عرض مشاركة واحدة
قديم 25-07-12, 04:32 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
 عبدالرحمن منصور  
اللقب:
الــوجــــيه
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية عبدالرحمن منصور

بيانات العضو
التسجيل: 21-10-09
العضوية: 2
المواضيع: 194
المشاركات: 1803
المجموع: 1,997
بمعدل : 0.38 يوميا
آخر زيارة : 25-03-24
الجنس :  ذكر
الدولة : السعودية
نقاط التقييم: 20956
قوة التقييم: عبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond repute


كاتب الشهر فبراير 2012 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 2,703
وحصلتُ على 1,278 إعجاب في 552 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
عبدالرحمن منصور غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
المنتدى : دورة تذوق النص الأدبي
افتراضي المحاضرة الأولى ( أركان العملية الإبداعية والعلاقة التي تربط بينها )





دعونا نبدأ درسنا الأول من هذه الدوره بهذا السؤال .
ما هي الفائدة من دراسة النص الأدبي
للأدب فوائد جمة ليس مهما أن نلم بها جميعاً هنا ، فكونه حافظ للغة العربية من الاندثار والنسيان وكونه ركيزة مهمة في فهم بعض معاني القرآن وكونه يحمل ثقافة مجتمعات وحقب زمنية مختلفة
فالذي يهما هنا أنه ينمي عندك الحس الأدبي البلاغي فيصطبغ خطابك به عفويا ،ويجعل أسلوبك في الكتابة متينا لغويا رفيعا تستطيع من خلاله النفوذ إلى قلب القارئ
ولكي تكون كاتباً مميزاً فلابد أن تكون قارئاً مميزاً ايضاً ، وهذه الدورة لن تغنيك إطلاقاً عن القراءة ، ولكنها تساعدك على فهم ما تقرأ واقصد هنا قراءة النص الأدبي تحديداً



تعريف الأدب :
الأدب أكان شعراً أم نثراً له تعريف يعرفه جميع من درس اللغة العربية
فالأدب هو " الكلام البليغ ،الصادر عن عاطفة ،المؤثر في النفوس "
إذاً ... فالأدب مكونه الأساسي هو الكلام أي الكلمات المفردة والتي تترابط مع بعضها
على شكل جمل وتراكيب في نسق محدد نستطيع معه أو من خلاله أن نصف هذا الكلام بالبلاغة
ولابد لهذا الكلام أن يكون صادراً عن عاطفة لكي يؤثر في نفوس متلقيه ويحركها
بنفس المقدار الذي تحركت فيه نفس كاتب النص حين كتابته ، في حالة أجدنا قراءة النص بشكل معبر وصحيح
وهذه السطور الأربع سنعود إليها فيما بعد كي نفصلها تفصيلاً دقيقا ... ولكن فضلت أن اشرح هذا التعريف بشكل مقتضب



وبما أن النص الأدبي عملية إبداعية فله ثلاثة أركان يقوم عليها :
1- " المبدع " او المنشئ أو الكاتب .
2- " النص الإبداعي " او القول او الكلام .
3- " المتلقي " او السامع او القارئ .

وكل ركن من هذه الاركان الثلاثة يتفاعل مع الركنين الآخرين ويكمله ،فالعلاقة بين هذه الاركان علاقة تكاملية
فتشكل هذه الاركان مجتمعه ظاهره اسلوبية معاصرة تدخل ضمن ما يسمى بنظرية التوصيل أو التواصل
او " دائرة الابداع " ... فالعملية الإبداعية لا يمكن أن تكتمل بدون هذه الأركان الثلاثة مجتمعة

ولمعرفة وضيفة كل ركن وتفاعله مع الاركان الاخرى في العملية الابداعية
لابد من دراسة كل ركن من هذه الاركان بشكل مستقل



1- المبدع
المبدع قد يكون رساماً ، قد يكون نحاتاً ، قد يكون موسيقياً ، قد يكون كاتباً ...الخ
والذي يهمنا هنا هو "الكاتب المبدع "
فالمبدع أو الكاتب المبدع لا يخلق شيء من العدم ،وهو ايضا لا ينقل الواقع كما هو ،فهو يختزن في ذهنه تجارب انسانية
فيقوم بخلقها خلقا جديدا هو ما يسمى " أدباً "

إذا فهو لا ينقل لك الواقع كما هو ولكنه يمزجه بخياله وعواطفه وثقافته المختلفة لينتج لنا نصاً نستطيع أن نقول عنه " نصاً أدبياً "

- والشاعر او الكاتب المبدع حينما يقوم بكتابة نصا ادبيا لابد ان يصوغه صياغةً راقية من حيث :
سلامة اللغة ،وتراكيب الجمل ،وان تكون الصور قادرة على اثارة التجربة الإنسانية لدى المتلقي
كما أثارتها في نفس الكاتب حين كتب هذا النص .

