في ان نصبح أصدقاء

الشاعر: أجل ، أرغب في ذلك ، كيف أرفض عرضا يهذا السخاء.

فيتالي : سأزورك ثانية.

الشاعر: ليتها تكون دون نهاية.

فيتالي : وسأجلب لك أزهارا.

الشاعر: يمكنك ان تعوضي عن كل الازهار ، مثلما يمكن لزهرة ان تحتوينا جميعا.

فيتالي : الى اللقاء ياسيد

الشاعر: رامبو.

فيتالي : الى القاء يا سيد رامبو.

(تخرج من الباب)

الشاعر: وداعا يا فيتالي ، كان ينبغي ان تأخذي قلبي أيتها الصغيرة ، لكي

يغسل ، هل قالت ان هذا صباح مشرق وجميل؟ فيمن اذن كانت تهدر الأمطار وتعصف الرياح؟،

(يحاول النهوض)

لنرى هذا الصباح الذي أعطينا ، صباح فيتالي الصغيرة ، لنعيه ، لعله الآن ينساب أمام النافذة كالنهر الدافق ،لنراه من النافذة ،حتما ان كل ما هناك ينبض بالحياة حدّ الوجع ،بينما تذوي فيك الحياة حدّ الموت (ينهض جاهدا بالعكازات الى النافذة)

انها الشمس ، فؤاد السماء ، هذه الرقة لم تعتد عليها حين كنت تكدح في

الأراضي الحارقة ، الشمس الرقيقة ترمقني دون مبالاة ، أجل ،لها ان تفعل

ذلك، فكلّ ما تحتها فان ، ولكن ، أيتها الشمس الباهرة ،ألا يبدو الموت متأخرا على أشلائي الكسيحة؟! أيّ معنى كان لكلّ ذلك ، ألم أكن أستنزف نفسي دون جدوى ؟ كان على الموت ان يأتي ليضرب ضربة واحدة ينتهي بعدها كلّ شىء،

(أمام النافذة)

انها الحياة ، وهي الحياة أبدا ، يا لهذه المعجزة ، لماذا نصرّ على ألا نحس بهذا الاعجاز الاّ حين نوشك ان نفقدها ،العربات تجري، انها تجري الى ما لا نهاية ، الناس مسرعون ، هكذا هم دائما يخافون ان لا يلحقوا بالقليل الذي بقي من الكثير الذي ذهب ، أتراهم يرون الأشجار الباسقة المصطفة على الجانبين ؟ مثل ملوك بتيجان خضر زاهية ، لكم هو محزن ان أفارق كل ذّلك

(يعود الى السرير)

لكم هو محزن ان أفارق الشمس .

(يموت)

النهاية

قدمت المسرحية في مسارح مدينتي صنعاء وعمان.












توقيع : احمد الحسني

.

ترتشف شفتاي
لذة اسمكِ





عرض البوم صور احمد الحسني   رد مع اقتباس