/
\
ومن الجهـة الآخــرى صديقتي رغد التي إبتعدت عنــي
تغيرت كثيرا ً حتى الأمسيات أصبحت لآ تأتي لتصطحبني معهــآ
ولآ تزودني ببطآقات الدفع المسبق لشحن رصيد الهآتف ..
وفي ليلة إعترآنـــي فيهــآ الإشتيآق والإحتيـآج لــ للشـآعـــر ..أرسلت إليه رسالة نصية
محتوآهــآ .. ( مسـآء الخير صديقي .. هل لي أن أتصل عليك لـ أتحدث معك الآن .؟)
وصلني تقرير الإستــلآم للرسالة ولكن لآمجيب .. إنتظرت رده كثيرا ً على رسالتي دون جدوى
إتصلت عليه و وجدت خطه مشغولا ً بإتصال آخـر .. إتصلت على رغد وكذلك وجدت خط هاتفها مشغولا ً
شعرت بـجرح وألم كبير في قلبي بكيت كثيرا ً وتحسرت .. قضيت الليل بإنكسـآر وأسف
هو لم يوعدني بشيء .. ولكن قلبي أختــآره من بين كل الأصدقـــآء ..فلم يكن بيدي هذا الإختيـآر
ولم يكن بإرآدتي أن أحبه وأغـــآر .. آآآه يامن تعـآني كمــآ أعانــــي ..
يرحل من الحيـآة كل شيء جميلا ً عندما يذبل الحب ويحتضر بين يديك ..
ولكن ..لآبد من إنعــآش جسد الحب ..لابد من الموآجهـة لـ أتحدث مع أحمد
وآتــــاني الصبــآح من بعد ليل قضيته بألم
و رأيت أحمد من بعيد بيده كوب شاي أو قهوة لآ أعلم
ولكنه كان يرتشف شيئآ ساخنــا ًمع أحد الأصدقــآء
أقبلت عليهم وحييتهم وحييوني وطلبت من أحمد الإنفرآد لأتحدث معه
أستأذن بقية الأصدقـآء بالإنصرآف وبقيت مع الشـــآعر بمفردنــآ على مقعد خشبي تحت ظل شجرة كبيرة
وجهت نظري إلى عيونه .. وما أن نظرت إلى عيونه سقطت من عيوني الدموع قبل أن أنطق
وما كان من أحمد إلا ليسألني بهدوء .. لمـآذا البكـآء ..؟
- لأني أفتقدك يا أحمد
-لماذا تفتقديني .. لا أنـــآ بمسافرا ولا بغائب .. ها أنـــآ متواجدا وحاضرا بشكل طبيعي ودائم
- انت حاضر بجسدك ولكنك غائب بروحك ..
أفتقد روحك وحديثك معي واتصالاتك .
رسلت لك ليلة أمـس رسالة ولم يأتيني منك جوآب .!!
- كنت نائما يا سلمى ولم ارى رسالتك إلا في الصبـآح
- ولكن اتصلت عليك و وجدت هاتفك مشغولا بمكالمة واستمرت مكالمتك لوقت طويل جدا ً
- سلمى انآ لا أحب اسلوب المرآقبة ولا التحقيق
- أنا لم أراقبك ولا أحقق معك ولكن أستغرب منك هذا التغير والإبتعاد
- لم أتغير أنــآ ولكن مجرد إنشغلآت وملهيات الحيـآة تبعدنا قليلا ..لا أكثر
-أحمد أنت لم تكن مجرد صديق بحياتي والسلام .. وأنـــآ لا أستطيع الإبتعاد عنك
- وأنــآ لم أبتعد ولم أطلب منك الإبتعاد عني ولكن إن استمريتي معي على هذا الأسلوب
فتأكدي بأنك تجبريني على البعد .. فهذا الأسلوب أنــآ لا أحبه ياسلمـى ..
فانتي تريدين أن نتصل ونتوآصل ونتراسل بشكل يووومي ومستمر
وهذا غير منطقي ولا معقول .. فعدم إتصالي بك أو عدم ردي على رسالتك
لآيعني أبدا ً أنني متغير أو مبتعد عنك ..
- حاولت أن أشرح له معنى كلآمي ولكنه أسكتني وقال
لآ تكثري الحديث و هيا اغسلي وجهك واستعدي للمحاضرة فلا وقت لدينــآ ..
مضى الشاعر بدربه للمحاضرة ولم يكثرت لحديثي ولا لدموعي ..
/
\
رغم هذا .. فـأنا مازلت مع الشاعر في مغامرته
وما زلت ارغب بفوزه واتمنى له الصدارة في هذه المنــآفســـة
رغم إفتقادي للمـآل ذهبت للسوق لبيع خاتما ً صغيرا ً أمتلكه
منذ زمن من أبي ..فهو هدية منه في يوم تخرجي من الثانوية ..
بعت هديتي من أبي من أجل الشاعر .. أخذت المـآل وقسمته
للموآصلات و شراء بطاقات الرصيد لخط الهاتف ..
الليلة ستقام الحلقة الأخيرة من المسابقة .. ففيهــآ سيعلن أسم الفائز ..
فلم يتبقى من المشاركين غير أحمد وشاعر آخر ..
وبدأت بالإستعداد للخروج للأمسيـــة .. وكالعادة أخذت معي صورة أحمد وعلم الدولة
واتجهت للمكان الذي سيقام فيه الحفل النهائي .. وما أن دخلت لقاعة الحفل إلا ولفت إنتباهي عدم حضور رغد فـ شعرت بشيء من الفرح بعدم حضورهـآ .
وبدأت الأمسية و أعلن مقدمهـــآ أن هنــآك مفاجأة جميلة جدا ً
سنعلن عنهـــآ بعد الإعلان عن أسم الشاعر الفائز بهذه المسابقة الشعرية
تحمست وتحمس الجماهير لمعرفة هذه المفاجأة .. فكنت متلهفة لكشف الغطـآء عن أسم الفائز
وعن كشف غطـآء هذه المفاجأة التي تحدث عنهـآ معد ومقدم الحفل ..
/
\
دقات القلب مضطربة وقلقة جدا ً
والشاعر ومنافسه يقفا على خشبة المسرح .. ينتظرا إعلآن النتيجة
وأنــآ وعدد من الحضور رافعين صورة الشاعر والأعلام ونصرخ بأعلى صوتنآآآ ..
أحمد أحمد أحمد
وهناك حشد من الجماهير بالجهة المقابلة يرفعون صورة المتسابق الآخر ويصرخون بأسـمـــه ..
دقائق و أعلن مقدم الحقل عن إسم الفائز والفرحـــة تعدت أركــــان المسرح
وهز أسم الشـــآعر قلوب الحاضرين .. إنــــه الشاعر
أحــــمـــــــد ..
نال اللقب وفاز وتصدر على المجموعة
ونال الجائزة النقدية القيمـــة وسيارة آخر طراز ..
ودموعي تسيل من الفرح بشكل لايوصف .. كان حلم جميل أرآه يتحقق لي على أرض الوآقع
شعور جميل جدا ً أن تساهم بنجاح من تحب وتساعده بالوصول إلى القمـة
وتحفزه للصعود رغم كل الصعوبات وتسهل له كل الطرق التي ستؤدي إلى نجاحه وفوزه ..
دقائق مرت على إعلان النتجية .. والقاعة تعج بالأصوآت والفوضى ..
تقدم على المسرح معد ومقدم الحفل .. وطلب من الجمهور الهدوء والعودة إلى مقاعدهم
ومسك بيد أحمد وبارك له فوزه .. وكان أحمد مرتبكا ً رغم الفرح الذي يشع من عيونه
وسأله عن شعوره .. فأجــآب .. بأنه غير مصدق إلى الآن ..
وسأله إلى من تهدي هذا الفوز .. فأجــآب أهديه
إلى إنســـــانة أحببتها بقلبي وعقلي وروحي .. وأردت أن أجعل هذه المناسبة هي يوم إرتباطي بهـــآ كـ خطيب لها وزوجا فيما بعد
كان يتحدث وقلبي يكاد أن يخترق صدري
جف ريقي وعرق جبيني وكنت أنتظر أن ينادي بأسمـــي ..
لكنه أسترسل بحديثه وقال .. اليوم سيكون يوم إعلان فوزي وخطبتي لــ الأنســـة
رغد بنت بشير آل حافظ .. وسألبسهـــآ أمــــام كل الجماهير خاتم الخطوبة
وسأعلن إقتراني وإرتباطي بهــــــآ .. لحظــآت ويرفع السيتار عن رغد
لتدخل للمسرح بكامل أناقتها وجمالهــــــآ .. تعالت أصوآت التبريكـــــات والتهاني
وفتح صتدوق صغيرا ً به خاتم برآق .. اخذه وألبسهـــآ إيــــآه وقبل جبينهــــآ وأعطــــآه
بطاقة الجائزة النقدية التي اكتسبها من المسابقة وقال أن جائزته هذه ستكون هي مهر لهــآ ..
كل هذا حدث أمــــام عيني .. كل هذا حدث و أنــآ أنظر إليهم
رآح حبي من بين يدي وأصبح ملكا ً لغيري ..
علآقـــة إستمرت أربع سنوآت وفي النهاية يبتعد عني ليعلن خطوبته على صديقتي
من بعد ما جمعتهم ببعضهم وعرفتهم على بعضهم .. أي وجع هذا وأي حسرة ؟!
الجميع يهني.. يبارك.. يبتسم ..يسلم ..يحضن ..يصافح .. إلا أنـــآ على مقعدي
لا أستطيع الحرآك ولا حتى البكـــآء .. ولا الحديث
حاولت النهوض وشددت من أزري و مضيت بجسد هزيل حزين ..خطواتي تتعثر بالألم والأسف
وصلت إلى البيت ورميت بجسدي على فراشي الصغير .. وأنطلقت برحلة البكـــــآء
كل شيء بدآخلي يتألم .. كل شيء بحياتي تلاشى ومضى .. وتهيضت بقلبي كل الجرآح والأوجاع
كانت طعنـة كبيرة ماستطعت أن أتجاوزها .. سقطت من وعيي ودخلت في غيوببة لا أعلم شيئ عنها
ولم أفتح عيوني إلا على صوت الأجهزة الطبية .. والممرضــآت حولي ..
إنخافض حاد بالضغط وضيق بالتنفس وصداع يلف رأسي و يعمي بصيرتي عن كل شيء حولي
إلآ عن أحمد وما رأيته منه في ليلة طالما حلمت بها وانتظرتها و حفزته للوصول لها
بدأت دموعي بالإنهيـآر من جديد وبدأ الجرح بالنزف والأوجاع في قلبي تأن ..
وصورته مع رغد وهو يقبل جبينها تأبى أن تفارق خيالي .. يــآرب إرحمني
وألهمني النسيـآن لتصرفات أشخاص حرقوا قلبي بقدر حبي لهم ..
آآآآه ما أقصر الحب وما أطــــول النسيـــآن ..
/
\
يتبعـ