ولكن لم أتمكن والله من عدم التفكير في حال أمتنا ..!!
حاولت جاهدة أن أفسر ما نحن فيه وعليه ..؟؟!!
حتى وقعت عيناي على كتاب عصر القرود للدكتور " مصطفى محمود "
تذكرت موضوع سابق نشر في قسم الحوار بعنوان : ( زمن الإستحمار )
فحاولت أن أجد جوابا لــ أيهما تفشى في مجتمعاتنا أولا :
( الأستحمار ) أم ( الأستقراد ) " أعزكم الله " .؟؟
ففشلت كفشلنا في الإجابة على : أيهما الأصل ( البيضة أم الدجاجة ) ..؟؟
هل نحن نعيش ذروة عصر القرود ..؟؟
في زمن أصبحت فيه هيفاء وهبي ومشتقاتها المثل الأعلى لكثير من فتياتنا ..
في زمن أصبح فيه مايكل جاكسون ومشتقاته من أهل المجون هم المثل
الأعلى لكثير من شبابنا ..
في زمن أصبح فيه أهل الفن ومطربي البوب والجاز وممثلي هوليوم
هم القدوة لأجيالنا الجديدة ..
في زمن أصبح فيه صوت دعاة التحرر في مجتمعاتنا يلقى القبول والتأييد
دون مراعاة لتعاليم الإسلام الذي كرم المرأة وكفل لها كافة حقوقها ..
في زمن انتشرت فيه موضة سراويل الشباب ذوات الخصر المنخفض وملابس
الفتيات الشفافة التي تفضح أكثر مما تستر
في زمن قصات الشعر والتسريحات العجيبة والغربية للفئتين من الإناث والذكور ..
في زمن شاع فيه ارتداء الشباب للحرير والذهب والإكسسوارات الغريبة
ووضع الماكياج ..
في زمن أشباه الرجال والجنس الثالث والرابع ( أعاذنا الله وأبناءنا وأبناءكم منه ) ..
إلى غيرها من التقليعات العجيبة والغريبة والتي بتنا نراها تنتشر كانتشار
النار في الهشيم في مجتمعاتنا العربية والإسلامية دون أن تجد لها
رادعا مناسبا بحجة أنها حريات شخصية يجب عدم المساس بها ..
في زمن المسخ والتشوه الذي بدأ يتضخم في مجتمعاتنا العربية والإسلامية
وانحرافها عن الطريق المستقيم ..
ألا يحق لي أن أعيد السؤال :
هل نحن في ذروة عصر القرود ..؟؟
يتأكد لي والمعذرة من كل عين ستلج إلى هنا فعلا وبقوة أننا في زمن القرود ..
زمن المحاكاة والتقليد الأعمى لأمة الغرب في كل صغيرة وكبيرة
حتى وإن كان ذلك التقليد فيه خروج عن الدين وسنة نبيه
.
هنا أجدني على شفا حفرة من سؤال أخر :
هل نحن تابعين أم متبوعين ..؟؟
واقع الحال يقول أنا تابعين مع مرتبة القرود والحمير أعزكم الله ..
نعم أقولها بحسرة والله ومن أراد أن يتحقق فما عليه إلا
الخروج إلى المراكز التجارية و المتنزهات و لمطاعم الشواطئ
أوليحضر حفلات النساء الخاصة ليشاهد بأم عينه ما لا يمكن إنكاره مطلقا .
من المسئول عن هذا التردي المتصاعد يا ترى؟؟
هل هذا التقليد شكلي أم أن تأثيره أعمق وأشد ..؟؟
أهو نوع من أنواع التحضر والتقدم ..؟؟
أهو ضريبة للانفتاح العالمي الذي باتت مجتمعاتنا العربية والإسلامية
تعيش تحت وطأته ..؟؟
ما مدى خطورة هذا الانصياع والتقليد الأعمى في الشكل والمضمون للغرب
على مجتمعاتنا وهويتنا وثقافتنا ..؟؟
أن هذا الانقياد التام وراء الغرب دون وعي أو أدراك وهذا التقليد
السلبي للغرب في كل أفكاره ومنهجيته ومظاهره له انعكاسات
سلبية في السلوك والتربية علاوة على الثقافة والهوية والثوابت العقائدية .
فتقليد الممثلين والممثلات وأهل الطرب والفن عموما وغياب القدوة
الصالحة يشكل في أبعاده الحقيقية تدميرا حتميا للخصوصية الإسلامية
والعربية وهو المدخل الأسهل والأقرب لتغير واقعنا في
شرق أوسط جديد وينسلخ تماما عن أي نوع أو ارتباط في التاريخ والحضارة.
وهذا هو أخطر أنواع الغزو والاحتلال الذي من خلاله سيتم القضاء على
الهوية الإسلامية ومن ثم يسهل دك حصون هذه الأمة من خلال تدمير
عماد المجتمعات ( الشباب ) الذين هم أمل هذه الأمة وعدتها وعتادها .
مسألة التقليد والمحاكاة على الوجه الذي نراه لن تجنيه اسر دون الأُخر
بل ستجنيه الأمة الإسلامية بأكملها .
خاصة في ظل غياب دور الأسرة ..
وغياب دور المؤسسات التربوية والاجتماعية ..
وفي ظل الانفتاح والعولمة ..
وفي ظل التقدم التكنولوجي الواسع ..
من هنا أحبتي ..
أطالب الجميع بأن يكون معول خير من خلال تطبيقه للهدى النبوي الشريف
المتمثل في أقواله :
( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) ..
( تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) ..
( أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ) ..
( الدال على الخير كفاعله ) ..
وهذا الأمر يحتاج إلى تعاون وتكاتف وتفاني من الجميع للخروج
من زمن القرود الذي نعيش ذروته ..
وإلا فالقادم أشد وامر وحينها لا ينفع الندم ..!!
اللهم هل بلغت اللهم فأشهد
بقلم / منى