[frame="1 70"]السلام عليكم
أحببت أن اضع بين أيديكم
بعض ما جاء في كتاب لعز الموت لمصطفى محمود
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
اللغز
كل منا يحمل جثته على كتفيه..
ليس هناك أغرب من الموت..
إنه حادث غريب..
أن يصبح الشيء .. لا شيء..
ثياب الحداد .. و السرادق ..
و الموسيقى .. و المباخر .. و الفراشون
بملابسهم المسرحية : و نحن كأننا نتفرج على رواية ..
و لا نصدق و لا أحد
يبدو عليه أنه يصدق..
حتى المشيعين
الذين يسيرون خلف الميت
لا يفكرون إلا في المشوار.
و أولاد الميت لا يفكرون إلا في الميراث.
و الحانوتية لا يفكرون
إلا في حسابهم.
و المقرئون لا يفكرون
إلا في أجورهم..
و كل واحد
يبدو أنه قلق على وقته أو صحته أو فلوسه..
و كل واحد يتعجل شيئاً يخشى أن يفوته
شيئاً ليس الموت أبداً.
إن عملية القلق على الموت
بالرغم من كل هذا المسرح التأثيري
هي مجرد قلق
على الحياة..
لا أحد يبدو أنه يصدق أو يعبأ بالموت
حتى الذي يحمل النعش على أكتافه.
الخشبة تغوص في لحم أكتافه ..
و عقله سارح في اللحظة المقبلة و كيف يعيشها..
الموت لا يعني أحداً ..
و إنما الحياة هي التي تعني الكل.
[/frame]