عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-12, 04:42 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
 عبدالرحمن منصور  
اللقب:
الــوجــــيه
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية عبدالرحمن منصور

بيانات العضو
التسجيل: 21-10-09
العضوية: 2
المواضيع: 194
المشاركات: 1803
المجموع: 1,997
بمعدل : 0.38 يوميا
آخر زيارة : 29-03-24
الجنس :  ذكر
الدولة : السعودية
نقاط التقييم: 20956
قوة التقييم: عبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond repute


كاتب الشهر فبراير 2012 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 2,703
وحصلتُ على 1,278 إعجاب في 552 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
عبدالرحمن منصور غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
المنتدى : دورة تذوق النص الأدبي
افتراضي المحاضرة الرابعة ( أركان النص الأدبي ) الركن الأول : الألفاظ والجمل والتراكيب



(( الــشــكــل ))

الركن الأول : الألفاظ والجمل والتراكيب

سنتكلم في هذه المحاضرة عن :
1- اهمية ودور الكلمات المفردة والجمل والتراكيب في النص الأدبي .
2- مقدمة نحوية مختصرة .
3- شروط صحة وفصاحة اللفظة المفردة بالنسبة لكاتب النص .
4- المعضلات التي ستواجهنا في قراءة النص الأدبي القديم .
5- الجمل والتراكيب .
6- التعقيد اللفظي .



1- اهمية ودور الكلمات المفردة والجمل والتراكيب في النص الأدبي .
الكلمات المفردة والجمل والتراكيب هي بمثابة الجسد للعمل الأدبي وثوبه الذي يكسوه
فإما أن يكون ثوبا جميلاً انيقاً قشيبا ،وإما أن يكون مهترئاً باليًا ممزقاً وقديما
لذلك يجب على الكاتب الحاذق أن ينتقي لنصه أجمل الكلمات والألفاظ وأفضل التعابير والجمل
فهي اللبنات التي يبنى منها النص ويأخذ شكله النهائي وأن تقوم هذه الألفاظ وهذه الجمل بأداء المعنى
بشكل متسلسل وصحيح إلى ذهن المتلقي بكل يسر وسهولة ،وأن تكون قادرة على حمل عاطفة الكاتب
وإيصالها إلى المتلقي من دون خلل أو تشويه
وعلى القارئ أن ينتقي النصوص ذات الجودة اللغوية العالية فبها يعتدلُ اللسان ويستقيم
وبها يتسعُ القاموس اللغوي لدى القارئي فيصبح كلامه فصيحاً جزلاً بلا تكلف أو تصنع



2- مقدمة نحوية مختصرة .
أعلم أن الكلمة في اللغة العربية لها ثلاثة اشكال :
فإما أن تكون حروف تدل على معنى مثل ( في ، على ، من ،عن ، نعم ،سوف ، إن وأخواتها ..... الخ)
أما حروف الهجاء المفردة مثل ( أ ، ع ، خ ، م ، د.....الخ ) فليس لها معنى في ذاتها وهي تسمى صوتاً ولا تسمى كلمة
وإما أن تكون اسماء مثل ( احمد ، سعد ، هذا ، هؤلاء ، الذي ، اللتي ،أنا ، هم ، متى ، أين ،هيهات ، صه ...... الخ )
وإما ان تكون أفعال مثل ( لعبَ ،يلعبُ ، العبْ ، كان وأخواتها.... الخ)
ومهما فتشت في أي نصٍ فلن تجد فيه إلا هذه الأنواع الثلاثة ( حرف ، اسم ، فعل )
وهذه الاشكال الثلاثة نسميها لفظة مفردة أو كلمة مفردة .
هذه الكلمات المفردة يمزجها الكاتب المبدع بطريقة فنية وينشي بينها علاقات بطريقة بلاغية فتتكون لديه جمل وتراكيب
تترابط هي ايضا فيما بينها بشكل متقن وبديع فيتكون لديه ما يسمى بالنص الأدبي

إذا النص الادبي مكون من كلمات مفرد ترتبط ببعض بطريقة فنية لتشكل لنا جملاً وتراكيباً هي التي تعطي للنص شكله النهائي
ودعونا أولاً نقف على الخصائص التي يجب توفرها في الكلمة المفردة بالنسبة لكاتب النص



