الموضوع: مدائنُ الحُزن
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-11, 07:47 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
 سامي الخنقي  
اللقب:
:: قلم جديد ::
الرتبة:

بيانات العضو
التسجيل: 22-02-11
العضوية: 251
المواضيع: 7
المشاركات: 48
المجموع: 55
بمعدل : 0.01 يوميا
آخر زيارة : 14-05-20
الجنس :  الجنس
نقاط التقييم: 338
قوة التقييم: سامي الخنقي is a jewel in the roughسامي الخنقي is a jewel in the roughسامي الخنقي is a jewel in the roughسامي الخنقي is a jewel in the rough

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 4
تلقي آعجاب مرة واحدة في مشاركة واحدة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
سامي الخنقي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
المنتدى : قـطــرات الـشـعـر الـفـصـيـح
افتراضي مدائنُ الحُزن

إن للحُزنِ مدائن
ليس فيها غيرُ أوجاعٍ مُمِضاتٍ كئيبه
وشوارِعُها مُريبه
تُشنقُ الأفراحُ فيها
تُنحرُ البسماتُ فيها
تُخنقُ الأزهارُ نزفاً في تصاويرٍ رهيبه
مُدُنُ الحُزنِ كئيبه

مُدُنُ الحُزنِ إرتحالٌ في دياجيرِ البُكاء
لستُ أسمعُ غير صوتِ الصمتِ فيها
أو نحيب الروحِ تائهةٌ على شطِّ المُصيبه
كُلُ أحرُفِها الحيارى تكتسي اللون الرمادي
إنها من قاع روحي أصبحت دوماً تُنادي
مُدُنُ الحُزنِ الكئيبه

هجرت كُلَ الفيافي
وإعتلت روحي الحبيبه
جرجرتها نحو حبسٍ في دهاليزٍ عجيبه
جرجرتها
جرجرتني
وإستباحت كُل بُستانٍ بصدري
لم تدع إلا الصحاري
تستبيحُ العُمر قسراً
تقتُلُ الأفراح دهراً
ثُمّ تمتصُ الرحيق
لم تُبقي في شراييني سِوى ألم الحريق
لم أعُد أسمعُ من قلبي سِوى صوتُ نحيبه
مُنذُ أن إختارَ أن يسكُن في المُدُنِ الكئيبه

أيُ صوتٍ هوّ هذا !!
يملأُ الكونَ شقاء
أيُ لحنٍ هو هذا !!
ليس تُشبِههُ اللحونُ
وليس ينفعُ للغِناء
أيُ شمسٍ هي هذه !!
ليس تحمِلُ وهجَ حُبٍ
ليس تُشرِقُ في ضياء
وأيُ مأفونٍ أنا
كي أظلَ أُبيحُ مملكتي لدى جيشِ العناءِ
لكي يُقدِّم تاج فرحي
فوق مذبحِ تِلكُمُ المُدنَ الكئيبه

يا حروف الآهِ لم يبقى سواكِ معي صديق
صرتُ في بحرِ الحزونِ مُجندلاً أطفو غريق
أقطع صحاري العُمُرِ
في لُجَجٍ من البؤسِ العميق
ثُم لا ألقى سِوى بعضي بِمُفترَقِ الطريق
حار فِكري كيف أغدو
لو فرحتُ هُنيهةً
لو تبسّم شبحَ بؤسي
أو ضحكتًُ بصوتِ نفسي
قاهِراً مُدُني الكئيبه

مُدُنُ الحُزنِ إمبراطوريةٌ
ونِظامُ الحُكمِ فيها مُستبِّد
إمبراطورُ المآسي رأسُها
والبقيةُ نارَ فقدٍ تتّقِد
تعصِرُ الإحساس توصلهُ مداه
تُجهِضُ الأحلام
تفترِسُ الأماني
ثُمّ لا تألوا صعوداً
ثُمّ تهبِطُ في كبّد
مُدنُ الحُزنِ دموعٌ
أدمنت سكنى شراييني
لتركُدَ في الخلايا
ثُم تورِثُني العناءَ إلى الأبد
بمُدنِ الحُزنِ رأت عيناي أشياءٌ رهيبه

كم وجدّتُ بِها سجون
وألف بابٍ للجنون
كم وجدتُ بِها قلوباً
أدمنت لعق الجِراح
ثُم تبتدئُ النِواح
كم وجدتُ بِها أقاصيصٌ عجيبه
في شوارِعِها المُريبه

كُلُ رُكنٍ من كياني
صار يصرُخ :
(إن للحُزنِ مدائن
ليس فيها غيرُ أوجاعٍ مُمِضاتٍ كئيبه
وشوارِعُها مُريبه
تُشنقُ الأفراحُ فيها
تُنحرُ البسماتُ فيها
تُخنقُ الأزهارُ نزفاً في تصاويرٍ رهيبه
مُدُنُ الحُزنِ كئيبه
مُدُنُ الحُزنِ رهيبه)

مُدنُ الحُزنِ إنزلاقُ الروحِ
في فجٍ عميقٍ
ليس يُدرِكُها ضياءُ الشمسِ
أو نورُ القمر
إذ يتسابقا سعياً
وراءَ بهائِها الأزلي
تستخفي إلتياعاً في إنحداراتٍ غريبه
مُدنُ الحُزنِ إنشداهُ الدهشةِ الأولى
وتتوالى المُصيبه
مُدنُ الحُزنِ كئيبه

 

لا يسمح بنشر هذا الموضوع إلى المواقع الأخرى الا بذكر اسم صاحب الموضوع ومصدره الأصلي ../ الـموضـوع ://: : مدائنُ الحُزن     -||-     المصدر : قطرات أدبية     -||-     الكاتب : سامي الخنقي














توقيع : سامي الخنقي

ميتافيزيقا التساقُط
علّمتني
كيف أسمو رُغمَ عُنفِ الجاذبيه
سامي الخنقي

عرض البوم صور سامي الخنقي   رد مع اقتباس