[علي مجدوع آل علي]

[align=center][tabletext="width0%;"][cell="filter:;"][align=center]لعل من أراد الشهرة على حساب دينه ومجتمعه أن يهنأ بشهرته التي لا تتعدى صومعته، ونحن ولله الحمد في رخاء ما لم نغير دستور القرآن، ولكن الانتقاد يكون لهدف سامي وهو التغيير من حالٍ إلى حال أفضل، ولا بد أن يكون في نقطة معينة لا تشمل المصنّف بأكمله، فنقدنا للمصنف بأكمله معناه بأنه غير معترف به البتة، إن عدم فهم أساسيات الانتقاد الصحيح، وفهم كيف صياغته بالمحتوى الذي يؤدي نتاجه نتاجا سليما، أدى إلى الخلط، والتمادي على الأصول التي لا تحتمل أن تنتقد، أو تغير، أو تفهم بغير مفهومها، الإعلام التقني وسرعة تناقل الأخبار، وانتشار المتحذلقون المتشدقون بفكر ورأي جاهل، أدى بنا إلى عدم التفريق بين المتمكن العالم، وبين الجاهل المقتبس، حتى لو نظرنا إلى رجال الدين فمنهم كذلك، حتى أصبح الهجوم على الدين كليا وبأنه لا ينبغي أن نطبق أحكامه لأنها تعاكس الواقع، وهذا مصطلح غير سوي، فالدين والتدين بما أوجبه علينا الله سبحانه هو الأصل في حياتنا وما غيره فروع نقضي به بقية أعمارنا، إن النظر في هذه المسائل تحتاج إلى طلاب علم لهم من المزايا ما لهم، حتى يتسنى لهم الخوض فيها والتمعن في شأنها وتطوراتها، لإحكام قوانينها لكي لا تخرج عن منهاج الشريعة، وللأسف نجد الاستعجال من هؤلاء الطلبة في البروز للساحات والبت في هذه المسائل، إن علماء الأمة من شاب به العمر في طلبه للعلم لهم الأعلم بما أستحدث في أحوال العباد.
يجب علينا فهما بأن ليس كل متصدر يؤخذ منه، وبأن ليس من كان بليغا فهو للفهم أبلغ، هنا زمنٌ أوجب علينا التحري والتدقيق في كل ما نقرأه ونسمعه لكي لا تضيع مفاهيمنا في ديجور لا أساس لنورٍ فيه.
إن الحضارة الإسلامية لا بد أن تظهر معالمها من جديد، ويعاد رصف أبنيتها التي وارتها الأتربة، يجب علينا إعادة التاريخ وإلباسهُ حلة الحاضر، ويكون التاريخ مداداً له لا يطمسه تاريخ حاضر مستحدث.
نحن من أصبغنا للمجد مجدا، نحن من أجاد حياكة الحاضر، لنعد إلى تاريخ أندلسٍ ومكتبة قرطبة، لنعد ونعلم من أقام عهد الجامعات والمارستانات، لنعد إلى مهد الحضارة الإسلامية لنجد حضارة غربية اقتبست كل ما هي عليه منه وأضاعت أمجادنا لكي نتيقن بأنهم هم الأساس وهم رواد ذلك.

تحية وتقدير لك أيها المبجل" مالك الحصيني ".
أخوك
" علي آل علي "
[/align][/cell][/tabletext][/align]