عرض مشاركة واحدة
قديم 15-05-11, 12:50 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
 اللميـــاء  
اللقب:
:: قلم ماسي ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية اللميـــاء

بيانات العضو
التسجيل: 29-10-09
العضوية: 3
المواضيع: 87
المشاركات: 1445
المجموع: 1,532
بمعدل : 0.29 يوميا
آخر زيارة : 21-11-13
الجنس :  مــركب ورق !
الدولة : مـــوج !
نقاط التقييم: 1502
قوة التقييم: اللميـــاء has a brilliant futureاللميـــاء has a brilliant futureاللميـــاء has a brilliant futureاللميـــاء has a brilliant futureاللميـــاء has a brilliant futureاللميـــاء has a brilliant futureاللميـــاء has a brilliant futureاللميـــاء has a brilliant futureاللميـــاء has a brilliant futureاللميـــاء has a brilliant futureاللميـــاء has a brilliant future


الوسام الأول للمشرف المميز المركز الأول في مسابقة قصص من فجر الإبداع مسابقة بداية هجمة 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 23
وحصلتُ على 59 إعجاب في 37 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
اللميـــاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
المنتدى : قـطــرات المـقـالـة الأدبيـــة
Lightbulb الحرية و الكلب !




استيقظت ذات صباح على صوت - نباح كلب - الله يعزكم ، لأول وهلة ظننت أن هذا النباح أحد الكوابيس التي تراودني ما بين حين و آخر ، لذا سرعان ما استعذت بالله من الشيطان و استغفرت الله لكل ذنوبي ما سبق منها و ما لحق و هممت بالعودة لاستكمال النوم مرة أخرى ، فإذا بذات الكلب إبن الكلب ينبح مرة أخرى فجلست من رقدتي و هاجس داخلي يخبرني " أكيد حد عاملي عمل " ، و بدأت أفكر يا تري مين المؤذي اللي عاملي العمل ده ، آه أكيد هي نيفين المسلوعة اللي في البيت اللي أدامنا ، كل ما تشوفني تقولي مش هتذاكريلي شوية انجليزي ، اكيد هي عملت لي العمل عشان صوت الكلب ينسيني الانجليزي اللي اتعلمته ، بعدين فكرت لأ ده مش عمل ده اكيد انا محسودة ، آه أكيد إن أنا محسودة أصل إمبارح عمتي حسدتني ع الجزمة اللي كنت لابساها مع أنها من أيام ما كانوا الناس بيمشوا حافيين ، المهم في خضم التفكير أفزعني نباح الكلب مرة أخرى لكن هذه المرة لم يفزعني أنا وحدي لكنه جعل أمي تتقلب في نومها قائلة " بصراحة أبو حبيبة جاب لنا أذى في البيت " و قبل أن تنتهي من جملتها ركضت صوبها و سألتها " مين الأذى اللي جاب أبو حبيبة ؟ " ففتحت عينيها و قالت "سلام قولاً من رب رحيم ، هما بيطلعوا إمتى دول ؟ " فسألتها " قصدك مين الأذى و لا أبو حبيبة؟ " قالت لي " لأ إنتي يا خفيفة ، فنظرت لوزني و قارنته بكلمة خفيفة و ادركت حينها ان أمي ليست بوعيها ، المهم مش ده موضوعنا.


سألتها إنتي بتتكلمي على إيه فأجابت " أصل أنا شفت أبو حبيبة جارنا بالدور الأعلى جاي وش الفجر و معاه كلب " ، أنا سمعت كلمة كلب أعزكم الله و اتقلبت عليا الذكريات الموجعة ، فليس هناك عمار بيني و بين الكلاب منذ أن كنت تقريبا في السادسة و هاجمني أحد الكلاب و أخذ في الركض خلفي و أنا في الصراخ منه حتى انتصر صراخي و التقطتني أيادي أحد المارة و رفعتني عالياً بعيداً عن مسار الكلب ، من حينها كلما رأيت أي كلب محترم يأتي في شارع أسير به أعود أدراجي من حيث أتيت و أفرغ له الشارع حتى لا أضايقه.


المهم عدت من ذكرياتي مع السادة الكلاب و قررت أن أحتج ضد هذا الاعتداء السافر على حرية السكان من قِبل أبو حبيبة ، ارتديت إسدالي و صعدت إليه و أنا رٍجل ورا و رٍجل قدام و طرقت على بابهم ففتحت لي أم حبيبة قالت " صباح الخير يا لميا اتفضلي "، فسألتها الكلب هنا ، فتعجبت و قالت "مين ؟ " قلت لها معلش أسفة أبو حبيبة هنا ، فقالت نعم ، قلت لها معلش يا أم حبيبة بس ايه موضوع الكلب ده فتبسمت و قالت " ده كلب تيتي " فقلت لها "ماشاء الله ، هو من فصيلة تيتي كمان " فرفعت حاجباها و قالت " تيتي دي أختي و الكلب ده بتاعها " فقلت لها معلش مخدتش بالي العتب ع التيتي " بس المفروض ياخذ رأي السكان قبل ما يجيب الكلب هنا" و قبل أن اكمل الجملة فاجئتني حيطة تدنو نحوي من خلف أم حبيبة ، و لم أستبين أنه " أبو حبيبة " إلا حينما دنا من الباب ، و قال لي بصوت نصفه نائم و نصفه متحشرج " خير يا آنسة " فقلت له " مافيش يا أبو حبيبة أنا بس بسأل عن صحة الكلب ، إن شاء الله يكون بخير" فقال و نظرته ترمقني و تقول "بطلي كدب " ، " انا سمعت كل حاجة و على فكرة انا حر في بيتي ، احنا عملنا ثورة يناين عشان كل واحد يعمل اللي عايزه " ، ففتحت فمي فتحة البلهاء ، و رفعت حاجبي رفعة السفهاء بسبب أن السيد أبو حبيبة كان من أشد المعارضين للثورة و كان دائم القول " شوية عيال خربوا البلد " و كان كلما عرف أني أو أحد من إخوتي بالتحرير يبث سمه في أذننا بأننا سنندم ، المهم استطردت و قلت له " يعني الثورة قامت عشان كل واحد يجيب كلب براحته ، لا عشان ظلم و لا اضطهاد و لا فساد و لا حاجة من الكلام الفارغ ده " فأجاب بتمعن العلماء و فلسفة الفقهاء " دي حاجات سانوية يا أنسة أهم حاجة كل واحد يبقى براحته " ، فهبت داخلي روح الثورجية و قلت له "لأ يا أبو حبيبة ، لو كل واحد عمل اللي هو عاوزه دي يبقى إسمها فوضى مش حرية ، الحرية إننا نتحرر مش إننا نستهتر " ، فتثاءب و قال لي " يعني ايه ؟ " فوجدت إبنه محمد ذو العشر سنوات يقفز ليقف بيني و بين أمه و بين أبيه و يقول " يا بابا أبلة لميا تقصد اننا نتحرر عشان الدنيا حر ، يعني نتحرر من هدومنا و ندخل ناخد دُش " فنظرت لهم نظرة استياء و قلت لهم بجد الكلام حرام فيكم ، روحوا كملوا نوم إن شالله نومة أهل الكهف" و نزلت من عندهم و أنا لم أحل قضية الكلب ، التي هي في الأصل قضية الحرية ، إلى متى ستظل الأفعال السافهة و المقيتة و الكريهة تُفسر على أنها حرية ، ألم يتعلموا أن حريتنا تنتهي إذا ما كتمت على أنفاس الآخرين


أليس التحرر لا يعني كما قال محمد إنه دش بارد زي اللي خلفوه ؟ ، بالفعل أشياء تبعث على الحزن ، حين نزلت شقتنا كان مزاجي أسوأ ما يكون خاصة أن الكلب كأنه يغيظني فلم يتوقف عن النباح ، فقررت أن أهزمه بصوت فيروز ، رحت استمع إلى فيروز في البلكونة و جعلت الصوت على أعلى درجة و أخذت أدندن معها " بناديلك يا حبيبي .... " و قبل أن أكمل " ما بتسمع الندا " فتحت جارتنا رانيا ستارة نافذتها و قالت لي " لميا بعد اذنك صوت الكاسيت عالي و صحاني من النوم " فاجبتها ببرود " و الله أنا حرة J ."






لمياء


14 مايو 2011




11 و ربع مساء

 

لا يسمح بنشر هذا الموضوع إلى المواقع الأخرى الا بذكر اسم صاحب الموضوع ومصدره الأصلي ../ الـموضـوع ://: : الحرية و الكلب !     -||-     المصدر : قطرات أدبية     -||-     الكاتب : اللميـــاء














توقيع : اللميـــاء

صباحكِ سكن كل الخلايا
وسرق من محراب وحدتي كل الطقوس القديمة
وأسر قدسية الصمت .. ورهبانية الخواء ووضعها
في وسط كلمة بين قوسين من أربعة حروف
قوامها عاري تماماً الا من كلمة
( .. أ .. ح .. ب .. كِ .. )


شادي الثريا

عرض البوم صور اللميـــاء   رد مع اقتباس