مات الكناري
طائر صغير ، نسجت أشعة الشمس ذهب جناحيه ،
و انحنى الليل علية فترك من سواده قبلة في
عينية، ثم سطت علية يد الإنسان فضيقت دائرة فضائه ،
و سجنته في قفص ، كان بيته في حياته
و نعشه في مماته !
طائر صغير ، أحببته شهورا طوالا ،
غرد لكآبتي فأطربها ،
و ناجى وحشتي فآنسها ، جاور روحي
فأخاها . غنى لقلبي فأرقصه ،
و نادم وحدتي فملأها ألحانا !
في الصباح كنت أفتح عيني فيستقبلني بالغناء ،
و تسيل موسيقى ألحانه على قلبي ،
فتذيبه و تسكره
في آن واحد ، و كنت اجلس للدرس و التحبير ،
فتشمئز نفسي أحيانا من عبوس الكتب ،
و يثقل قلمي
في يدي فيأخذ طائري في الزقزقة و التغريد ،
فتبتسم الأفكار على صفحات الكتب ،
و تنجلي الغيوم عن
صفحات نفسي.
و الآن انظر إلى القفص ، لقد صمت الطائر ،
و تجمد الشعاع المحيي فلا ترى في القفص الا قليلا
من الشمس المائتة.
مات الصغير المغرد ، مات صغير حشاشتي !
مات قبل غروب الشمس و قبل انقضاء الربيع.