3- شروط صحة وفصاحة اللفظة المفردة بالنسبة لكاتب النص .
1- أن تكون فصيحة غير عامية
2- أن لا تكون غريبة عن لغة العصر
3- أن لا تكون مبتذلة مستهلكة
4 - أن لا تكون غريبة عن بيئة الكاتب
5- أن تكون دقيقة في أداء المعنى
6- أن تكون مناسبة لعاطفة الكاتب ومعبرة عنها
7 - أن تسلم من الخطاء الإملائي

هذه الأمور لابد أن نراعيها جميعاً في كتابة النص سواءً أكان النص أدبياً أم غير أدبي ولكن هي في النص الأدبي أهم وألزم
وبما أن هذه الدورة لم يكن القصد منها كيف نكتب النص الأدبي ،وإنما القصد منها هو كيف نقرأ النص الأدبي ونتذوقه
فلن نتوقف عندها إلا لمن شاء أن نشرح له أي جزئية منها ،ولكن فضلت ذكرها لما أراهُ من كثرة الأخطاء التي نقع فيها في كتابتنا بشكل عام وفي كتابتنا الأبية على وجه الخصوص .



4- المعضلات التي ستواجهنا في قراءة النص الأدبي القديم .
لابد ان تضع في ذهنك ايها القارئ الكريم ،أن دراستنا ستكون محصورة في الأدب العربي القديم وهذه النصوص تفصل بيننا وبينها فترة زمنية طويلة
فسنواجه معضلتين في هذا الجانب :
المعضلة الأولى : هناك كثير من الألفاظ التي تلاشت واختفت ولم تعد تستخدم في عصرنا الحاضر ولن تعرف معناها الا بالرجوع لمعاجم اللغة
فأنت إن جَهِلتَ معنى اللفظة أو الكلمة المفردة فلن تستطيع أن تصل الى الفكرة الجزئية او الكلية للنص ولن تشعر بعاطفته ولن يحرك فيك وجدانك
فلابد إّذا من الرجوع إلى معاجم اللغة و شرح وتفسير معنى كل كلمة في النص الأدبي إذا استغلق عليك فهمها.
فلو أخذنا بيت الشاعر الشنفرى الذي يقول فيه :
إذا الأمعز الصون لاقى مناسمي *** تطاير منه قادح ومفلل
فما هو الأمعز وما هو الصوان والمنسم وكذا قادح ومفلل ...؟ جميعها كلمات أصبحت غريبة على عصرنا الحاضر
وأصبحنا جميعاً لا نعرف معناها إلا بالرجوع إلى المعجم اللغوي .. فكيف نفهم معنى هذا البيت قبل أن نفهم معنى كل كلمة فيه ..!!
ومن المعجم نأخذ معنى كل كلمة على حده
الأمعز : هو المكان الصلب كثير الحصى
الصوان : هو الحجارة الملساء
مناسمي : جمع منسم وهو خف البعير وشبه قدمه بخف البعير مجازاً
لأن كلمة منسم لا تطلق إلا على خف البعير في الأصل وليس على قدم الإنسان فاللفظة هنا مستعارة
القادح : الذي يقدح الشرر أو النار
مفلل : مكسر
إذا تعالوا نشرح البيت بعد أن فهمنا معنى كل كلمة فيه
فالشاعر يقول أنه إذا مشى أو جرى على الأرض الصلبة التي تكثر فيها الحصى
فإن الحجارة الملساء التي يدوس عليها حين يعدوا تتطاير من تحت قدميه لشدة سرعته
فيضرب بعضها بعضا فمنها ما يقدح منه الشرر ومنها ما يتكسر
الآن اتضح معنى البيت بشكل كامل وعرفنا أن الفكرة التي يحملها هذا البيت أن الشاعر يفخر بنفسه
ويصف لنا شدة بأسه وسرعته في العدْو لدرجة أن الحجارة تطير من تحت قدميه فيضرب بعضها بعضاً فيقدح منها الشرر أو تتكسر
فلابد لكل قارئ أن يدرك معنى كل كلمة في النص الذي يقرأهُ إدراكاً يساعده على فهم الفكرة الرئيسية للنص
وحتى في القرآن هناك كلمات قد تستغلق على افهامنا إن لم نعرف معناها من خلال كتب التفسير المشهورة
التي هي بدورها تستعين بالمعاجم لفهم معاني هذه الكلمات.

