[ايوب صابر]

لقاء الارواح

أنا يا سيدتي ليس لي أي طموح أو طمع أو رغبة أو شهوة، أو اهتمام في جسدك، رغم أنني أتصوره ملائكي وليس كسائر الأجساد البشرية، وكيف يكون بشريا وهو مصنوع من أعواد الخيزران والرياحين وأزهار الياسمين.

أنا يا سيدتي اشعر بأن روحي تخرج من جسدي مع غروب شمس كل يوم، وتطير إلى مسافات شاهقة الارتفاع، وهناك تلتقي مع روحك المشاكسة، والتي تتسلل هي أيضا من ثنايا جسدك لتمارسا بشغف استثنائي طقوس روحانية على شاكلة طقوس ملكة النحل، والتي لا تمارس الحب إلا خارج الغلاف الجوي، ومع آخر ذكر من ذكور النحل التي تنطلق لتلاحقها وتموت واحدة تلو الآخر ليظل آخرها على قيد الحياة لينال شرف التزاوج معها.

ففي كل مساء تنطلق أرواحنا أنا وأنت وتسافرا، على أجنحة غيمة سماوية مئات بل آلاف السنوات الضوئية، إلى مكان لا تزوره ولا تسكنه إلا الأرواح المحبة لتلتقي هناك على كوكب لا تدخله إلا الأرواح العاشقة، وهو مضاء بأنوار بنفسجية خافته وهادئة تصدر عن جسيمات معلقة وكأنها أقمار سماوية.

وهناك تلتقي أرواحنا على أنغام لحن صدى الأرواح، والذي هو عبارة عن مزيج من السيمفونيات الرائعة والتي تضفي جوا من الرومانسية السماوية الطاغية مما يجعل لقاء الأرواح المحبة هناك لحظات عشق واشتعال وانصهار خالدة.

لا بد أن ذلك ما يحصل وإلا ما تفسير هذه النشوة الاستثنائية التي تتملكني كل ليلة وهذا الفرح والمرح والسعادة الغامرة التي أحس بها وتجعلني انتظر لحظات المساء القادم بشوق من جديد.

أنا يا سيدتي أن ظهر مني شهوة لجسدك فان ذلك يعود سببه، فقط، لان روحك تسكن فيه.

يتبع ،، استراحة المحارب