اخر موعد غرامي
اليوم مختلف فنسائمه هلت علي لتلفني بعبيره فما كدت أستنشق حريتي
حتى حان موعد لقائنا .....
اختلف مكان اللقاء وكذا الزمان وحتى المشاعر تجردت من حلتها
كرسيان يحتضنان طاولة مستديرة, اصطف على أديمها شموع وضاءة
وبشموخ يشاكل السماء تقبع جورية حمراء لتزيد من حرارة اللقاء
ابتسامة رزينة ونظرات تخفي بجعبتها أكثر مما تبدي
جلسنا دقائق والسكون يلفنا ....
نتدفؤ بطيب المساء ونتلذذ بشاعرية المكان
تفاجأت من كم المدعويين فلقد تسربلت السماء بأزهى رداء
وتواصل الحضور ليشمل نجماتها المتلالئة وكذا القمر
لم يغب بليلة مترفة بندى الاحساس .
كأن حمى سكون البحر تلبستني فلم أنطق حرفا
أرهفت سمعي لمستضيفي والحبور يملأ قلبي
لم أنعم بهكذا لقاء جسد معالم الرومانسية باتقان
استفقت من هذياني على وقع كلماته :
كان يحكي عن مشاعر وليدة وأشواق باتت تحرق أضلاعه
يشكي من حنينه الي ويعاتبني على غيابي
يبتسم حينا ويقطب جبينه مرة أخرى
أعترف لي أنه بات صريعا الهوى
وماعاد يطيق صبرا بالبعد عني
وضعت كفي على خدي وأصغيت له بانتباه شديد
تأوه من كم الأوجاع والاهات التي أدمت فؤاده
سرد لي حكايا سهده بليالي طويلة
يلومني على تكتمي وكثرة انشغالي
يخبرني كم أن الحياة مرة بغياب من نحب
وأن بريق الأمل لا يتوهج بأروحنا من دون عطاء وتضحية
تابعت النظر اليه ببراءة ....
فسر لي الفرق بين الملكية المطلقة والمحدودة
وكوني بث ملكيته المطلقة
وأن تبعيتي له لا بد أن تكون مطلقة
فهذه سمة الحب
لأدرك أن الغيرة بلغت منه كل مبلغ
ونسفت بوادر المنطق من تفكيره
ليختتم كلامه بهمس " فهلا ترفقت بي يا أميرتي !!!"
لم أمهله لحظة ليتابع توسلاته
فقمت عن الكرسي وباختصار بليغ
أعقبت على كلامه ب" ذق مما أذقتني أياه ذات يوم "
سأغادر وأترك الفراغ يعم المكان وقلبك
سأترك لك الذكريات والهدايا وأحلامي الغريرة
فلست بحاجة اليها
احتفظ بها لتنعش جرحك وتسامرك بليالي انكسارك
وتذكرك باخر موعد غرامي ......