كتاب الزبرجدة في الأجواد والأصفاد
الترغيب في حسن الثناء واصطناع المعروف
كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري
اعتبر منزلتك من الله بمنزلتك من الناس، واعلم أن مالك عند الله مثل ما للناس
عندك.
..
قيل لبعض الحكماء: ما أفادك الدهر؟ قال العلم به. قيل: فما أحمد الأشياء؟
قال: أن تبقى للإنسان أحدوثة حسنة.
قال بعض أهل التفسير في قول الله تعالى:
" واجعل لي لسان صدق في الآخرين " . إنه أراد حسن الثناء من بعده.
..
قالوا: الأيام مزارع فما زرعت فيها حصدته.
.
قال أكثم بن صيفي: إنما أنتم أخبار، فطيبوا أخباركم.
أخذ هذا المعنى حبيب الطائي فقال:
وما ابن آدم إلا ذكر صالحة ... أو ذكر سيئة يسري بها الكلم
أما سمعت بدهر باد أمته ... جاءت بأخبارها من بعدها أمم
.
قال الأحنف بن قيس: ما أدخرت الآباء للأبناء، ولا أبقت الموتى للأحياء، شيئًا أفضل من اصطناع المعروف عند ذوي الأحساب والآداب.
..
قالـوا
- تربيب المعروف أولى من اصطناعه، لأن اصطناعه نافلة، وتربيبه فريضة.
- أحي معروفك بإماتة ذكره، وعظمه بالتصغير له.
- من تمام كرم النعم التغافل عن حجته، والإقرار بالفضيلة لشاكر نعمته.
- للمعروف خصال ثلاث: تعجيله وستره وتيسيره، فمن أخل بواحدة منها
فقد بخس المعروف حقه، وسقط عنه الشكر.