بعد توصلي الي هذه النتيجة المذهلة وهي ان العلاقة بين اليتم والابداع في اعلى حالاته اي الإنجاز العبقري يتعدى عامل الصدفة من خلال تلك الدراسة على عينة الخالدون المئة الواردة أسمائهم في كتاب مايكل هارت وترجمة انيس منصور وبنسبة 54% صرت امام معضلة اكتشاف الطريقة التي تؤثر فيها صدمة ومصيبة اليتم على الدماغ فيتحول صاحبه الي عبقري .
طبعا هناك قناعات مستمدة من التراث الديني واحيانا الاجتماعي تتصور ان اليتيم يأتيه مدد من الله دون تقديم تفسير لذلك المدد وكيف يتم.
وهنالك من يعتقد ان غياب الاب يعطي المجال للابن كي ينمو ويكبر ويتعلم دون وجود تأثير الاب عليه مما يمنحه الحرية لكي يحقق انجازات تميزه عن الاخرين.
وهناك من يعتقد ان المسالة لها علاقة بالسعي لتعويض الفقد والعصامية واكتساب الخبرة .
حتى ان البعض يعتقد بان اليتيم مكشوف عنه الحجاب اي لديه قدرات تبصرية كونه وكما يقال في المثل الشعبي " قاروط" وفي هذه التسمية اعتراف بامتلاك اليتيم قدرات فوق عادية وقد تكون خارقة احيانا.
وقد اختبرت شخصيا بعضا من هذه المواقف التي اتصور بانها كانت تبصرية خارقة وربما نتحدث عن تلك التجارب في مكان اخر.
لكن كل هذه التفسيرات الشعبية ولا حتى تلك التي جاء بها علما النفس مثل فرويد وحديثه عن الكبت وتفجر المكبوتات الي ابداع جمالي لم تقدم تفسير شافي للطريقة التي يعمل بها اليتم على صنع العبقرية.
وبالصدفة اطلعت على دراسة للدكتور السوري الجلبي المتخصص في الدراسات العلمية يتحدث فيها بتبسيط حول الطاقة البوزيترونة فربطت بين هذه الطاقة وزيادة نشاط الدماغ خاصة انه تحدث عن نجاح اطباء التشريح في استثمار هذه الطاقة في كشف خفايا الدماغ واسراره ...
وسوف اقص عليكم قصة هذه الطاقة العجيبة واللامحدودة واللانهائية في الحلقة القادمة ان شاء الله ...
لكن قبل ذلك السؤال هو هل يمكن الاعتماد بشكل كلي على نتائج دراسة واحدة للقول بان هناك علاقة بين اليتم والعبقرية خاصة اننا في تلك الدراسة نعتمد على البيانات الإحصائية ؟
دعونا نطلع على نتائج بعض الدراسات الاخرى التي أجريتها لاستكشاف العلاقة بين اليتم والعبقرية ...في المداخلة التالية ان شاء الله ...
...تابعوني ...
*