-الكاتب الجيد هو الكاتب الذي يستطيع ان يجذب القارئ إلى نصه بإثارة عواطفه
بحيث يشعر القارئي ان هذه التجربة تتكلم عن عاطفته وشعوره الخاص
فنحن في العادة نقرأ نصاً ادبياً شعراً أو نثراً فنجد أن التجربة الأدبية في هذا النص تتحدث عن ذواتنا نحن القراء وتتحدث عن تجربتنا نحن .. وهنا تكمن قدرة الكاتب المبدع في نقل تجربته الذاتيه إلى قارئه من خلال النص الذي كتبه
إذاً فلابد للكاتب أن يجعل من تجربته الذاتية تجربة ذات افاق أرحب فقد ينقل تجربته الذاتية إلى تجربة اجتماعية
وقد ينقلها إلى أُفقٍ أرحب فيجعل منها تجربة إنسانية .

فالتجربة الأدبية لدى الكاتب المبدع تمر بثلاث مراحل :
1- التجربة الذاتية
2- التجربة الاجتماعية
3- التجربة الانسانية

ولكي يتضح مفهوم التجربة الذاتية وكيف تنتقل وتصبح تجربة إنسانية
لنتأمل قول متمم بن نويرة اليربوعي يرثي أخاه مالك الذي قتل في حروب الردة :
لقد لامني عند القبور على البكا
رفيقي لتذارف الدموع السوافك
فقال أتبكي كل قبر رأيته
لقبر ثوى بين اللوى والدكادك
فقلت له إن الشجا يبعث الشجا
فدعني فهذا كله قبرمالك
والذي يهمنا في هذه المقطوعة الشعرية هو البيت الأخير
( فقلت له إن الشجا يبعث الشجا*** فدعني فهذا كله قبر مالكِ )
والشجا هو الحزن الشديد ... فقد أصبح حزن كل إنسان على موت قريبه يحرك الحزن ويبعثه في نفس مُتمم على موت أخيه
وكأن كل القبور على الأرض التي يراها الشاعر ليست إلا قبر أخيه مالك الذي قتل من قبل
فمعنى هذا ان جميع الموتى والإنسانية توحدت في شخص اخيه
فهو نقل التجربة الذاتيه التي هي موت أخيه إلى تجربة إنسانية عامة



2- النص
(( هو ذلك العمل الادبي الرفيع ، وهو نسيج لغوي محكم البناء ))
- ادوات الكاتب التي يستخدمها في بناء نصه الادبي هي نفس الادوات التي نستخدمها جميعا ( اللغة )
ولكنه يقوم بنسجها بطريقة مرتبه وإقامة علاقات بين الكلمات والجمل لتصبح نسيجا محكم البناء وجميل

- ومن اجل أن يؤدي الكاتب وضيفته في النص يجب أن يكون النص مكتوب بلغة جيدة
تعبر عن جمال فني و أن ينتقي من اللغة أجملها وأن ينتقي من التراكيب أفضلها
فاللغة ليست وسيلة اتصال ولكنها تعبر عن النواحي الجماليه وتنقل الإبداع الفني للآخرين
( وكلما زادت ثقافة الكاتب وزاد إطلاعه وكثرت وتعددت قراءته أصبح من السهل عليه اختيار أفضل الألفاظ ,وانسب الكلمات والعبارات )

- وعلى أن يكون الكاتب قادراً على إثارة وجدانك بمقدار ما يجعلك تتعاطف مع نصه ،فإن نجح في ذلك في اقامة العلاقة الوجدانية بينك وبين النص فهو كاتب مبدع

فالكاتب المبدع هو ذاك الذي يستطيع من خلال نصه الأدبي أن يثير في نفس قارئه نفس المشاعر والأحاسيس التي كان يحس بها حين كتابته لنصه.
فالهدف من كتابة النص الأدبي ليس لإظهار المقدرة في التلاعب باللغة ولكن الهدف ان يحرك النص الأدبي وجدان القارئ .

- و الاديب أو الكاتب لابد ان يراعي الفئة التي يخاطبها ومستوى ثقافتها ،ومدى فهمها ووعيها فيخاطب كل فئة بما يناسبها وتفهمه
ولكنه بأي حال من الأحول لا يجب عليه أن ينزل إلى درجة الابتذال
فأنت حين تخاطب مديرك او رئيسك في العمل تستخدم لغة غير التي تخاطب بها زوجك أو أبنائك
ولغتك التي تستخدمها مع شخصا يزورك في بيتك تختلف عن لغتك التي تستخدمها في جامعتك أو في محيط العمل

ولنأخذ مثالاً على اختلاف مستوى اللغة حسب اختلاف من نخاطبه
قصيدة لبشار بن برد .. فقد كان له جارة اسمها رباب
وكان لها دجاج فتطعم بشار من بيض هذا الدجاج ... فأراد بشاراً أن يمدحها فقال فيها :
رباب ربة البيت
تصب الخل في الزيت
لها عشر دجاجات
وديك حسن الصوت

فقال له الناس أين أنت من قولك :
( وجيش كجنح الليل يزحف بالحصى ...)
وهي قصيدة لبشار يصف فيها جيش عظيم انتصروا عليه في معركة عظيمة
وهي قصيدة آية في الجمال .. نذكر منها هذه الأبيات ..

