المراد من الشُّؤْم والتَّطَيُّر :
توهُّم حصول المكروه بمرئيٍّ أو معلوم أو مسموع كالتشاؤم برؤية البوم ،
أو سماع صوته ، والتشاؤم بمعلوم كالتشاؤم بأيام معينة كشهر صفر ؛
و أنَّه لا يتزوَّج فيه ! ومن تزوَّج فيه فإنَّه لا ينجب !!
أو التشاؤم من الزَّواج بين العيدين أو يوم الأربعاء !!
والتشاؤم بالأشياء وهمٌ لا حقيقة له ،
ولذا نفاه سيِّد المتوكلين صلى الله عليه وسلم بقوله : (( لا طِيَرَةَ )) [البخاري ومسلم] ،
فهذا الحديث نفيٌ وإبطالٌ لها ، ونهيٌ عنه .
قال ابن عثيمين رحمه الله : " واعلم أنَّ التطيُّر ينافي التوحيد ،
ووجه منافاته له من وجهين ؛
الأول : أنَّ المتطيِّر قطع توكُّله على الله واعتمد على غيره،
الثاني : أنه تعلَّق بأمر لا حقيقة له ، فأي رابطة بين هذا الأمر وبين ما يحصل لك ؟!
وهذا لا شك أنه يخلُّ بالتوحيد ؛ لأنَّ التوحيد عبادة واستعانة ،
قال تعالى : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) إذن فالطيرة محرَّمة وهي منافية للتوحيد "
وإن من أعظم أسباب التشاؤم :
ضعفَ التوكل على الله تعالى ، وضعفَ الإيمان بالقدر . ولو علم الإنسان أنَّ ما أخطأه لم يكن ليصيبه ،
وأنَّ ما أصابه لم يكن ليخطئه لما وجدت الطِّيَرة في نفسه محطًا لأقدامها .
ومن أعظم المُذهبات الماحيات للطِّيَرة :
الاستخارةُ التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمها أصحابه ..
ألا فليقلع المتشائمون عن هذه الأوهام ، وليغرسوا في أنفسهم شجرة التوكل على الله ،
وليعلموا أنَّ مادة بقائها : الإيمان بالقضاء والقدر .
وقد قال الله تعالى : ( أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ ) (الأعراف : 131 )
فالخير والشرُّ كله بقدر الله . قال الطبري رحمه الله : " أي الأمر من قِبَل الله " .
شكرا لك كاتبتنا نسيان على هذا الطرح المتميز..