عرض مشاركة واحدة
قديم 24-12-16, 05:33 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
 ايوب صابر  
اللقب:
:: كاتب وباحث ::
الرتبة:

بيانات العضو
التسجيل: 05-12-16
العضوية: 831
المواضيع: 58
المشاركات: 335
المجموع: 393
بمعدل : 0.14 يوميا
آخر زيارة : 22-07-17
الجنس :  الجنس
نقاط التقييم: 1531
قوة التقييم: ايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant future


---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 58
وحصلتُ على 122 إعجاب في 93 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
ايوب صابر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
المنتدى : قـطــرات المـقـالـة الأدبيـــة
افتراضي لا تفرحوا للطير ان جا بلادكم ...

لا تفرحوا للطير ان جا بلادكم ...

بفرح عارم تلقى العرب موقف أمريكا الأخير في مجلس الامن الذي سمح بتمرير قرار يعارض الاستيطان، وربما ان الدراما التي صاحبت تمرير القرار من حيث عرضه أولا من قلب مصر العربية ثم سحبه تحت الضغوط، ثم إعادة طرحه على مجلس الامن، لكن هذه المرة من قبل أربعة دول أخرى غير عربية، وبإيحاء وتوجيه واضح من امريكا جعل الفرحة مضاعفة وعارمة.

وعلى الرغم من هذه الهيصة التي صاحبت تمرير القرار، والفرحة العارمة التي ما تزال تترد اصداؤها في ارجاء واسعة، وهي حتما فرحة مبررة كون ان هذا القرار يمثل سابقة غير معهودة، وربما يكون له تبعات مستقبلية مهمة...على الرغم من كل ذلك من حق الانسان طبعا ان يستغرب هذا الموقف الأمريكي غير المألوف، ويتساءل لماذا؟ ولماذا الان؟

لقد كان امام الرئيس أوباما وادارته ثمانية سنوات كاملة لاتخاذ موقف شجاع من هذا النوع وفي سبيل دفع دفة السلام، لكنه لم يتخذه طوال كل تلك المدة، بل لقد وضعت ادارته قضية الشرق الأوسط، على أهميتها، طوال فترة حكمه في الثلاجة، وعبرت ادارته أكثر من مرة عن عجزها وتراخيها امام ما اعتبرته قضية مستعصية.

فلماذا الان وكيف نفهم هذا القرار المفاجئ والمغاير؟

أحيانا يشعر الانسان بأن السياسيين الغربين تحديدا يحكمهم ما دامو يزاولون مهامهم كودات وتوجيهات ربما تكون مكتوبة وربما تكون غير مكتوبة، تمنعهم من اتخاذ موقف منصف من القضايا الدولية، وعلى راسها قضية العرب الأولى، لكنهم ما ان يخرجوا من حدود المسؤولية وقيودها وكوداتها حتى تتبدل الاحول ويتبنون مواقف مناقضة لما كانوا يمارسوا اثناء وجودهم في مهامهم الدبلوماسية...

وأحيانا تتكشف لمثل هؤلاء الحقائق اثناء ممارستهم لعملهم فيتبدل حالهم وتتغير مواقفهم من خلال النضوج والمعرفة المتحصلة ميدانيا فيتبنون فور خروجهم من وظيفتهم مواقف تتناقض مع تلك التي كانوا يحاربوا من اجلها...ربما يكون هذا سبب آخر يبرر هذا الموقف الأمريكي المفاجئ في مجلس الامن.

وقد يكون السبب ان الإدارة الامريكية أصبحت على وشك تسليم مهام الحكم الي الرئيس المنتخب وحاشيته، ولذلك أرادوا تسجيل موقف من منطلق " يا رايح اعمل ملايح" كما يقول المثل والحكمة العربية...

الصحيح انه في ظل ارث مواقف إدارة أوباما المناهض للعرب يجد الانسان انه من الصعب هضم هذا الموقف على انه صحوة ضمير جاءت متأخرة وقبل اقل من شهر من الخروج من كرسي الرئاسة... فما هي الاحتمالات إذا؟؟؟!!

اظن ان التاريخ سيسجل بأن الرئيس الأمريكي أوباما واحد من اذكى الرؤساء الأمريكيين على الاطلاق...وهو يفكر بأبعاد متعددة كونه يتيم على الاغلب، وليس كمثل العقول العادية التي ترى الأمور من زوايا ضيقة...ولذلك وصل الي الرئاسة أصلا في مجتمع ما تزال العنصرية مستشريه فيه. كما انه حقق إنجازات كثيرة وعلى رأسها جائزة نوبل للسلام رغم انه لم يضع حربته طوال سنوات حمكه ابدا...

بذكاء شديد سوق نفسه على انه رئيس وداعية للسلام لكنه عمليا كان رئيس للحرب بامتياز...فكيف إذا نفهم موقفه هذا الأخير؟

كل الخشية ان يكون هذا القرار ذرا للرماد في عيون العرب...وهو مقدمة للأسوأ القادم في حربه على الموصل...التي يريد ان يحقق فيها نصره الأخير قبل خروجه من الرئاسة..

لقد رفعت مذابح حلب سقف التوقعات المقبولة لأعداد الضحايا الممكن للحروب ان تقدمهم على مذبح الانتصار الذي تسعى له الجيوش...وربما وفي ظل فشل الحملة ضد الموصل حتى الان يخطط التحالف بقيادة هذا العبقري وخلال الأيام القادمة لحملة شرسة وعلى شاكلة ما جرى في حلب...يعني بالخط العريض حرب إبادة وارض محروقة...يذهب ضحيتها الكثير من المدنيين...نساء وأطفال.

وقد جاء هذا القرار الذي يبدو ظاهريا اصطفاف الي جانب العرب لبرر ما هو قادم من حرب طاحنة يكون ضحيتها الكثير من الأطفال العرب...

وان لم يكن هذا هو السبب فعلا...فلا بد ان هناك سبب آخر غامض وهو لغرض في نفس الرئيس أوباما لا يعرفه الا هو...واشك بعد كل ذلك الأرث من العداء والتراخي والتجاهل ان يكون هدفه الاصطفاف الي جانب العرب...

ولذلك أقول وكما انشد ذلك الحكيم لأهل قريته عندما جاءوه فرحين بقدوم الطير ناحية قريتهم كما ورد في تغريبه بني هلال... حيث انشد:

لا تفرحوا للطير ان جا بلادكم ....ما جاب هالطير الا أمور عجايبه

في اليوم التالي اكتشف اهل تلك القرية ان الطير جاء لأنه فر من جيش عرمرم يزحف تجاه قريتهم وقضى على القرية كما تقول القصة...

وان غداً لناظره قريب ...

 

لا يسمح بنشر هذا الموضوع إلى المواقع الأخرى الا بذكر اسم صاحب الموضوع ومصدره الأصلي ../ الـموضـوع ://: : لا تفرحوا للطير ان جا بلادكم ...     -||-     المصدر : قطرات أدبية     -||-     الكاتب : ايوب صابر















التعديل الأخير تم بواسطة ايوب صابر ; 25-12-16 الساعة 05:18 PM
عرض البوم صور ايوب صابر   رد مع اقتباس
الأعضاء الذين آرسلوا آعجاب لـ ايوب صابر على المشاركة المفيدة: