السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وأسعد الله صباحك أخت ماريا..
برأيي قرار الملك كان إيجابي جداً ومفرح ونقطة تغيير في تاريخ المملكة ويبقى الدور على المرأة في
إثبات كفائتها وأنها أهلاً للصلاحيات التي منحها إياها الملك ..
أما توقيت القرار أعتقد له أسباب كثيرة .. القضية مطروحة منذ زمن سابق
ومطالبات الشعب الملحة وخصوصاً المرأه والشعارات والحملات التي قامت في الشبكات الاجتماعية وبالأخص "تويتر" في الوقت الحالي جميعها أثرت على توقيت القرار..
كما أن للظروف السياسية دور في تسريع الاستجابة لتلك المتطلبات ..
وبالنسبة لقيادة المجتمع وقيادة السيارة فإن الرابط الوحيد بينهما كلمة "قيادة".. سواء سمح لها
بقيادة السيارة أم لا ..
قيادة المرأة للمجتمع ومشاركتها وفاعليتها في أمور المجتمع وبالأخص شؤونها تحتاج إلى علم
ووعي وإدراك وعمق نظرة .... الخ، وقيادتها للسيارة لا تحتاج منها كل ذلك!
بمعنى كون المرأة غير قادرة على قيادة السيارة لا يعني بالضرورة عدم قدرتها على قيادة المجتمع..
فقيادة السيارة في الأغلب لا تشكل عائق أمام مشاركة المرأة في المجتمع..
وعدم قدرتها على قيادة السيارة لا توجب عليها البقاء حبيسة المنزل بل يتوفر لها من يقود عنها
( أب، أخ، زوج، سائق...) ولا أنكر حاجة بعض النساء إلى قيادة السيارة لعدم وجود من يقضي
عنها حاجاتها..
وقد يكون هذا القرار تمهيداً لقرارات أخرى ولكن التدرج مطلب لأن المجتمع لا يتقبل التغيير دفعة واحدة..
أما كون القرار سيخدم تطلعاتها أم لا.. فهذا يعتمد على أمور عدة قد يكون لها دور فيها وقد لايكون
لكن هي من تحدد ذلك أولاً وآخراً!
بالنسبة لنظرة العالم للمرأة السعودية أنها مهمشة ومظلومة فهذه النظرة ليست جديدة بغض النظر
عن صحتها من عدمها.. وإن كنت معارضه لهذه النظرة وموقنه أن مصلحة المرأة السعودية هي
آخر اهتمامات العالم! بمعنى أن الأسباب الداخلية كان لها دور أكبر في صدور هذا القرار.. ولو
كان الهدف هو فقط مداعبة أمريكا وإرضاء لحقوق الإنسان لكان القرار صدر في وقت أسبق..
برأيي أن الحملات في الإعلام الجديد المسيطر ومطالبات النساء والرغبة في التغيير لها أكبر الأثر
في صدور القرار.
وأخيراً هل ترى المرأة ان لديها القدرة على المشاركة ,و فائدة في حضورها الاجتماعي وانخراطها
بالمجالس البلدية والمؤسسات الحكومية مادامت بمجتمع ذكوري بحث لا يتقبل بمجمله فكرة
خروجها بدون محرم ؟
يعتمد ذلك على شخصية المرأة.. فمن لديها إيمان بقدرتها وفاعليتها كعضو مؤسس للمجتمع وتسعى
للتغيير الإيجابي حتماً سيكون من وراء حضورها منفعة وفائدة لا تقل عن منفعة الرجل.. وقد تكون
مكمل للرجل فتحقق مالم يحققه الرجل والعكس صحيح..
وأعتقد أن وجود المحرم لا علاقة له بتقبل المجتمع أو الرجل للمرأة كعضو مشارك في صناعة القرار
ولا يعتبر مقياس لنجاحها!
عذراً على الإطالة..
وشكراً على الطرح
تحيتي
*