بسم الله الرحمن الرحيم
طاب مساء الجميع هنا بكل خير وعافية
واشكر لضيفنا الكريم سعة صدره وحسن تجاوبه مع جميع ماطرح من أسئلة رغم كثرتها
ونعتذر منه على هذه الكثرة التي ما كانت لولا رغبتنا الصادقة في اقتناص هذه الفرصة
لنستزيد منه ونستنير .
وسننتقل الآن إلى محور أخر من محاور هذا اللقاء الطيب
وهو: " دور الأسرة في تكوين شخصية الإنسان ودور الإنسان في تطوير ذاته "
وهما أمران مرتبطان ببعض ارتباط شديد خصوصا في مرحلة الطفولة و المراهقة والشباب
فالأسرة هي خط الإنتاج الأول لشخصية الإنسان إن صح هذا التعبير المزاجي
فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في ما معنى حديثه الشريف ( كل مولود يولد على الفطرة
فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام
فكل طفل خرج إلى هذه الحياة خرج وهو صفحة ناصعة البياض وأول من خط على هذه الصفحة والداه
فمنهم من أحسن ومنهم من أساء ويأتي هنا دور الأسرة وتربية الآباء للأبناء وعلاقة الآباء ما بين بعضهم البعض
فمرحلة المنزل هي المرحلة الأولى في حياة كل شخص من ثم مرحلة المدرسة من ثم المجتمع بأسرة ففي هذه المراحل وغيرها تتبلور شخصية الإنسان وتنمو وتصهر وتتضح معالمها الحسنة والسيئة
ولا يصدر قرار التغيير وتطوير الذات إلى بعد فترة طويلة من عمر الزمن تكون فيها شخصية الإنسان قد نضجت أو أوشكت
فيسعى جاهداً إلى إصلاح ما أعوج من خطوطها الأولية التي رسمها الوالدان ومجتمعه
فليس كل ما كتب في ذاته صالح لأن يبقى على الدوام
كما أنه قد يكون هناك جوانب نقص شتى في شخصيته فيسعى إلى إكمالها بما أوتي من قوة
وهنا تكمن صناعة التغيير وتطوير الذات
فأستميح ضيفنا الكريم أن اقفز بسؤالي مباشرة إلى الأخير - إلى تطوير الذات
فلا يمكنني إحداث أي تغيير أرجوه- في بيتي - في مدرستي - في مجتمعي- إن لم أبدأ بذاتي
فالله تعالى يقول : " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
-فما هي أولى خطوات هذا التغيير لتطوير ذاتي ..؟؟
ولك وللجميع هنا خالص التحية
الوجيه