الموضوع: الرهان
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-07-13, 04:13 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
 عبدالرحمن منصور  
اللقب:
الــوجــــيه
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية عبدالرحمن منصور

بيانات العضو
التسجيل: 21-10-09
العضوية: 2
المواضيع: 195
المشاركات: 1806
المجموع: 2,001
بمعدل : 0.38 يوميا
آخر زيارة : 24-04-24
الجنس :  ذكر
الدولة : السعودية
نقاط التقييم: 20956
قوة التقييم: عبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond repute


كاتب الشهر فبراير 2012 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 2,707
وحصلتُ على 1,278 إعجاب في 552 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
عبدالرحمن منصور غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي الرهان







من كاتب " من روائع القصص العالمية " الجزء الثاني
للمترجمة حصة العمار

اخترت لكم هذه القصة " الرهان " والتي اتمنى أن تجدوا فيها المتعة والفائدة كما وجدتها أنا ....



اعجبني في ترجمتها أنها لم تترجم القصص التي اختارتها بعناية ترجمة آلية صرفه
وكلنها أمتزجت مع تلك القصص بكامل شعورها واحاسيسها وسبرت أغوارها
من ثم قدمتها لنا في قالب سردي جميل ولغة عالية ومتينة مع أمانة في النقل

وإليكم الجزء الأول من هذه القصة


.... الـــرهـــان .....



للكاتب الروسي أنطوان تشيكوف"1860-1904"
ترجمة/ حصة إبراهيم العمار
....


الجزء الأول
..
كانت ليلة خريفية ليلا
شرع المصرفي العجوز يذرع باب غرفة مكتبه جيئة وذهابا
مستعيدا في خياله رجع ذكرى لحفلة أقامها ذات ليلة خريفيه منذ خمس عشرة سنة مضت وتولت ..
يومها كان المكان يعجُّ بجمع غفير من العلماء والباحثين والمثقفين ودار الحديث الماتع فيما دار حول عقوبة الإعدام .. فأنقسم المدعوون بين معارض ومؤيد وتمنى نفر منهم إبدالها بعقوبة السحن المؤبد...

"_
لا أستطيع أن أوافقكم الرأي في ذلك- قال المضيف-لم يحكم علي من قبل-ولله الحمد-على إني لو خيرت بينهما لاخترت عقوبة الإعدام فهي أجدى وأرحم .. إن الإعدام يستل روحك فوراً .. أما السجن المؤبد فيمتص منك رحيق الحياة شيئاً فشيئا"ً ..
"_
كلاهما تخدمان الغرض ذاته ! إلحاقك بأصحاب القبور" .. قال أحدهم

ومن بين المدعوين كان محام شاب لم يتجاوز أسوار الخامسة والعشرين بعد ... طُلب منه أن يدلي بدلوه فقال:
"كلتا العقوبتين في القسوة سواء على إني لو خُيرت لاخترت السجن المؤبد دون تردد .. أعتقد أن التعلق بأهداب الحياة هو خير من ظلام اللحود"...

ودار على أثر ذلك جدل عميق فقد المصرفي_الذي كان آنذاك أنضر شباباً وأكثر تحمساً وميلاً إلى الغضب_أعصابه على إثره فضرب المنضدة بقبضته بشدة وألتفت إلى المحامي الشاب مغضباً قبل أن يصيح به :
-"
هراء وكذب أراهنك -بمليوني"روبل" أنك لن تستطيع البقاء في زنزانة حتى ولو لخمس سنوات"!
"-
أن كنت تعني ما تقول حقاً فأراهن أن باستطاعتي لا لخمس سنوات وإنما لخمس عشرة سنه
-"خمسة عشرة عاماً! قبلت أشهدكم يا سادة مليونان عداً ونقداً وأيمالله"
"-اتفقنا أذن ... تراهن بمالك وأراهن بدوري بحريتي"!
قال المحامي مبادلاً إياه تحدياً بتحدٍ وهكذا أبرم ذاك الرهان السخيف ... الطائش.. المسعور!

وطرب ليلتها ذاك المصرفي فقد كانت دماؤه تمور بطيش الشباب وهوس التحدي
وقال للمحامي :
"-
عد إلى صوابك وثب إلى رشدك قبل فوات الأوان أيها الشاب!"
أن فقدان مليوني"روبل" سوف لن يضيرني شيئاً أما أنت فستهدر من عمرك ثلاثة أعوام أو أربعة هي أجمل سني حياتك ... وأقول ثلاثة أو أربعة لأني على يقين من أنك لن تصمد أكثر من ذلك... ثم...ثم تذكر أن السجن التطوعي هو أشد من الإلزامي وأصعب....أيها الشقي التعيس... أن التفكير في كونك قادراً على مغادرة السجن أنى شئت سيظل هاجساً يطاردك ليل نهار ليسمم حياتك فلا يقر لك تباعاً أي قرار.."

تذكرالمصرفي العجوز كل ذلك وهو يذرع الغرفة جيئة وذهاباً فسأل في مرارة نفسه:
"-
أي فائدة تجنى من إبرام ذلك الرهان يا ترى؟ .. يفقدالمحامي من عمره خمسة عشرعاماً فيما ينقص من مالي مليونان هل سيقتنع الناس جراء ذلك بجدوى الإعدام؟ .. وبأنه خير أو شر من عقوبة السجن المؤبد...كلا...محض هراء ذلك الأمر برمته..... كان ذلك غروراً وكبرياء مني وعشقاً للأصفر الرنان من طرف المحامي!"

وطفق المصرفي يجتر الذكريات.... مستعيداً ما حدث بعد انتهاء تلك الحفلة المشؤومه فقد تقرر سجن المحامي في حديقة أحد أجنحة قصرالمصرفي وفي ظل حراسة مشدده تحت سمع المصرفي ذاته وبصره .. كما نص الاتفاق على أن يمنع السجين إبّان ذلك من تجاوز أعتاب المنزل أو رؤية الناس ناهيك عن سماع أصواتهم .. كما حرم عليه تلقي الصحف والرسائل وتأليف الكتب وأخيراً وليس آخراً فقد أُجيزت له المشروبات والتبغ بأنواعه! وأتاحت له تلك الأتفاقيه الاتصال الصامت بالعالم الخارجي عبر نافذة صغيره صُمّمت خصيصاً لذلك وكان بإمكانه الحصول على كل ما يطلبه -ضمن دائرة المسموحات-متى أراد وذلك بإرفاق طلب صغير خطي بذلك عبر النافذة .
كانت الأتفاقيه المبرمة قد راعت كل صغيره وكبيره حتى صيرت من سجنه حبساً انفراديا بحتاً لمدة خمس عشرة سنه يبدأ من الساعة الثانية عشر ليوم الرابع من شهر نوفمبر عام سبعين وثمانمائة وألف"1870"وينتهي الساعة الثانية عشر من شهر نوفمبر لعام خمسة وثمانين وثمانمائة وألف"1885"ونصت الأتفاقيه على أن أي محاولة لمخالفة ذلك حتى وأن تمثلت في هروب السجين قبل الموعد المضروب بدقيقتين ... ستجعل المصرفي في حِلُّ من دفع المبلغ المتفق عليه..........














عرض البوم صور عبدالرحمن منصور   رد مع اقتباس
4 أعضاء آرسلو آعجاب لـ عبدالرحمن منصور على المشاركة المفيدة: