حين استيقظت قبل منبّهي بنصف ساعة، صار عندي فُسحةٌ من الوقت للتجوّل في الفضاء الرّقمي. صادفتني خاطرة بلغة أجنبية، ترجَمَتُها تعني " بعض الأشخاص ليس مقدرا لهم أن يرافقوا كلّ مراحل حياتنا، بعضهم يتقاطعون معنا مؤقّتا ثمّ يرحلون ليمشوا في طُرُقهم الخاصة."
لم أستغرق أكثر من خمس ثوانٍ لأضحك بهستيرية، تخيّلتُ سيرة حياتي، لا، لحظة، لم أتخيّلها لأنّ التخيّل يعني الأمر الذي لم يحدث بعد، الكلمات الأجدر بي أن أستخدمها هي أنّني تذكّرت و استعرضتُ سيناريو حياتي، كنتُ أنا المشّاءة دوما، ولا زلت أنا التي لا تنفكّ تتقاطع بطُرق النّاس ثمّ تفارقهم.
طريقي الخاص مشوّه ومبتور، و انعطافاته حادّة وفي مواطن معيّنة، وبعد أن أظنّ أنّي تجاوزتُ أسوأ ما في طريقي، تُعيدني الطّريق المسعورة لأتعارك مع كوابيسي الشّرسة كأنّ انتصارا لي لم يكن!
لم أستوطن أيّ مكان، لم أترك لي أثرا في أيّ مكان، وجميع الطّرق رفضت اقتيادي طواعية!
كنتُ أًجَرُّ أحيانا، وأَجرّ أحيانا أخرى. لكن لأستذكر أيّ الأحيان كانت أكثر فيما لو خالط ذهني نسيانٌ قصديّ، يكفي أن ألقي نظرةً على جسدي المُجرجَر المهشّم، لأبتلع غصّتي.
يا لها من أفكار رائعة عن حياتي لأبدأ بها نهاري !
حقّا رائعة!