عرض مشاركة واحدة
قديم 30-07-12, 03:06 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
 عبدالرحمن منصور  
اللقب:
الــوجــــيه
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية عبدالرحمن منصور

بيانات العضو
التسجيل: 21-10-09
العضوية: 2
المواضيع: 194
المشاركات: 1803
المجموع: 1,997
بمعدل : 0.38 يوميا
آخر زيارة : 05-04-24
الجنس :  ذكر
الدولة : السعودية
نقاط التقييم: 20956
قوة التقييم: عبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond repute


كاتب الشهر فبراير 2012 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 2,703
وحصلتُ على 1,278 إعجاب في 552 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
عبدالرحمن منصور غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : عبدالرحمن منصور المنتدى : دورة تذوق النص الأدبي
افتراضي

مريم أشكر لك حضورك الثاني هذا
واشكر حقاً على جودة صياغتك و وضوح فكرتك
فقد جاء ردك هذا بشكل أفضل من ردك الأول والذي استعجلتِ فيه قليلَ
أعلم أنك بذلتي جهداً كبيرا في هذا الرد وبذلتي وقت أطول
ولكن لكل شيء جميل ضريبة ولابد أن نكون مستعدين لدفع هذه الضريبة إن رُمنا أن نرتقي بخطابنا إلى مراتب عالية
ومع المداومة والاستمرار سيصبح ذلك سجية وعادة فينا تأتي بلا تصنع وبلا مشقة .

>>>>>>>>>> <<<<<<<<<<
وبما أنك تعلمين أن التجربة الذاتية لدى الكاتب قد تكون حزينة وقد تكون سعيدة
فأنت تقولين أن التجربة الذاتيه الصادرة عن الشعور بالأسى والحرمان والمرارة والحزن
اثرها يكون أشد على الكاتب وعلى المتلقي من أثر التجربة السعيدة والجميلة
وهذه حقيقة نقر بها جميعاً ونعترف وندين لك بالفضل في ابراز هذه الفكرة وإيضاحها
فغالبا ما تكون النصوص الأدبية التي تحمل في طياتها شعور الحزن والفقد أو الثكل والفجيعة
لها تأثير بالغ وأشد وأكبر من تلك النصوص التي تحمل في ثناياها عاطفة الفرح والسعادة والسرور أو الزهو والفخر
بل أن هناك من الشعراء العمالقة على امتداد جميع العصور والذين تطرقوا لجميع اغراض الشعر
كان أفضل نتاجهم الأدبي ما كان في الرثاء او الفقد او الفجيعة والثكل
بل إن منهم من تخصص في الجانب المظلم والسوداوي لهذه الحياة كأبي العلاء المعري " رهين المحبسين "
الذي يقول في إحدى قصائده الرائعة :
تعبٌ كلها الحياة فما أعجبُ **** إلا من راغبٍ في ازديادِ
إن حزناً في ساعة الموت **** أضعاف سرور في ساعة الميلادِ
ضجعة الموت رقدةٌ يستريح *** الجسم فيها والعيش مثل السهاد

>>>>>>>>>> <<<<<<<<<<

وفي ما يختص بتأثر الكاتب بنصه :
فأنت أيضاً اشرت إلى نقطة جديدة لم يتم التطرق لها وهذا يدل على حسن تفكيرك وتأملك في الدوافع التي انتجت النص الأدبي
فكما أن هناك نصوص كان الدافع من ورائها تجربة ذاتيه " نبيلة " أدت إلى كتابتها فحملت لنا عاطفة صادقة وإحساس نبيل ( وهي التي نحن بصددها في هذا الدرس )
فهناك قصائد لم يكن وراءها تجربة ذاتيه ولكنها قد تكون مصلحة ذاتية أو مطامع شهوانية فكانت العاطفة فيها غير صادقة وغير قوية
ونحن هنا سننتقل من الحديث عن التجربة الذاتية الى الحديث عن الدافع الذي أنتج النص الأدبي
فإما أن يكون الدافع تجربة ذاتية .. وإما أن يكون مصلحة ذاتية ... وهذا شيء تحده درجة العاطفة الموجودة في النص والتي سنشبعها حديثاً في درسنا الثاني إن شاء الله ..... وكلا

الدافعين ينتجان لنا نصاً ادبياً رائع ولكن الاختلاف بينهما في درجة العاطفة وصدقها من عدمه
ويتضح هذين الدافعين بجلاء في ديوان أبو الطيب المتنبي والذي احتوى على قصائد كثيرة في كلا الجانبين
فقصائده التي قالها وهو في حلب وعند اميرها سيف الدولة الحمداني تحمل عاطفة قوية وإحساس نابع عن شعور صادق فقد كان - اقصد المتنبي - يتعصب لهذا الأمير العربي و يوده
بينما قصائده التي قالها في مصر وبين يدي حاكمها كافور الأخشيدي كانت العاطفة فيها مصطنعة وغير صادقة لأن الهدف منها ذاتي ومصلحة شخصية بحته ، لدرجة أنه كثيرا ما كان يمدحه في الظاهر وهو يهجوه ويسخر منه في الحقيقة
ولن أطيل الحديث في هذا الجانب فنبتعد عن محور حديثنا نكتفي بقراءة مقطوعتين للمتنبي الأولى نظمها وهو في حلب وامتدح فيها سيف الدولة الحمداني بعد انتصاره في احدى المعارك
والثانية نظمها عندك كافور الاخشيدي ومدحه فيها أيضاً فكلاهما نصين أدبيين بلا شك ولكن العاطفة فيهما تختلف مابين الصدق والافتعال والقوة والضعف

يقول المتنبي وهو يمدح سيف الدولة بعد انتصاره في أحدى المعارك :
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ........ وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها ........ وتصغر في عين العظيم العظائم
يكلف سيف الدولة الجيش همه ........ و قد عجزت عنه الجيوش الخضارم
و يطلب عند الناس ما عند نفسه ........ وذلك ما لا تدعيه الضراغم
يفدي أتم الطير عمرا سلاحه ........ نسور الفلا أحداثها و االقشاعم
وما ضرها خلق بغير مخالب ........ وقد خلقت أسيافه و القوائم
هل الحدث الحمراء تعرف لونها ........ و تعلم أي الساقيين االغمائم
سقتها الغمام الغر قبل نزوله ........ فلما دنا منها سقتها الجماجم
بناها فاعلى و القنا يقرع القنا ........ و موج المنايا حولها متلاطم
وكان بها مثل الجنون فاصبحت ........ ومن جثث القتلى عليها تمائم
طريدة دهر ساقها فرددتها ........ على الدين بالخطي و الدهر راغم

وقال في مدح كافور في قصيدة طويلة :
وأخلاق كافور اذا شئت مدحه........ وان لم أشأ تملي علي وأكتب
اذا ترك الأنسان أهلا ورائه........ ويمم كافورا فما يتغرب
فتى يملأ الأفعال رأيا وحكمة ........ ونادرة احيان يرضى ويغضب
اذا ضربت في الحرب بالسيف كفه........ تبينت أن السيف بالكف يضرب
أبا المسك هل في الكأس فضل أناله........ فأني أغني منذ حين وتشرب
وهبتَ على مقدار كفّي زماننا ........ ونفسي على مقدار كفيك تطلب
اذا لم تنط بي ضيعة أو ولاية ........ فجــودك يكسوني وشغلك يسلب

ورغم أن عاطفة القصيدة وأخص بها عاطفة المتنبي تجاه كافور لا تقاس إطلاقاً بعاطفته تجاه سيف الدوله
إلا أن القصيدة آية في الجمال والروعة فما بالك بقصيدة تكتمل فيها عاطفة المتنبي فما عساها تكون ..!

ولمن شاء أن يسمع القصيدة فهي هنا


وسنتعلم إن شاء الله في هذه الدورة كيف نقيس درجة العاطفة في النص الأدبي .

مريم
لك الشكر على تفاعلك وحضورك ومداخلاتك
التي أثرت الموضوع وجعلتنا نتطرق لبعض النقاط التي لم نتطرق لها مسبقاً

لك كل التحية ....،،،












عرض البوم صور عبدالرحمن منصور   رد مع اقتباس