العودة بعد الرحيل
قد تأخذك دروب الحياة ومنحنياتها ومنعطفاتها
قد تبتعد وتأخذك مشاغل الحياة
إلا أن قلبك لا يطاوعك
وتبقى ذكرياتك تدعوك وتردد قائلة
لـم لا تـعود ؟ وعـاد كـل مجاهد بحلى (( النقيب )) أو انتفاخ ((الرائد))
ورجـعـت أنـت ، تـوقعا لـملمته مـن نبض طيفك واخضرار مواعيدي
|
وقد تستجيب لها ولوعج الشوق لمن تحب تهتف بك قائلة وبلهفة المشتاق تنتظر عودتك قائلة
وعـلى الـتصاقك بـاحتمالي أقلقت عـيناي مـضطجع الـطريق الهامد
وامـتدّ فـصل فـي انتظارك وابتدا فـصـل ، تـلفّح بـالدخان الـحاقد
وتـمطّت الـربوات تـبصق عمرها دمـهـا وتـحفر عـن شـتاء بـائد |
وقد تنتظرك على كل الدروب وبين كل التلال وعلى مشارف الربوات ولسان حالها يقول
مـن ذا رآك وأيـن أنت ؟ ولا صدى أو مــي إلـيك ، ولا إجـابة عـائد
والـي انـتظار البيت ، عدت كطائر قـلـق يـنوء عـلى جـناح واحـد |
بل إنها قد تخاطب الشمس قائلة لها
لا تـنطقي يـا شمس : غابات الدجى يـأكـلن وجـهي يـبتلعن مـراقدي |
وقد تصف حالها وما حصل لها بعد فراقك قائلة
وسـهدت والـجدران تـصغي مثلما أصـغي ، وتـسعل كالجريح الساهد
والـسقف يـسأل وجـنتيّ لمن هما ؟ ولـمن فمي ؟ وغرور صدري الناهد؟
ومـغازل الأمـطار تـعجن شـارعا لـزجا حـصاه مـن الـنحيع الجامد
وأنـا أصـيخ إلـى خـطاك أحسّها تـدنو ، وتـبعد ، كـالخيال الـشارد
ويـقول لـي شـيء ، بـأنك لم تعد فـأعود مـن هـمس الـرجيم المارد |
وأخير تستسلم للقدر وتعلم علم اليقين أنك لن تعود وقد تفجأة بمصيرك وأنه لا أمل في عودتك للحياة فتقول
أتـعود لـي ؟ من لي ؟ أتدري أنني أدعــوك إنـك مـقلتاي وسـاعدي
إنـي هـنا أحـكي لـطيفك قـصّتي فـيـعي ، ويـلهث كـالذبال الـنافد
خـلّـفتني وحـدي ، وخـلّفني أبـي وشـقـيقتي ، لـلـمأتم الـمـتزايد
وفـقـدت أمّـي : آه يـا أمّ افـتحي عـينيك ، والـتفتي إلـيّ وشاهدي!
وقـبرت أهـلي ، فـالمقابر وحـدها أهـلي ، ووالـدتي الـحنون ووالدي
وذهـلت أنـت أو ارتـميت ضحيّة وبـقيت وحـدي ، لـلفراغ الـبارد |
وهذا حال الفراق بعد اللقاء والمتعة والهناء
الله المستعان على ألم الفراق الذي ليس بعده لقاء