كم هي جميلة تلك الأيّام الذّاهبة التي كنّا فيها صغارًا .. لا أدري لِمَ تَذَكَّرْتُ الآن ذلك العجوزَ الطّاعنَ في السّن ( السّي المعطي ) الذي كان يجاورُ بيتنا وكان يكثر من الشّتم والسّب واللّعن لأننا كنّا نحولُ بينه وبين هدوئه ونومه وراحته بسبب ضجيجنا ولعبنا المستميت الدّائم ، وكنا نمعن في كرهه لأنّه هو الآخر كان يحولُ بيننا وبين متعتنا في اللعب بالقرب من بيوتنا وأمهاتنا ، وقد مزّق كُرَتي البلاستيكية أكثر من مرة التي كنت أجمع لها ثلاثة دراهم بمشقة الأنفس ... والآن أنا أتمنى لو أنظر إليه وأُقَبِّل رأسَه وأطلب منه السّماح والعفو ( تغمده الله برحمته ) ...