وجيشِ كجنح الليل يزحف بالحصى
وبالشوك والخطى حمر ثعالبه
غدونا له والشمس في خدر امها
تطالعنا والطل لم يجر ذئابه
بضرب يذوق الموت من ذاق طعامه
وتدرك من نجى الفرار مثالبه
كأن مثار العنق فوق رؤوسنا
وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه

فقال لهم هذه امرأة لها ما يناسبها من القول .
وانظر إلى مفردات النصين وتركيبهما ستجد اختلافاً بقدر اختلاف المشرق عن المغرب وهما نصان لشاعر واحد ولكنه شاعر عبقري بحق

ومعنى ذلك أن الكاتب أو الشاعر في النص لابد أن يراعي الوسط الاجتماعي للمتلقي ( مراعاة مقتضى الحال )
وهذا جزء مهم من بلاغة الخطاب بوجه عام وبلاغة النص الأدبي بوجه خاص
فلو خاطب بشار رباب بقصيدة كقصيدة وجيش كجنح الليل يزحف بالحصى لما فهمت منه شيئا



3- المتلقي
((هو الغاية والهدف المنشود من كتابة النص الأدبي ))

- الكاتب حين يكتب نصاً أدبياً فهو يوجه هذا النص إلى جمهوره وهو من يحكم على جودة هذا النص من عدمه
فالناقد لا يحق له أن يحكم بجودة النص من عدمه فدور الناقد يتمحور في تبيان مواطن القوة والضعف في النص الأدبي
أما جودة النص ورداءته وعلو شأنه وانخفاضه وتألق النص من عدمه فمرده الى المتلقي وحده

- فالمتلقي هو الذي يتلقى هذا الابداع الادبي ويقرأه ويتفاعل معه وهو الشخص القادر على إصدار الحكم النهائي على نجاح هذا النص من عدمه

-ولكن لكي يكون المتلقي كذلك ولكي يستطيع أن يقوم بهذا الدور فلابد أن يكون واسع الاطلاع واسع الثقافة خاصة على العلوم الانسانية والاجتماعية
وان يكون على إطلاع على علم النفس الادبي ... حين ذلك يكون المتلقي قادر على إصدار حكم موثوق به

- والمتلقي يتفاعل مع النص تفاعلاً نسبيا يختلف من متلقي إلى أخر
فقد يقرأ أحدُنا قصيدةً فيستمتع بها لدرجة عالية ويقرأها شخصٌ اخر ولا يرى فيها شيء يستحق عناء القراءة
فإن سلمنا بجودة القصيدة فبلا شك أن ثقافة القارئي تحدد تفاعله مع النص الأدبي

-وكما أن النص يؤثر في المتلقفي فالمتلقي أيضاً يؤثر في النص .. وتأثير المتلقي مبنى على ما لدى المتلقي من ثقافة وإطلاع
فكل ما زادت ثقافة المتلقي وزاد إطلاعه كان تفاعله مع النص الأدبي بشكل أفضل وقادر على سبر أغواره بشكل أعمق
إذا العلاقة بين النص والمتلقي علاقة تبادلية كل منهما يؤثر في الآخر

- ودرجة التعامل مع النص ما بين متلقي ومتلقي اخر تختلف بناء على عدة امور منها :

*سعة ثقافة المتلقي وإطلاعه " خصوصا بعلوم اللغة العربية "
* القراءة المتأملة والمستمرة للنصوص الأدبية ذات القيمة العالية
*تربيته والوسط الاجتماعي الذي نشأ فيه المتلقي
*الميول والرغبة والذوق العام

ولكن المتلقي يستطيع أن ينمي قدرته على فهم وتذوق النص الأدبي والتأثير فيه من خلال اكتساب عدة مهارات تجعله
قادراً على سبر أغوار النص والغوص في جميع جزئياته وتحليل أبنيته وفهم صوره وقياس درجة العاطفة فيه
وهذا هو ما سنتعلمه أن شاء الله من خلال هذه الدورة ونحاول تنميته في أنفسنا



وإلى هنا نكون قد انتهينا من المحاضرة الأولى في هذه الدورة
والذي تكلمنا فيها بشكل مفصل عن الهدف الأول والهدف الثاني من أهداف هذه الدور وهما :
1-ان نعرف اركان العملية الإبداعية : المبدع - النص الإبداعي - المتلقي .
2-ان نعرف العلاقة التي تربط أركان العملية الإبداعية.



إلى حين نلتقي في الدرس القادم إن شاء الله
أتمنى لكم النفع والفائدة
ولكم خالص التحية ..،،،

 

لا يسمح بنشر هذا الموضوع إلى المواقع الأخرى الا بذكر اسم صاحب الموضوع ومصدره الأصلي ../ الـموضـوع ://: : المحاضرة الأولى ( أركان العملية الإبداعية والعلاقة التي تربط بينها )     -||-     المصدر : قطرات أدبية     -||-     الكاتب : عبدالرحمن منصور














عرض البوم صور عبدالرحمن منصور   رد مع اقتباس
الأعضاء الذين آرسلوا آعجاب لـ عبدالرحمن منصور على المشاركة المفيدة: