[الــمُــنـــى]

[align=center][tabletext="width0%;background-color:black;borderpx groove silver;"][cell="filter:;"][align=center]


/
\

يـاسيدي الأنـاني
كنت تعلم أن هذا الحب
بضعـة أشهر
فبأي ذنب سيدي
تركتني أعاني ..؟؟!!
وكنت تعلم سيدي
أن لن نكون لبعضنا
حتى لبضع ثوانِ
وكنت تعلم أن هذا الحب
مهما طال .. كالأشجـــار
حبُّ فـانِ ..
وأنه مؤقت بالصيف
ثم ينتهي
فراشةٍ مسحوقــةٍ
في دفتر النسيانِ ..
فبأي حق سيــدي
استـــوطنت فيّ كيـــاني ..؟؟!!
بأي حق سيدي
تحتل كالأنواء كل
جوانحي
وتنــآم كالعصفور
في أجفاني ..؟؟!!
مادمت تعلم أني
امرأة ... بلا سلطانِ
ستنتهي ... كما انتهيت
فتياتك الثماني ..

ياسيدي الأناني ..
مادمت تعلم أننا
في ليلة ... سنفترق
وأننا كأغصان الصفصاف
سوف نحترق
وكنت تعلم أننا
في الدرب تائهانِ
فبأي حق سيدي
بالغت في الهذيانِ ..؟؟!!
بأي حق سيدي
جعلتنـــي أحبك ..؟؟!!
بأي حق سيدي استبد في قلبك ..؟؟!!
بأي حق سيدي زرتني
وتركتني
كسائح ياباني ..؟؟!!
بأي حق بعت ... واشتريت
كالسمسار .. في احزاني ..؟؟!!
وكنت تعلم أن
هذا الحب فيما بيننا
خيط من الدخان
علقت فيه امرأةً
ضعيفــة الإيمــانِ
فبأي حق سيدي
انغرست مثل الخنجر
المعقوف ... في وجداني ..؟؟!!
بأي حق سيدي
حقن هذا الحب في شرياني ..؟؟!!
زرعت هذا الصنم الكبير
في كياني ..؟؟!!
لأي شي سيدي فعلت
كل هذا
مادمت دون رجعة
مسافر في ليلة العشرين
من نيسانِ ..؟؟!!

ياسيدي الاناني
هل ليلة ياسيدي
هل ليلة منحتني
شيئاً من الأمــــانِ ..؟؟!!
هل ليلة وهبتني
أملا صغيرا .. سيدي
لغرامنا الحيرانِ ..؟؟!!
أملا ... بأن نبقى
لـوقتٍ أطول
في حبك الذي ينام
فوق .... عقرب الثواني ..؟؟!!
في حبك الذي رسمت
مسبقا- نهايته
باليوم .. والتاريخ
وقبل أن تراني ..!!
حددت قبل لقائنا
الساهي
متى تنساني ..؟؟!!
هل ليلة سيدي
فكرت في مشاعري
فكرت في احتراقها
كالشمع ... كالعيدانِ ..؟؟!!
هل ليلة أبكاك حب
المرأة .. الجريدة
تلك التي تقرأها
تحملها
تهملها
تتركها وحيدة
وحيدة
وحيدة
في وحشة المكان ..؟؟!!
هل ليلة ... هل ليلة
من بعد ما سافرت - يامؤرقي -
فكرت في هوائي ..؟؟!!
فكرت فيّ صراحةٍ
ماذا ستفعل سيدي
لـــو كنت في مكاني ..؟؟!!

ياسيدي الأناني
كم أنت معتاد على
الأخذ .. بلا مقابل
والحب .... بالمجانِ ..!!
كم أنت مفتون
بجمع رسائل النساء
في الأدراج
وأدمع النساء في الأواني ..!!
كم أنت مسرور برؤيتهن
مثل كواكب حمقاء
حول مـــدارك الفتان ..!!
تريد أن تظل كالإلياذة المقدســة
وحولك النســـاء ...
والأرقــام ..
والمشاعر المكدســة ..
تريد أن تنام
وفي أذنيك صوت امرأةٍ
يذوب في حنانِ
ينساب من أسلاك
هذا الهاتف الجبانِ
مسبحا بحمدك
وكبرياء حسنـــك
وجــاهرا بحبك المقدس
الرباني ..

ياسيدي الأناني
هنا تعيش امرأة
في حـــارة النسيان
قد مزقت احساسهــا
مخالب الحرمان
مفجوعـــةً حتى الظمــأ
حزينة حتى الأسى
كشمعة تعيسةٍ
في معبد رومــــاني ..
كلوحــة .. كئيبــة ٍ
في متحف الإنســـانِ ..

يا سيدي
هنا تعيش امرأة
في هـــامش الزمـــانِ
ترنو بلا ملامح
تبكي بلا أجفــــان ..
مـر على سكوتهـــآ
اسبوعـــان ..
ولم تزل ضائعة
مجهولة العنــــوانِ
لها بقايا دمعةٍ
ونصف عنــفــوانِ
صارت وكبريائها
نعـــلان في دكـــــان

يا سيدي
ألم تكن تعرفها
ألم تكن احببتها
ضممتها
وعدتها .. بالدفء .. والأمـــان
تراك قد نسيتها
فـــي زحمـــة الجـرذان

ياسيدي الأناني
هذه رسالة
للصمت .. للكتمانِ
لسلة .. صغيرة
في جرة النسيــانِ
مملوءة برسائلــي
مدهوشة لهوائي
مــررتهـآ
من تحت عقب الباب
للسجانِ
لو لم تكن سيدي
لـو لـم تكـن أنـانـــي
لربما تركتني
أعيش كأي امـــرأةٍ
أعيش في أمـانِ
فــي كنف حبٍ ثــــانِ ..

( للكاتب والشاعر والروائي .. محمد حسن علوان )


[/align][/cell][/tabletext][/align]