المعضلة الثانية : هناك ايضاً بعض الألفاظ التي كانت تستخدم في العصر الجاهلي ولازالت تستخدم حتى اليوم
ولكن معناها تغير وتحول عبر العصور ، فأصبحت اللفظة تدل في زمننا هذا على معنى مختلف عن المعنى الذي قصده الأديب أو الشاعر في زمانه .
فمثلاً قول علقمة الفحل : فإن تسألوني بالنساء فإنني *** عليمٌ بأدواء النساء طبيبُ
فهل علقمة الفحل كان اخصائي نساء و ولادة مثلاً ... لا
فكلمة طبيب في ذالك العصر هي بمعنى الخبير الماهر الحاذق في عمله ، بينما هي في زمننا هذا تدل على مهنة محددة ومعروفة
حتى في عصرنا الحاضر هناك كلمات تختلف من بلد إلى بلد ومن قطر إلى قطر ككلمة " عربية "
فجميع هذه الكلمات وغيرها كثير اختلف معناها وتبدل من عصر إلى عصر ومن بلد إلى بلد ومن قُطر إلى قُطر
فلابد أن نقرأ النص الأدبي ونفهمه بلغة كاتبه ولغة عصره الذي كتب فيه وليس بلغتنا نحنُ .
حتى في القرآن الكريم هناك مفردات لها معنى يختلف عن معناها في عصرنا الحاضر مثل كلمة " سيارة " و " مصانع "
سيارة في القرآن الكريم هي القافلة المكونة من عدد من الإبل التي ترتبط ببعضها وتسير في نسق محدد واصبح لهذه الكلمة معنى مختلف في عصرنا الحاضر
ومصانع في القرآن الكريم بمعنى القصور المشيدة ولها أيضاً معنى مختلف في عصرنا الحاضر ... وغيرها الكثير من الألفاظ
التي استخدمت منذ القدم ولازالت تستخدم حتى يومنا هذا ولكن معناها تبدل وتغير على مر العصور
فلابد من الرجوع إلى معاجم اللغة كي نتجاوز هاتين المعضلتين ونفهم النص بلغة عصره ولغة كاتبه



5- الجمل والتراكيب .
الكلمات المفردة تترابط مع بعضها بطريقة فنية مما ينتج عن ذلك جملاً وتراكيباً مختلفة متناسقة في نظمها
" فكل جملة هي في الأساس عبارة عن مجموعة من الكلمات المفردة والتي ارتبطت فيما بينها بطريقة فنية محكمة "
فأنت إن نجحت في اختيار الكلمة المفردة كما أوضحنا ذلك سابقاً فلابد أن تنجح أيضاً في ربط هذه المفردات ببعضها
كي تنشئ منها جملك وتراكيبك والتي هي بدورها ستنوب عنك في حمل تجربتك ومشاعرك وأحاسيسك للمتلقي

6- التعقيد اللفظي .
هناك عدة أمور يجب أن يراعيها كل كاتب لكي يكون نصه في غاية الجمال والكمال - والكمال لله وحده -
ولكي يصل المعنى الذي يقصده بكل يسر وسهولة للمتلقي
ولكن بما أن المقام لا يسمح بذكرها جميعاً ولان هذه الدورة مختصة بقراءة وتذوق النص الأدبي وحسب
فسأكتفي بذكر واحد فقط لأنه منتشر بشكل كبير خصوصا في أدب الشبكة العنكبوتية
مما يتسبب في ضياع فكرة النص ومُرادهِ ومقصده لدى المتلقي
هذا الخطأ يسمى في علم البلاغة ( بالتعقيد اللفظي )
والتعقيد اللفظي ينشأ بسبب خطأ في ترتيب الكلمات المفردة فيصبح الكلام معقدا فتضيع الفكرة او المعنى المقصود منه لدى المتلقي
إما بسبب التقديم أوالتأخير أو بسبب الفصل أو بسبب الحذف " إذا كان كل ذلك غير مبرر وبلا قرينة تدل عليه ".
فالتقديم والتأخير والفصل والحذف في الاساس وجه من أوجه بلاغة الكلام ولكن إذا جاء في مكانه الصحيح
وكان له ما يبرره أو كان له قرينة في السياق تدل عليه و لم يتسبب في ضياع أو تعقيد المعنى أو فساد العاطفة هنا يسمى فصاحة وبلاغة
أما إذا جاء بغير مبرر ومن دون قرينة تدل عليه وتسبب في ضياع المعنى المقصود من الكلام فهي ليست بلاغة وإنما هي كارثة

ومن أشهر الأمثلة على التعقيد اللفظي في الشعر بيت الفرزدق الذي يقول فيه : وما مثله في الناس إلا مملكا *** أبو أمه حي أبوه يقاربه
قرأت البيت وقرأت تفسيره بعد أن تم ترتيب الكلام بشكل منطقي ومتسق مع ذلك لم اعرف معناه لذلك لن أشرحه .

ولنأخذ مثالاً اسهل وأبسط يقرب لنا فكرة التعقيد اللفظي بشكل أفضل
( ما قرأ إلا واحداً محمد مع كتاباً أخيهِ ) هنا خلل واضح في ترتيب الكلمات " تعقيد لفظي " مما تسبب في ضياع المعنى المقصود
ولو رتبنا الكلام بشكل منطقي متسق ومتسلسل ستصبح الجملة واضحة لدى المتلقي وسيصبح معناها واضح جداً (ما قرأ محمدٌ مع أخيهِ إلا كتاباً واحداً )
هي نفس الكلمات المفردة في كلا المثالين ولكن حينما قدمنا وأخرنا وفصلنا بشكل غير منطقي ولا بلاغي ضاع معنى الجملة تماماً ، فيجب على من رام أن يَفْهَمَ ويُفَهِمُ أن لا يقع في هذا الخطأ الشائع في الكثير من النصوص

ولنأخذ نظرة سريعة في الإعجاز القرآني وفي بلاغته التي وصلت حد الكمال
في قوله تعالى :(( ولو أن قرءآناً سيرت به الجبال ،أو قطعت به الأرض ، أو كلم به الموتى ، بل لله الأمر جميعاً ))
هذه الآية حذف منها الجواب وتقديره " لكان هذا القرآن " بمعنى أن لو كان هناك قرآناً سيرت به الجبال وحركت من أماكنها أو قطعت به الأرض
أو كلم به الموتى فقاموا ونطقوا بعد موتهم لكان هذا القرآن الذي أنزل على محمد ... وحذف الجواب هنا أبلغ من ذكره ...
وهو معنى يدركه كل من يقرأ الآية حتى لو لم يتنبه لهذا الحذف ... فالمعنى لم يختل بعد الحذف بل أنه أصبح ابلغ
والحذف والإيجاز والتقديم والتأخير والفصل له أمثله كثيرة جدا في القرآن الكريم ولكنها جميعاً جاءت في منتهى البلاغة والفصاحة والبيان

فعلى الكاتب أن يراعي في نصه ترتيب الكلمات والجمل وأن لا يحذف ولا يضيف ولا يفصل ولا يقدم أو يؤخر بدون وجه حق
وعليه أن يراعي درجة الفهم والاستيعاب لدى المتلقي فهم درجات متفاوتة ، وعليه كذلك أن يضع المعنى أو الفكرة التي يريد إيصالها
إلى المتلقي نُصْبَ عينيه فهي أولى بالأهمية من أي شيء أخر فلابد أن تكون الفكرة واضحة ومتسلسلة تسلسلاً منطقياً بلا تعقيد أو تشويه .



وفي المحاضرة القادمة إن شاء الله سنتكلم عن الركن الثاني من أركان الأدب وهو :
(( الخيال ))
مع تذكيركم أن الركن الأول مع الركن الثاني ينتج عنه ما يسمى بـ "" الشكل ""
الألفاظ والجمل والتراكيب + الخيال = اللفظ أو الشكل



أترك لكم الصفحة على أمل قراءتها قراءة متفحصة ودقيقة ، وتكرار القراءة
فلازلت أاكد لكم أن القراءة الأولى قراءة استطلاعية فحسب ولن تجني منها الكثير

فإن وجدتم فائدة وصواب فردوه إلى الله وحده ، وإن وجدتم خطأ وقصور فردوه إلي ،

 

لا يسمح بنشر هذا الموضوع إلى المواقع الأخرى الا بذكر اسم صاحب الموضوع ومصدره الأصلي ../ الـموضـوع ://: : المحاضرة الرابعة ( أركان النص الأدبي ) الركن الأول : الألفاظ والجمل والتراكيب     -||-     المصدر : قطرات أدبية     -||-     الكاتب : عبدالرحمن منصور














عرض البوم صور عبدالرحمن منصور   رد مع اقتباس
10 أعضاء آرسلو آعجاب لـ عبدالرحمن منصور على المشاركة المفيدة: