الموضوع: نبضات قلب
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-01-17, 02:26 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
 ايوب صابر  
اللقب:
:: كاتب وباحث ::
الرتبة:

بيانات العضو
التسجيل: 05-12-16
العضوية: 831
المواضيع: 58
المشاركات: 335
المجموع: 393
بمعدل : 0.15 يوميا
آخر زيارة : 22-07-17
الجنس :  الجنس
نقاط التقييم: 1531
قوة التقييم: ايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant future


---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 58
وحصلتُ على 122 إعجاب في 93 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
ايوب صابر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
المنتدى : قـطــرات النـثـر و الخواطــر الأدبـيــة
افتراضي نبضات قلب

نبضات قلب
من وحي عيناك

فجأة ودون مقدمات أو سابق إنذار دق الموت من جديد على بابي، وكاد أن يخطف فلذة كبدي، في استمرار لمسلسل الخطف القاسي الذي استمرمن نعومة أظافري، حينما ارتكب الموت أول جريمة بشعة في حقي باختطافه أمي التي ولدتني، ولم أتجاوز حينها العامين
.
حتى انه لم يمهلها لتترك أثرا منها أو صورة شخصية أكحل بها عيناي في لحظات الوحدة والليل الدامس، مما ترك لدي شعورا رهيبا بالوحدة والغربة على مدى الخمسين عاما الماضية، وكأنني جئت إلى هذه الدنيا من الفراغ أو من اللاشيء، وليس لي امتداد إنساني رغم أن شقيقة أمي ( خالتي ) والتي، وهبها جدي لأبي بعد وفاة أمي، هي التي رعتني، والتي هي بدورها اختطفها الموت منذ وقت قريب بشكل مفاجأ بعد أن كان قد اختطف والدي وأخي الأكبر
.

وقد استمر الموت في اختطاف أحبتي واحدا تلو الآخر، حتى أصبح عدد الأحبة المدفونين تحت التراب يكاد يكون أكثر من الذين ينتظرون
.
وكاد الموت أن يعجل في خطف فلذة كبدي وهو في ريعان الشباب، في ضربة قاسية لم أكن قد حسبت لها حساب أبدا
.
لقد أربكتني قسوة الموت وشدته وسطوته، وعجزي أمام جبروته وقدرته، فغرقت على اثر آخر محاولة له ضدي في اليأس الشديد، وظل هو يحوم على بابي، ويتربص بفلذة كبدي وكأنني غريمه الأوحد أو هكذا أصبح إحساسي
.
لقد امتلأ قلبي حزنا وخوفا، وانقطعت عن العالم الخارجي شيئا فشيا، وغرقت في الوحدة والوحشة، وكدت أن استسلم للموت
.

وكنت أنت، نعم أنت، الوحيدة من بين كل البشر التي كان لديها الإحساس بما يجول في خاطري، أحسست بهمي وحزني الذي كاد يغرقني. أنت الوحيدة التي كان لديها الاهتمام بمصارعة الموت دفاعا عني. وربما لان لك طار معه حيث كان قد أسقاك من نفس الكأس في طفولتك المبكرة فخطف أمك وتركك وحيدة مثلي
.
كنت أنت الوحيدة التي لديها الاستعداد للدخول إلى ثنايا قلبي المحطم لمشاطرتي الهم والحزن، بعد أن كاد يتوقف عن النبض مثل قلب ابني
.
كنت أحس بيدك على يدي تواسيني وتحفزني على الاستمرار في التنفس، وانت على بعد الاف الاميال، وكنت تصرين على أن الليل قصير، ولا بد للنهار أن يبزغ مهما طال الليل، وان الحب يصرع الموت ويؤخره ان لم نقل يؤجله
.
وحين التقيت بك وجها لوجه خرجت هالة من عيناك ودخلت إلى قلبي، فأحسست بطاقة عجيبة غريبة، لم اختبارها من قبل أبدا، أعادت برمجة نبضاته، وأعادت الحياة لي
.
من لحظتها، صارت كل نبضة من نبضات قلبي عبارة عن دفقه من المشاعر الملتهبة، تخرج على شكل قصائد أو كتابات نثرية حبا لك
.
ومن لحظتها، أحسست وكأن قبلي أصبح خارج نطاق السيطرة ويعمل على شاكلته وكأنه صار مأمورا من وحي عيناك
.

كانت كلماتك تأتيني على شكل أوامر عسكرية.
انهض أيها المحب بن عاشق بن ولهان ولا تستسلم للموت
.
انهض يا محرر القلوب، واحمل قلمك واكتب كما عودتنا للحب، والقلوب، والعصافير، والأزهار، والحقول، والفراشات، وقطرات الندى
.
انهض ولا تستسلم للموت، وعالجه بالحب الذي يشفي القلوب
.
انهض وأكمل المسيرة والعطاء
.
انهض يا محررالقلوب
.
انهض وغني للحب وحارب وحشية هذا الزمن وجاهليته ورتابته التي خلد لها الجميع
.
انهض وارفع لواء الأحبة والمحبة الأبدية الخالدة.


يتبع ...الحلقة القادمة " كأنه السحر...عودة الروح "

 

لا يسمح بنشر هذا الموضوع إلى المواقع الأخرى الا بذكر اسم صاحب الموضوع ومصدره الأصلي ../ الـموضـوع ://: : نبضات قلب     -||-     المصدر : قطرات أدبية     -||-     الكاتب : ايوب صابر














عرض البوم صور ايوب صابر   رد مع اقتباس
الأعضاء الذين آرسلوا آعجاب لـ ايوب صابر على المشاركة المفيدة: