مقدمة لابد منها :
يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن هناك الكثير من العوامل والأسباب
المباشرة، وغير المباشرة التي دعت لقيام مذهب على الأخر والثورة عليه
ليحل محله ويأخذ مكانه في الصدارة فليس قيام المذهب الرومانسي يقتضي
انتهاء المذهب الكلاسيكي واختفاء معالمه من الأدب العربي بشكل تام
ولكنه يعني أن هناك نزعة عامة وكبيرة وتوجه لمذهب محدد دون سواه
أو دخوله بشكل جديد غير مسبوق في نهج الأدب شكلا ومضمونا
والمذهب الرومانسي لم يُصنع بين عشية وضحاها ، بل هناك ظروف
نبتت فيها الرومانسية حتى غدت مذهباً أدبياً قائماً
ومن أشد هذه العوامل وأهمها هو تأثر الأدب والأدباء في الوطن العربي بالمذاهب
الأدبية في الأدب العالمي بشكل عام والأدب الأوربي بشكل خاص
مدرسة الابتداع
" المدرسة الرومانسية "
نشأتها :
تعد "الرومانسية"، ثورة على العقل وسلطانه وعلى
الأصول والقواعد السائدة في المذهب الكلاسيكي
فكما كان الأدب الكلاسيكي يعد أدب العقل والصنعة
الماهرة وجمال الشكل، والمواضيع الإنسانية العامة
وإتباع الأصول الفنية القديمة.
فقد كانت الرومانسية تشيد بأدب العاطفة والحزن
والألم والخيال والتمرد الوجداني، والفرار من الواقع
والتخلص من استعباد الأصول التقليدية للأدب.
لقد غلبت على الرومانسيين نزعة التمرد على هذه القيود
التي التزم بها الكلاسيكيون، فدعوا إلى التخلص من كل
ما يكبل الملكات، ويقيد الفن والأدب ويجعلهما محاكاة
جامدة لما اتخذه الأقدمون الأولون من أصول لتنطلق
العبقرية البشرية على سجيتها دون ضابط لها
سوى هدي السليقة وإحساس الطبع
ولنا عدة وقفات أخرى في هذه الصفحة
لأبرز الخصائص الفنية لهذه المدرسة
ولمعرفة بعض أعلامها والمؤسسين لها
ونماذج شعرية مختصرة
لكم التحية