عرض مشاركة واحدة
قديم 13-04-10, 08:00 AM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
ماجدة الصاوي
اللقب:
زائر

بيانات العضو
العضوية:
المواضيع: 24
المشاركات: -24
المجموع: n/a
بمعدل : 0 يوميا
آخر زيارة : 01-01-70

الإعـــــجـــــــاب

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ماجدة الصاوي المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي

فجر جديد




فجر جديد يرسل أشعته وألوانه.
ولا بد للجيل الجديد أن
يترجم فيه عن الوحي الجديد.


**


الكلمة التي لا تموت تختبئ في قلوبنا .
وكلما حاولنا أن نلفظها تبدلت أصواتنا
كأن الهواء لم يتم استعداده لتلقي نبراتها.


**


النقد من أخص خواص عصرنا .
في السياسة , والإدارة ,
والقانون , والتاريخ , والآداب ,
والاجتماع ,
ترى النقد شائعاً بمختلف اللهجات والأساليب .
حتى الاكتشافات العلمية
وانقياد عناصر الطبيعة لخدمة الإنسان جاءت عن طريق النقد .


**


الثورة ككل جرأة :
في وقتها ومكانها عبقرية وانتصار ,
وفي غير ذلك حماقة واندحار .

تحديد الخطأ والصواب أساس في نقد العلوم الرياضية والطبيعية واللغوية .
أما النقد الأدبي فلا إطلاق فيه .
وعمل الناقد البصير هو التحليل لتقرير ماهية كتاب أو أثر .
فينبئ الناقد بذلك نفسه ,
وينبئ المؤلف أو المنشئ ,
وينبئ الجمهور معنياً نزعة من نزعات العصر .


**


نحن في حالتنا الأدبية الحاضرة
أشبه ما نكون بالعبرانيين في صحراء التيه .
فأنى لنا الدليل الخبير ليسير أمامنا في النهار عموداً
من السحاب وفي الليل عمود نارِ يضيء لنا ؟


**


حتى ولو سار العمود أمامك يهديك سواء السبيل
فلا بد أن تكون لنفسك المصباح والدليل .

لعل كلمة " نقد" هي التي أوهمت معالج النقد
وأوهمت الناس أنه لا بد من الطعن
والتحامل ليكون النقد "بارعاً".
فلو وضعنا " تمييز" مكانها كانت أوفى بالغرض .


**


عاطفة واحدة قد تكفي لتكون شاعراً وفناناً .
أما للناقد قلا أقل من عاطفتين اثنتين :
إحداهما للشعور مع موضوعه , ومثله,
وبدرجة انفعاله . والأخرى للتميز عنه ,
والعودة إلى شخصيته , ( الناقد ) يستمد منها قوة التبين والحكم .


**


بسبب هذا التضاعف الفني وهذا الازدواج
في الشخصية نرى أن أعاظم الشعراء
والفنانين لم يكونوا في نقدهم دونهم في غررهم الابداعية.
والذي لا يعرف أن يعجب بنفائس الفن عند دانتي مثلاً ,
وبتراركا وميكلانجلو وفاجنر وجوتي وهايني .
يستفيد مما تجلى من طبيعتهم في عميق البحث ,
ونافذ البصر , وواسع الاطلاع , وعالي الحكم .


**


لا يحتاج الشاعر إلى أكثر من الشعر
ولا يحتاج العالم إلى غير العلم .
أما الناقد فإن لم يكن ذا إلمام بالعلوم والتواريخ ,
جامعاً بين الفطانة والصدق ,
ذا مقدرة لمسايرة أبعد شاعرية وتفهم أدق فكرة وقبول كل نظام ,
والتقمص في كل فرد ,
والخضوع لكل تأثير ,
إن لم يكن كل ذلك تصحبه مواهب أخرى ,
فلست أدري ماذا يكون .
ولا هو يدري كيف يتصدى للنقد العام .


**


تجتاز الأرواح النسرية آفاق جيلها كعجائب خارقة ,
كظواهر بسيطة ساحرة في رؤى طويلة الأمد .


**


الوصف على ثلاثة أنواع :
وصف الخطوط الظاهرة من الحوادث والأشخاص والأشياء .
ووصف تلك الخطوط بعد أن تكون أفرغت في الأشياء
والأشخاص والحوادث من دماء جراحك ,
ونبضات قلبك ,
وتحليق خيالك , ولهب أفكارك ,
ومرارة اختبارك , وعجيب بداهتك ,
وحلاوة أملك .
ووصف آخر ليس فيه حتى ولانسخ الخطوط .

قضبان النوافذ في السجن تنقلب
أوتار قيثارة لمن يعرف أن ينفث في الجماد حياةً

أقرأ أحياناً ما أسائل نفسي عنده :
أأنا أمام صراحة جرئ مقدام ؟
أم هذه جسارة من يفتقر إلى التثقيف ؟


**


يظهر للبيب من جهلك ومعرفتك
وحكمتك في ما لا تقول
في بعض المواقف أكثر مما يظهر لذي الفكر العادي في ما تقول وتشرح .


**


بعض الناس غير موفقين في ألسنتهم:
فإن أثنوا جاء الثناء إهانة ,
وإن فخموا جاء التفخيم مهزلة ,
وإذا سردوا حكاية أثبت مغزاها عكس ما أرادوا ,
وإذا صاموا وصلوا قطع عنهم المن والسلوى .


**


في عالم المحسوس تهدم أولاً ثم تشيد .
أما في عالم المعنى فالهدم يتم إذا شئت وأنت تبني .


**


يأبى جيلنا التحصن في الأساليب الماضية لأنها لا تكفيه .
إلا أنه لم يهتد إلى أساتذته السائرين في طليعته حتى اليوم.

النقد وحي لأنه يدرك الوحي ويحتضنه .
وحرية لأن لا تمييز في العبودية



**



كان عصر النهضة في أوربا فجراً للإلهام الأدبي والابداع الفني,
والنقد والحرية . وجميعها تسير في موكب واحد .


**


أنشأ النقد الحصيف يظهر هنا وهناك في أنحاء العالم العربي.
إنه كثيراً ما يُضل وكثيراً ما يخطئ .
ولكنه سينمو. لأن براعم الإبداع والحرية آخذة في النمو .


**


من الكتاب من هو ملخص جلسات ومدون
وقائع ومنهم كولمبس جاء لاقتحام البحار
وركوب الأخطار واكتشاف عوالم مجهولة .


**


من ظريف النكات في الثناء على المرأة الذكية قولهم
" إنها تجاري الرجال" .
ولماذا لا تكون مجارية نفسها التي تكشفتها كل يوم ؟

لا عجب أن يخاطب الكاتب الأجنبي قومه بلا شرح ولا تعليق .
أما نحن فعلينا أن نشرح ونعلق لأن جمهورنا جماهير ,
عدا إنه أقل اطلاعاً من الجمهور الغربي .
وما يعرفه المتلقى دروسه بالإنجليزية
عن تاريخ أمريكا وإنجلترا وحودثهما
ورجالهما يجهل أكثره المتعلم بالفرنساوية
المتضلع في تاريخ فرنسا وآدابها .
وقس على ذلك .


**


نحسب أن ما يمكن حصره وتعريفه هو غاية الغايات .
ما أيسر الإحاطة بالبركة والحوض ,
بينا لن نقوى على سبر غور البحر ولا في ناحية من نواحيه!


**


لقد كان هوغو ظالما يو قال:
" إن الحسود وصاحب الغرض
هما اللذان يوحدان بين الشيء العادي والفريد ".
فقد يصدر هذا عن نفوس موفورة الفطنة
والشعور والانصاف لأننا بني الإنسان كالشمس :
هي منبع الضياء والحرارة ومع ذلك فلا تخلو من بقع الجمود والظلام .


**


كأن القافية من شعرنا نقشت في عقولنا كذلك .
فصرنا ما ذكرناه شخصاً . أو أمراً .
أو حادثاً إلا حشرناه في بحر ووزن وقافية .


**


النقد التحليلي أقل حظاً في الانتشار
من الهجو والطعن وحب التقول. ولكن له من لا يرضى بغيره ,
ولله الحمد !


**


لا يقوم الحاضر إلا على قاعدة الماضي ,
فليذكر هذا أولئك الذين يقولون بالهدم " المطلق" !


**


الجمال في الآداب كما في الأشخاص على أنواع :
منها الجمال الذي هو لطف باسم ملون وكل ما فيه
واضح جلي :
جمال الصباح ,
ومنها جمال هو روعة الليل الزاخر بالأنس والجلال معاً ,
الزاخر بالأضواء والأسرار والأكوان والعجائب .


**


الحب الذي يجعل العالم هيكلاً حيث تتخشع النفوس فتجثو للعبادة
والصلاة والاتحاد الروحي مع جميع قوى الكون -
هو هذا الذي نعنيه عندما نتكلم عن الحب ,
ونعظم عواطف الحب .

للعقول والنفوس كما للأجساد مناخ .
ألا ترى كثيرين يمرضون في الأمكنة المرتفعة
أو على الواحل ولا يستريحون إلا في الأمكنة المعتدلة الهواء ؟


**


مراعاة لصحتهم يغادر ذوو الحول
والصول المرتفعات فتظل كما كانت من قبل :
مسرحاً للغزلان , ونزهة للأسود ,
وموطئاً للنسور ,
وعروشاً للتجلي .


**


وراء الشرقيين إرث عظيم :
إرث الأديان والنبوات . لذلك يتصور بعضهم أن الكاتب لا يكتب ,
وأن الخطيب لا يخطب إلا ليعلم ويهذب .


**


للأسلوب التهذيبي وقته ومكانه .
وهو لا يؤدي رسالته سواه وإن كره دعاة " الفن للفن "
وأنصار " الحياة للحياة" .
على أن القول الذي يرفع النفوس إلى باريها
في محافل الصلاة من الواعظ الديني ,
ويرغب في حميد الأخلاق من الخطيب المدني ,
يتغير معناه ويفقد قوته يوم يصمم امرؤ على أن لا يكتب الا ليرسله ,
وأن لا يخطب الا ليؤيده .

من أفعل أساليب التهذيب
والاصلاح, الأساليب غير المباشرة لأن القيود
ألذ ما تكون للبشر عندما يوثقون بها
وهم مقتنعون بأنهم لم يصلوا يوماً إلى مثل هذه الحرية .


**


كأن أعظم صيحة يلقيها العبقري في الناس ,
وإن هو جهلها , هي كلمة قالها السيد المسيح للمخلع
" قم احمل سريرك وامش !".


**


ينهض الجمهور , أو أفراد منه ,
لمباراة السابقين ويمضي هؤلاء في تحليقهم
المألوف لهم فتظل المسافة متشابهة ,
أو هي تتزايد اتساعاً , بينهم وبين المتسلقي آفاقهم .
وهنا ينفذ نظام بقاء الأصلح في صورة من صوره المسارعة :
فالضعيف يندحر ويهبط, ويتحكم .
وذو الكفاءة يرتفع إلى أعلى مرتبة يمكن أن يدركها .


**


وهذا الاندفاع إلى الأمام لا حد له ولا نهاية .


**


وراء كل أفق أفق ينفسح .
كذلك الحياة دوماً في تكرر والفكر في تنوع ,

والفن في تجدد .














عرض البوم صور ماجدة الصاوي   رد مع اقتباس