الحرية تلك الكلمة التي يريد الكثير من الناس نيل محاسنها
والتمتع بها .... تحت ظل عبوديه أخرى ليست تلك العبودية التقليدية
وسلاسلها وقيدها الحديدي ... هناك استعباد آخر ..نوع جديد
حتى أنا وأنت لا نستبعد أننا مستعبدين لها حين ندرك ما هية تلك العبودية
عبودية التلقين ... وتنحية العقل واقصائه عن دوره وجعل التلقين وما تم التعارف عليه
شرطي يُلوح بتلك العصا على ذاك العقل ...
وحتى لا يفهم كلامي فهم خاطيء... ويأخذ الموضوع منحنى آخر لما أريد له
لا أقصد بما تعارف عليه من المسلمات البديهية في الدين أو ما تم التعارف عليه في الأصل
عن طريق العقل ..
وأضرب مثالاً حتى يزول أي ريب أوتهمة للكاتب ..
من الأشياء التي تم التعارف عليها والتسليم لها حقيقة الدين وأنه واقع
حقيقة الرسل والانبياء
وجود الله عز وجل
كل هذه الأمور تم التعارف عليها في الأصل بالعقل والفطرة ...
ولا تنضوي تحت مسمى التلقين الذي أقصده
احتياج الناس لرسلٍ ينذرونهم ... وأن وجودهم لم يكن صدفة أنما هناك خالق لهم
وحين ننحي تلك الأمور التي تم التعارف عليها بالعقل والتي
أمرنا الله في أيما مقام في كتابه الكريم بها ... أفلا يتفكرون ... أفلا يتدبرون
أفلا يعقلون ..........
نعود للتلقين ذاك الذي يستخدم على الطفل في نعومة اظفاره ولا يدع للطفل مجال
لتفعيل ذاك العقل وتلك الهبة حتى يتم قتل ذاك العقل بذاك التلقين .. أو الشرطي بتلك العصا
هل نحن من يحرك العقل؟ أم العقل من يحركنا ؟
هذا نوع فقط من أنواع العبودية التي لا يشعر بها الكثير من البشر ..
ومن أنواع التلقين التى أقصت العقل وجعلته مجرد من معانيه السامية
ما تم التعارف عليه لدى كثير من المجتمعات .. والباب في هذا المجال
واسع و مفتوح على مصراعيه ... حين يقال مثلاً لا يعيب الرجل إلا جيبه
نجد أن تلك العبارة .. متداولة لدي الكثير ويؤمن بها الكثير من الناس
لأنها تلقين من الأولين وبجهلهم سنوها سنة لمن خلفهم ..بإسم ما تعارف عليه وما لقن لنا من السابقين
لا أعلم ان ملئ جيبي بالمال و أنا لا أصلي ولا أصوم ... وكنت من رواد الحانات
وكنت بذاك الفجر ... هل جيبي سوف يكون مجمل لذاك الإهتراء في نظر العاقل المتزن
الذي يعرف معنى حرية العقل ؟
ولك أ نتَ أو انتِ تفقد ذاتك هل أنتم تحت تلك العبودية
لا نطالب بتلك الحرية المطلقة التي يدعو لها الغرب حرية الفساد
لكن نريد حرية التفكر والتدبر التي أمرنا الله بها
ولا نريد أن نكون تحت تأثير التلقين .. كما كان المشركين ... حين قالوا
( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ)
أثارهم تقليدهم في ذاك الأثر وما تم من تلقين عملي لهم بالكفر فحصل الإقتداء بهم .