11-01-17, 01:37 PM
|
المشاركة رقم: 6
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
:: كاتب وباحث :: |
الرتبة: |
|
|
كاتب الموضوع :
ايوب صابر
المنتدى :
قـطــرات النـثـر و الخواطــر الأدبـيــة
لحظة اللقاء المتجدد
عندما تبدأ الشمس بالاقتراب من حافة الأرض من الجهة الغربية لتبدأ رحلة المغيب في كل مساء، ونضطر للافتراق من جديد، ينتابني شعورا غريبا وكأنني بصدد الانسلاخ عن الكون، وأنني سأدخل عما قريب ثقب اسود افقد فيه قدرتي على التحكم بالأشياء.
وحينما تبدأ خيوط الفجر باحتلال الافق الشرقي شيأ فشيأ في اليوم التالي يولد الأمل وأحس بأنني على وشك الولادة من جديد وأنني لم اعد معزولا ومحاصرا وفاقدا للاتصال مع العالم، وأنني بصدد الخروج من النفق.
وعندما تبدأ الشمس رحلة الانغماس وراء الجبال في الأفق الغربي كل مساء أحس وكأنني أبدا رحلة غوص في محيط عميق، موحل ومعتم.
وهناك تتقاذفني الأمواج والمياه تغمرني من كل الجوانب تكاد تخنقني، وتحيط بي اسماك القرش من كل الاتجاهات.
وأظل على هذه الحالة إلى أن تبدأ شمس اليوم التالي بالشروق فأتنفس من جديد بعد رحلة غطس شاقة وقاسية وطويلة في بيئة محجوب عنها النور ومليئة بالوحشة والقسوة بعيدا عنك.
عندما تبدأ الشمس رحلتها للانزواء خلف البحر من الناحية الغربية كل ليلة لا نكون فيها معا، ولا تكون فيها أيدينا متشابكة، اغرق في وحدة قاسية، وأحس بأنني معزول عن العالم، وتعم الظلمة والوحشة، وكأنني في حفرة عميقة في الأرض.
وحين تتعمق الظلمة تبدأ الأفكار بالتدافع في عقلي وأتساءل إذا ما كنت قادرا على احتمال كل هذا الانتظار لسماع صوتك مرة أخرى ومشاهدة ابتسامتك الساحرة، في صبيحة اليوم التالي. فالبعد عنك احتراق.
وابتهج حينما تبدأ الشمس في رحلة الشروق مرة أخرى في اليوم التالي فساعات الليل القليلة التي تفصلنا ، دهور من الفرقة والاغتراب والعذاب اللامتناهي، ولحظة اللقاء المتجدد ولادة ومحبة وانفعال لا متناهي تتسارع فيها نبضات القلب، وترتجف الأصابع ويكبر الحب، ويكبر، ويزداد الاشتعال ، ويرتفع منسوب الحب كأنه الطوفان.
|
|
|