عرض مشاركة واحدة
قديم 07-06-10, 03:29 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

ج6

مضت الليلة وكأنها دهرٌ لا ينطوي ...
سالم في فراشه يحدث صورة زوجته المتوفاة ويشتكِ إليها ثقل الحمل على كاهله وصعوبة إخفاء وجه الحقيقة القاسية عن قلب أسيل وذاكرتها الحية .
أشرقت الشمس لتعري تفاصيل وجوهٍ أعياها الأرق الممتد على طول الساعات السابقة.
سميه :لبنى هل أصابك مكروهٌ يا ابنتي ...؟!
لبنى :أبداً يا خالة .
سميه :يبدو عليك الإرهاق ألم تنامي ليلة أمس ؟؟!
حاولت كتم الدمعة جلداً :لقد تعبت من التفكير بأمور المستقبل ...
سميه :كعادتك لا تجيدي الكذب ,هناك أمرٌ ما أنا واثقة حتى أحمد عندما غادر صباحاً كان مرهقا جدا و كأن الرقاد جفاه طوال الليل .
لبنى :ربما قضى ليله بذكريات ملاك وتفاصيلها الباهتة في ذاكرته ولربما صرف وقته بالبحث عن صندوقها الضائع منذ زمن .
سميه :ترى كيف ماتت ملاك ...؟؟
لبنى :أخبرتك مراراً وتكراراً أنها تعرضت لحادث سير .
سميه :نعم نعم تجمعون على أنها قضت بحادث سير لكن أياً منكم لم يصب بذاك الحادث { أطرقت مفكرة
لبنى :ما الذي تقصديه يا خالة ...؟!!
ضحكت سميه متداركة للموقف :لا شيء لا شيء البتة .
لبنى :أفهمك ـ لست الوحيدة التي لم تقتنع بمقتل ملاك .
سميه :أحمد لم يقتنع برحيلها أيضا ولكنه سلم لما أجمع الناس عليه أليس كذلك ؟؟؟!
لبنى :قلبه يحدثه أنها لم تقضي نحبها لكننا رأيناها يا خالة كان وضعها أقسى من أن نحتمله أنا وأحمد كطفلين .
سميه :لماذا ...
لبنى :ضاعت كل تفاصيلها بالحادث مزقت لأشلاء حتى وجهها الجميل احترق .
دمعت سميه بسخاء :لطفك يا رب ـ أي ذنبٍ يقترف الصغار ليقتلوا بتلك الوحشية.
لبنى :إنها الطريق يا خالة ,حسنا سأمضي لعملي حتى لا أتأخر عنه أراك بخير .
بعد ساعة وصلت أسيل لبيت الأيتام برفقة مهند وطاقم العمل حيث بدأ العمل الجاد بترميم المنزل إصلاحه وإضافة بعض المرافق له .
سميه :تعالي يا أسيل لتشربي الشاي .
جلست بالساحة الكبيرة تشرب كأس الشاي وتتأمل المكان بغبطةٍ وسعادة :
أتعلمين يا خالة ...لن أكتفي بإصلاح الجدران بعد الترميم سأقوم بتجديد الأثاث كاملا إن شاء الله أيضا سأخصص مبلغا لإقامة ورشة عمل صغيرة يديرها شباب وشابات الميتم حيث يصبح لديكم مصدراً للدخل زيادة على ما تحصلون عليه من المؤسسات والجمعيات الخيرية .
ضحكت سميه متفائلة :أنت طيبة القلب وكريمة يا أسيل بحق هذا المكان يحتاج لمثل عطائك منذ زمنٍ بعيد فقد أرهقنا الإهمال والتهميش .
أسيل :سأطرح مشروعا يقتضي إقامة مدرسة خاصة بالقرب من الميتم ينتسب لها الأطفال بالمجان ,أعتقد أني بحاجة للكثير من الوقت والجهد والمال لكن بالصبر والإرادة سنجني ثمار أفكارنا يا خالة.
انضم لهما مهند نظر لأسيل وثمة بريق في عينيه أصمَّ أذنيه عن نداء قلبه :حسناً كيف ترين بداية العمل يا خالة سميه ...؟
ردت بكل سرور :هي بداية مشجعه كما أنني الآن أكثر تفاءلا بالغد يا ولدي ,أما أنت يا أسيل أعدك سأبذل معك وإلى جانبك كل جهدي وما تبقى من عمري لعلي أكفر بهذا عن ذنوب الماضي الكثيرة.
حدقت بها أسيل تتأمل ملامحها والوجع المندفع إلى قسمات وجهها ,انقضى النهار ليعود كلٌ إلى مكانه.
اعتادت أسيل زيارة البيت الكبير كل يوم وتقديم الهدايا الدمى والحلوى للصغار كما أنها لم تنسى تقديم الهدايا الرمزية للشباب والشابات القابعين خلف جدران الحرمان منذ فجر الطفولة .
نهار الجمعة الساعة السادسة صباحا هذا يوم العطلة الأسبوعية لن يستيقظ الميتم بمن فيه إلا على صوت الخالة سميه كما هي العادة .
غادرت لبنى فراشها إلى الساحة الكبيرة :يا خالة سميه أكاد أجن متى أتخلص من هذا الكابوس ألا يحق لنا النوم حتى التاسعة على سبيل المثال.
سميه :كفاك تذمرا يا صغيرتي هذا المكان كخلية النحل لا أحب أن يسوده الصمت والهدوء أبداً.
طرقت لبنى على رأسها :آآآآآآآآه لقد نسيت علينا جمع الرحيق والحفاظ على البيوض حتى تفقس أيتها الملكة {ضحكتا سويه من القلب
سميه :قد تحضر أسيل في أي وقت .
لبنى :وهل وعدت بزيارة ...؟!!

\
\
يتبع












توقيع : متاهة الأحزان

وذاكرة القلب أبدا لا تمحى

عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس