عرض مشاركة واحدة
قديم 14-12-12, 04:04 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
 عبدالرحمن منصور  
اللقب:
الــوجــــيه
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية عبدالرحمن منصور

بيانات العضو
التسجيل: 21-10-09
العضوية: 2
المواضيع: 194
المشاركات: 1803
المجموع: 1,997
بمعدل : 0.38 يوميا
آخر زيارة : 29-03-24
الجنس :  ذكر
الدولة : السعودية
نقاط التقييم: 20956
قوة التقييم: عبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond repute


كاتب الشهر فبراير 2012 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 2,703
وحصلتُ على 1,278 إعجاب في 552 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
عبدالرحمن منصور غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
المنتدى : دورة تذوق النص الأدبي
افتراضي المحاضرة الخامسة ( أركان النص الأدبي ) الركن الثاني : الخيال



بعد انقطاع طويل أعود لأكمل معكم فصول هذه الدورة
والتي يبدو أنها ستطول بسبب انشغالي وتغير طبيعة عملي
عموماً لا أنسى أن أذكركم
أن هذه المحاضرة مرتبطة بما قبلها من محاضرات
فأتمنى قراءة جميع المحاضرات السابقة بشكل متسلسل لكي تكون الفائدة أكبر
وحديثنا اليوم سيكون في الركن الثاني من أركان النص الأدبي وهو " الخيال "

ولا ننسى ايضاً أن الركن الأول وهو " الألفاظ والجمل والتراكيب "
مع الركن الثاني " الخيال " ينتج عنه ما يسمى في علم النقد بـ " اللفظ " أو " الشكل "
فنحن لازلنا لحد الآن ننظر للنص الأدبي من حيث شكله وألفاظه التي يتكون منها
ومن المحاضرة القادمة إن شاء الله سندخل في النص الأدبي من حيث مضمونه ومعناه الذي يؤديه


يقول أينشتاين : "" التخيل أهم من المعرفة ""
ومع أن الخيال الذي يعنيه أينشتاين غير الخيال الذي سنتكلم عنه
ولكن الخيال بوجه عام قدرة عقلية رهيبة وعجيبة لا يستهان بها
وفي هذه المحاضرة سنتكلم إن شاء الله عن :


1- أهمية عنصر الخيال في النص الأدبي
2- المعوقات الي تحول دون شرح مفهوم الخيال بشكل دقيق
3- تعريف الخيال بوجه عام وتعريفه بالنسبة للنص الأدبي
4- خصائص الخيال
5- مفهوم " المعنى الحسي " و " المعنى المعنوي "
6- مفهوم الخيال في النص الأدبي
7- الخيال والصورة الشعرية
8- التخيل والإسقاط
9- طرق إنتاج الصورة الشعرية


1- أهمية الخيال :
الخيال هو روح النص الأدبي وجوهره ولبه ولذته ونكهته وهو أهم ميزة تميز النص الأدبي عما سواه من النصوص
فإذا كان الرسام يستخدم الريشة والألوان لإنتاج لوحاته الفنية فالشاعر أو الكاتب المبدع يستخدم الكلمات والجمل
في رسم مشاعره وأفكاره وأحاسيسه وعواطفه التي استثيرت فيصوغها في قالب فني مؤثر يترك أثره في المتلقي
وحتى تكون الصورة حية في النص الأدبي لها ما لها من مفعول و تأثير فلا بد لها من خيال يخرجها من النمطية والتقرير والمباشرة
فالخيال هو الذي يحلِّق بالقارئ في الآفاق الرحبة ويخلق له دنيا جديدة وعوالم لا مرئية تخرجه من العزلة والتقوقع
والنص الأدبي إذا قل فيه الخيال أو انعدم يصبح نصا شاحبا لا يحرك وجدانك ولا مشاعرك
يقول الجاحظ في كتابه "البيان والتبيين" (وأحسن الكلام ما كان قليله يغنيك عن كثيره ،ومعناه في ظاهر لفظه. . .)
ويقول في كتاب الحيوان ". . فإنما الشعر صناعة ،وضرب النسج ،وجنس من التصوير"


2- المعوقات الي تحول دون شرح مفهوم الخيال بشكل دقيق.
يقول رسكن: إن حقيقة الخيال غامضة صعبة التفسير وينبغي أن يفهم من آثاره وحسب ".
وحقيقةً محاولتي لشرح مفهوم الخيال محاولة صعبة وشبه مستحيلة فلا أدري كيف يمكن أن اشرح لكم هذا الركن المهم للغاية في النص الأدبي
فالخيال طاقة عقلية غامضة صعبة التفسير فلا يمكن أن ندركه بحواسنا الخمس فهو لا يرى ولا يشم ولا يسمع ولا يمكن لمسه
مع ذلك فالحواس الخمس التي ذكرتها لكم هي " من " الأدوات التي يستخدمها الأديب والشاعر في تصوير خياله .. هذا من جانب
ومن جانب أخر فلكي تدرك مفهوم الخيال في الأدب او ما يسمى بالصورة الشعرية أو الشعورية
فلابد أن تكون ملماً بعلوم البلاغى الثلاثة :( علم البيان ، علم المعاني ، وعلم البديع )
فأنت من خلال هذه العلوم الثلاثة تستطيع أن تفهم كيف رسم الأديب صورته الشعرية وبالتالي تستطيع أن تحللها
فلأجل ذلك لن ندخل في دراستنا هذه إلى شيء من علوم البلاغة التي من ضمنها انواع التشبيه وأنواع الاستعارة والكناية والطباق والتورية ..... الخ
ليس لعدم أهمية علم البلاغة بل هو علم مهم وهو روح الأدب وجوهره الذي لا يستغني عنه ، ولكن لأن علم البلاغة يحتاج إلى دورة مستقلة ومنفصلة تماماً
لأجل هذين السببين سيكون هناك صعوبة في شرح مفهوم الخيال الأدبي ،وقد تكون هناك الكثير من النقاط التي لا يمكن فهمها بشكل سهل
فلابد أن تبذل معي جهد أيها القارئ الكريم كي نصل إلى درجة من الفهم تكون مقبولة ومرضية إلى حد ما .
وللمعلومة فقط : كثيرا من الكتابات الأدبية في قطرات وفي خارجها حتى وإن اختل فيها أحد أركان الأدب أو لم يختل
إلا أن غالباً ما يكون الخيال عنصراً طاغي عليها فيعوض بعض النقص والقصور إن كان فيها ذلك
هذا الطغيان وهذا الاكتساح غالبا ما يأتي من دون تكلف وعلى سجية الكاتب وبشكل عفوي ومن دون قصد
ومن دون فهم أو دراسة لما يسمى بالخيال أو الصورة الشعرية وهذا جميل .
ولكن الأجمل منه أن تعرف ما صنعت وماذا قدمت حتى وإن كان ما قدمته شيء جميلاً فلابد أن تعرف مواطن الجمال فيه ومواطن الخلل
فهناك فرق بين شخص لا يجيد سوى قيادة السيارة وحسب وشخص اخر يجيد قيادتها ويجيد إصلاحها إن أصابها خلل وعطل
فلابد أن تكون مدركاً إدراكاً يفهمه عقلك الواعي قبل أن يرسخ في عقلك الباطن فيأتي على السجية ، فتعرف ما أنت فاعل وماذا فعلت وماذا ستفعل


3- تعريف الخيال بوجه عام وتعريفه بالنسبة للنص الأدبي
لو أخذنا الخيال بمفهومه العام والواسع سنحتاج إلى مجلدات لا يتسع وقتنا لقراءتها ولا لحصرها بل سنحتاج إلى دورة خاصة عن مفهوم الخيال بشكل عام
فهناك الخيال العلمي والخيال الأدبي والخيال لدى الأطفال والخيال والواقع والخيال في القرآن والخيال وعلم النفس والخيال والفلسفة .... الخ
تعريف الخيال بشكل عام وواسع :
هناك تعريفات كثيرة لمفهوم الخيال فكل علم يعرف الخيال من وجهة نظر مختلفة وحسب حاجته
ولكن نكتفي بهذا التعريف الذي قد يكون أقرب إلى الخيال في النص الأدبي
عرف الخيال بأنه " قوة ذات نشاط ذهني توحد بين القلب والعقل ، بين الوعي واللاوعي ،
تثار بحافز عميق ويصحبها انفعال منظم ، لتنتج صورا وأشكالا تعبر عن تجارب متجاذبة متنافرة
لكنها منظمة منسجمة وتؤلف كلا موحدا "

اما تعريف الخيال في النص الأدبي .
فهو قدرة الكاتب على اسقاط مشاعره وأحاسيسه على موقف أو مكان أو زمان أو أشخاص أو غير ذلك من الأشياء
هذا الاسقاط ينتج من تفاعل الكاتب تفاعلاً عاطفياً مع هذا الشيء ، من ثم يقوم برسم مشاعره وتصويرها من خلال هذا الاسقاط
وهناك تعريفا اخر تتضح من خلاله أدوات الخيال بشكل أكبر هذا التعريف يقول :
((الصورة الشعرية تشكيل لغوي يُكَوِّنُهَا خيال الفنان من معطيات متعددة , يقف العالَم المحسوس في مقدِّمتها ,
لأن أغلب الصور مستمَدَّة من الحواس على جانب ما لا يمكن إغفاله من الصور النفسية والعقلية ))
ولا يغيب عن ذهن القارئ الكريم أن للخيال في النص الأدبي له أيضاً عدة تعريفات وذلك بسبب كثرة المذاهب الأدبية والنقدية وتعددها
ولكل مذهب نظرته الخاصة وحكمه المستقل . ونحن اقتصرنا على هذين التعريفين
وشرح هذه التعريفات يحتاج إلى وقت طويل ،ولكن لا مانع إطلاقاً من السؤال عن معنى ومقصد أي فقرة وردت في جميع هذه التعريفات الثلاثة


4- خصائص الخيال :
1- الابتكار وعدم التكرار .
2- ان يؤدي الخيال دوره بشكل كامل في إيصال الفكرة للمتلقي وأن يبرزها بشكل واضح من دون نقص أو تشويه.
3- أن يكون الخيال مناسبا لعاطفة الكاتب وانفعالاته .
4- أن يكون الخيال مناسباً لبيئة الكاتب وينسجم معها .
5- ان يعتمد الخيال على الاثر النفسي لدى الكاتب وأن يقوم على الإيحاء بالتشابه وليس على التشابه المحسوس .

ولكي لا تطول المحاضرة لن أدخل في شرح هذه الخصائص شرحاً تفصيلياً إلا لمن سأل عن شيء فيها


5- مفهوم " الحسي " و " المعنوي "
الناس ،كل الناس إدراكهم للأمور والأشياء إما أن يكون إدراكاً حسياً مادياً أو إدراكاً معنوياً مجرد
إذا فهناك " معاني حسية " و " معاني معنوية "
الحسي : (هو كل شيء يدركه الإنسان عن طريق حواسه الخمس ) " السمع ،البصر ، الذوق ، الشم ،اللمس "
الأصوات ،الأشكال والألوان ،النكهات ، الروائح ،الناعم والخشن ..... الخ
جميعها أمور حسية ومعانيها المخزونة في الذاكرة هي معاني حسية أيضاً لأن العقل توصل إلى معانيها من خلال الحواس الخمس
ويمكن أن نطلق على الحسيات معنى أخر وهو " المادي " فكل حسي هو مادي بالضرورة
والحسي ينقسم إلى قسمين : حسي عاقل وهو الإنسان فقط
وحسي غير عاقل وهي كل الماديات الأخرى عدى الإنسان
المعنوي : ( هو كل شيء يدركه الإنسان عن طريق الذهن أو العقل )
فهذا الإدراك لم يتم عن طريق الحواس الخمس ولكنه إدراكاً ذهنياً محض
كالمشاعر الإنسانية باختلافها " الخوف الحزن الألم والحب والحنين والسرور والفرح ..... الخ
وكذا الأمور الغيبية " الملائكة الجنة النار الجن والشياطين ....الخ
وكذالك الأساطير " العنقاء والغول وغيرها مما لا يحضرني الآن
هذه الأمور يدركها الإنسان وترسخ لها معاني محدد في ذهنه ولكن هذا الإدراك لم يكن من خلال الحواس الخمس
فلذلك تسمى أمور معنوية تم إدراكها إدراكاً معنوياً ومعناها الذي يفهم الشخص هو أيضاً معنى معنوي
ويمكن أن نطلق على المعنويات معنى أخر وهو " المجرد " فكل معنوي هو مجرد بالضرورة


6- مفهوم الخيال في النص الأدبي :
الكاتب المبدع حينما يريد أن يوصل إليك أفكاره و عواطفه و احاسيسه من خلال النص الأدبي فإنه لا ينقلها لك مجردة ومباشرة وكما هي في الحقيقة
ولكنه يقوم بتوظيف خياله فيرسم لك مشاعره وعواطفه وأحاسيسه ويصورها تصويراً فنياً يدخل فيك الدهشة واللذة معاً
هذا التصوير وهذا الرسم تدركه أنت كمتلقي بذهنك وشعورك ووجدانك أيضاً لأنه لا يأتي بصورة فجة ومباشرة
فالكاتب المبدع يستطيع عن طريق خياله أن يسقط تجربته ومشاعره وأحاسيسه وعواطفه على ما يختزنه في ذهنه من معاني حسية ومعنوية
وأنت كمتلقي تستقبل هذه المشاعر والعواطف والأحاسيس كلوحة فنية رائعة ومؤثرة .

قد لا يكون تفسيري لمفهوم الخيال في النص الأدبي لحد الآن واضح بشكل جيد
ولكن دعونا نأخذ هذا البيت للمتنبي لنفهم كيف اسقط المتنبي تجربته التي ألمت به وما نتج عن هذه التجربة من مشاعر وأحاسيس وعاطفة
على ما يختزنه المتنبي في ذهنه من معاني حسية أو معنوية فيقدمها لك على شكل صورة فنية متقنة التصوير
اصيب المتنبي وهو في مصر بالحمى . والحمى تجربة مر بها جميع الناس ولكن المبدع يستطيع أن ينقل إلينا تجاربه
والتي قد نكون جربناها مثله بطريقة فنية مبدعة ، يقول المتنبي :
وزائرتي كأن بها حياء
فليس تزور إلا في الظلام
بذلت لها المطارف والحشايا
فعافتها وباتت في عظامي
يضيق الجلد عن نفسي وعنها
فتوسعه بأنواع السقام
إذا ما فارقتني غسلتني
كأنا عاكفان على حرام
هل المتنبي حين اصابته الحمى قال لنا انه اصيب بالحمى وأنها تشتد عليه في الليل
فتصيب العظام والجسم بالوهن والألم ويظل العرق يتصبب منه بشدة
لو كان هذا ما قاله المتنبي فهو ليس شعرا البته ولكنه شكوى وحسب

لكنَّ المتنبي أراد أن ينقل إلينا تجربته مع الحمى وكل ما اصابه فيها من مشاعر المرض من ألم و وهن وتعب
والمتنبي كشاعر فذ فإنه سوف يوظف خياله الخلاق فيمزج هذه التجربة بما لديه من تجارب سابقة
وبما يختزنه في ذهنه من معاني " حسية " و "معنوية " كي ينتج من ذلك صورة فنيه رائعة تحمل لنا تجربته وعواطفه وأحاسيسه التي ألمت به
فصور هذه الحمى وكأنها فتاة تتردد عليه بالزيارة وأنها فتاة من صفاتها الخجل والحياء فهي لا تزوره إلى في الظلام خوف من أعين الرقباء
ورغم ما لديه من مفارش وفيرة وناعمة فإنها تعاف النوم عليها وتفضل أن تتسلل إلى داخل جسمه وتبيت في عظامه
وهي في تسللها هذا تواجه جلده الضيق الذي لا يتسع لجسد المتنبي نفسه ناهيك ان يتسع لهذه المتسللة معه
فتوسع طريقها إلى داخل عظامه بالمرض والألم الشديد فتبيت ليلتها وهي داخل عظامه وجسمه
وحين تفارقه فإنها تغسل هذا الجسم الذي باتت فيه بالعرق الشديد حتى ليخيل إلى الشاعر أنهما قضيا ليلتهما في حرام
هكذا يفعل المبدع حينما ينقل لنا تجربته الذاتية وما صاحبها من مشاعر وأحاسيس يُعْمِلْ خياله لينتج لنا صورة فنية راقية
فالمتنبي لو لاحظنا إنه لم يذكر اسم " الحمى " في قصيدته إطلاقاً ولم يصرح بألمه و وهن جسمه ولم يذكر كلمة " عرق "
وهو كذلك لم يكن مباشرا في تشبيهه للحمى بأنها فتاة أو انثى و لم ترد مثل هذه المفردات في نصه إطلاقاً
ولكنه قدم هذا التشبيه بطريقة إيحائية تدركها أنت كقارئ بذهنك فقط
ولذلك قلنا أن من خصائص الخيال ( ان يعتمد الخيال على الاثر النفسي لدى الكاتب وأن يقوم على الإيحاء بالتشابه وليس على التشابه المحسوس )
(( فالخيال منطقة ضيقة تقع مابين الحقيقة الفجة والتشبيه المباشر ))


..... يتبع


 

لا يسمح بنشر هذا الموضوع إلى المواقع الأخرى الا بذكر اسم صاحب الموضوع ومصدره الأصلي ../ الـموضـوع ://: : المحاضرة الخامسة ( أركان النص الأدبي ) الركن الثاني : الخيال     -||-     المصدر : قطرات أدبية     -||-     الكاتب : عبدالرحمن منصور














عرض البوم صور عبدالرحمن منصور   رد مع اقتباس
2 أعضاء آرسلو آعجاب لـ عبدالرحمن منصور على المشاركة المفيدة: