على مشارف النبض ..
و في مساحة لا تتعدى المساحة القائمة بين نبضٍ و نبضٍ عاد ... ليسألني عن الهوى
على مقربة من تاريخي المؤرخ مُسبقاً بإسمه ... و في ميقات رسو الشوق عليه .. عاد ليسألني عن الهوي
عاد ليسألني عن إرتجافة الشوق في غيابه .. و لهفة الحنين عليه .. و إليه
عاد ليسأل عن أحلامنا التي تكدست بطرقات العمر .. و عن امانينا السابحة في سماء أيامنا
عاد ليسألني عنه .. و عن أي الأمكنة أصبح طيفه يزورها بعدما غاب
فلم يجد أي أمكنة ليسأل عنها .... فقد وجد طيفه إحتل جميعها .. و جرف في طريقه ما تبقى بي .. من مكان
عاد ليسألني عني .. فلم يجدني ليكتمل السؤال
بل وجد ملامح تركها منذ أمدِ لم تنقص شئ سوى بسمة كانت ضالة طريقها لشفاهي معه
وجد عينين تبرقان بـ رُفات دمع تحجر ... و لم يتبق منه إلا بريق
وجد أنف لا تحيا إلا على ما تستنشقه من نسيم الذكريات
وجد شفاه تخضبت بترتيل إسمه بُكرة و عشيا ... و ما بينهما
و اذنان صُمت عن سماع كل شئ .. إلا دعاء بأن تنساه .. كما نسيّنا
عاد ليسألني عن الهوى ...
و عن فيروز .. و هل لا زالت أغانيها تغدو و تعود في رِحاب يومي .. لتُشعرني به
عاد ليسألني عن صباحاتنا .. و مساءاتنا
و عن إصطفاف النور على قارعة السماء ، و عن تراص النجوم على صدر المساء
و عن حرفي .. و قلمي
و عن قصيدتي ذات الأبيات التي تمتد بإمتداد العمر فيه ..
و هل لم يزل هو أول شطر فيها .. و آخر شطر
و هل لا زال هو الوزن و المعنى .. و القارئ الأوحد لها
عاد ليسألني عن كتابي
و هل لا زال يحتل صورة الغلاف .. و الفصول
هل لم يزل هو كل العناوين و السطور
و ما بين السطور
عاد ليسألني عن فنجان قهوتي
و هل لا زلت أرتشف نبضه كل صباح مع إرتجافة شفاهي ألماً
هل لا زلت أدرك مجئ الصباح بمجيئه ..
و لا صباح عندي إذا ما غاب
عاد ليسألني عن الهوى
عن إرتجاف سن القلم حين يكتب عنه و إليه
عن إنسكاب الحبر في ممرات الوجد حين يُدرك أنه سائر إليه .. و هائم فيه
عاد ليسألني عن الهوى
فذبل السؤال على مخارج الشفاه
حين وُئِد الجواب في عمق الصمت .
القاهرة
2 مايو 2010
العاشرة و 45 دقيقة صباحا
لميــاء!