:
إعتادت على أن تشد رحالها لعالمها الخاص بمجرد ماتعلن عقارب الزمن انتصاف الليل
عالمها الخاص .. هو مكان بعيد .. عن كل مكان عاشته بنهارها او بالاحرى بيومها ..
مكان .. تنيره إنارة خافتة .. وتترنح بين اركانه موسيقى حالمة ..
وما أن تدخل به إلا وتأخذ زجاجة عطر الورد ..
لتنثر رذاذه بأجواء تلك الأمسية الحافلة بالوحدة والهدوء
كل شيء بالمكان يعيدها لشيء ..
المكتب .. مجموعة الأقلام .. الأوراق المتناثرة ..
والكتب المهداه منه لها يوم كانا تحت سقف واحد
تجمعهم الابتسامة والحياة الوردية التي كانت تظن أنها ستدوم
والأهم من هذا وذاك .. هو البـرواز
البرواز الذي يحضن ملامح ذابت بقلبها مع الزمن
البرواز الذي شــآب مع سنين العمر
البرواز سر إدمانها بالتواجد بهذا المكان .. وبنفس التوقيت والزمان
يــــآه .. ماهذا الاختناق الذي يلف الروح ,,
ويقود النفس لمعانقة شيء من الماضي رغم الاعتياد على روتينه وإدمان ممارسته ..
ولكن ..لابد من التصرف بعقل و المسارعة بالتناسي واللجوء إلى شيء آخر أكثر إيجابية
وبذات اللحظة تسمع تلك الملامح المبروزة .. تعاتبها بصوت لايسمعه أنسٌ ولاجآن
" هل أصبح التفكير بالشيء الآخر عقلاً .. وأكثر إيجابيه من معانقة شيء من ماضي عشتيه بكيانك .. معي ؟"
بتلعثم واضطراب وبهمس تجيب :
لا..لا ..ولكن لصدر ذكراك أشواك تجرحني عندما أضمها لصدري بقوة
وتصمت هي والصورة .. إلا أن العيون الأربعــة .. كادت ان تخترق بعضها ..
تنهدت وأغمضت عينيها ورفعت رأسها إلى السماء وهي تردد
كن معي يالله .. كن معي يالله
بدأ الشرود يتنفسها .. والذكريات تشربها وكأنها قطرة لسائل ما
إلا أن ريق المطر بدأ يروي جفاف الأرض ..
وتسمع هطول قطراته تطرق نافذتها الصغيرة
المطر يعبث بمزاجها يحاول أن يغريها .. يشفق عليها
يريدها أن تبتعد عن جنون حطم بداخلها الكثير من المعنويات
تقوم وقد أضناها الحنين حد الثماله .. تقوم بخطى ثقيله لتلبي نداء قطرات المطر
ولكن قبل أن تذهب للمطر .. لابد من إعادة تشغيل الموسيقى .. فهي توقفت قبل قليل ..
حسناً.. كل شيء الآن مستعد لمواجهة الأجواء الخارجية
وهاهي واقفة على نافذتها الكائنة خلف مكتبها الصغير
وبيد مرتجفة تمسك بقفلها لتشرع أبوابهـا ..
أو بالأحرى .. لتشرع قلبها لما وراء تلك النافذة
هب نسيم عليل محمل برذاذ المطر.. حرك خصيلات شعرها وحرك شعيرات قلبها ..
فأخذت شهيق عميق جدا .. حتى تدفقت بجسدها كمية كبيرة من الدم المعتق بعبق حياتها الماضية حملتها لتسافر بها هنـاك .. حيث لحظة لقائهم .. وحيث حبها الأوحد ..
حيث لحظة الجرح .. وقرار الرحيل
وقفت تتأمل مطر الليل كيف يكون له سحره ومذاقه الخاص ..!!
وقفت تستمع بخشوع الى صوت هطول كل قطرة ..
أحست بأن هذه القطرات آتيه من سماء الماضي الجميل
لتسقط على أرض الواقع المرير
فمع كل قطرة تسمع صدى صوته يهز شموخ أنوثتها بعنفوان .. وبلا هوادة ولا رحمة
يناديها .. يخترق نبض قلبها ..يذكرها بكل شيء ..بكل شيء بكل شيء
وكلما خطف في كبد السماء البرق ..خطف معه فلاشا ً لمقطعا ً من فيلماً رومانسياً
يحمل بين أحداثه الكثير من الأحداث الراسخه بــ روح الذاكرة ..
ذاك الفيلم .. الذي أدت دور البطولة برفقته ..
وكلما هز أركان الليل دوي الرعود .. شعرت بأنها حانت ساعة الصفر
لتجني من بساتينها مازرعته بسنينها الماضية
فلم تجد إلا أشواك ومرارة نبتة الصبــــار بإنتظارها ..
فبدأت دموع الألم تتسابق بالهطول
فمنها ماسقط على وجنتيها وسال حتى وصل إلى صدرها النابض بالحنين ..
ومن الدموع ماسقط من عيونها إلى حافة النافذة مباشرة دون أن تلامس بشرتها.
:
" تمت "
:kn7[1]:خارج القصـة ..
هل أحببت بعدي ؟
وهل سردت حكايتي المجنونة معك على إمرأة عاقلة
وتضخمت بالعقل وأنت تصف لها جنون مشاعري تجاهك
وأنتشيت بالغرور وأنت تهتك ستر رسائلي أمامها ؟
وضحكت بأعلى صوتك وأنت تؤشر إلى الجبال
التي تصف بهـــا حجم ألمي عند الرحيل عنك ؟
______
رونــــق القطــرآت !:kn7[1]:
____