عرض مشاركة واحدة
قديم 14-11-09, 01:00 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
 الخضيري  
اللقب:
:: شـاعـر ::
الرتبة:

بيانات العضو
التسجيل: 29-10-09
العضوية: 10
المواضيع: 268
المشاركات: 2192
المجموع: 2,460
بمعدل : 0.47 يوميا
آخر زيارة : 19-04-24
الجنس :  ذكر
الدولة : السعودية
نقاط التقييم: 5392
قوة التقييم: الخضيري has a reputation beyond reputeالخضيري has a reputation beyond reputeالخضيري has a reputation beyond reputeالخضيري has a reputation beyond reputeالخضيري has a reputation beyond reputeالخضيري has a reputation beyond reputeالخضيري has a reputation beyond reputeالخضيري has a reputation beyond reputeالخضيري has a reputation beyond reputeالخضيري has a reputation beyond reputeالخضيري has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 714
وحصلتُ على 496 إعجاب في 378 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
الخضيري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : الخضيري المنتدى : القسم الـعـام للمواضيع التي لاتنحصر تحت صنف معين
افتراضي

قصة 02))

سيدي‏..‏ أنا سيدة في بداية الثلاثينيات‏,‏ كنت متزوجة‏,‏ وكان لي ابن وابنة‏!..‏ نشأت في أسرة مكونة من أب ميسور الحال‏,‏ يشغل مركزا مرموقا‏,‏ ولكنه للأسف الشديد‏,‏ لم يكن يمثل لنا شيئا غير واجهة اجتماعية أمام الناس‏,‏ بالإضافة إلي تحمل مسئولية الإنفاق علي البيت بالطبع‏..‏ أما أمي فقد كانت هي صاحبة الكلمة الأولي والأخيرة علينا‏,‏ وعلي أبي‏,‏ ولا أعرف لماذا‏..‏ قد يكون لأن شخصيتها قوية‏,‏ ومتعجرفة‏,‏ ومغرورة‏!‏

كان لي أخ يكبرني بعامين‏,‏ وأخت تصغرني بثلاثة أعوام‏,‏ ومنذ صغرنا سيدي ونحن لانعرف غير أهل أمي‏,‏ نزورهم‏,‏ ويزوروننا‏,‏ أما أهل أبي فلا نعرفهم‏,‏ ولا نراهم سوي في المناسبات البعيدة جدا‏,‏ وكنا نسأل أمي عن ذلك‏,‏ فتقول لنا‏:‏ إنهم طمعانين في أبيكم‏,‏ ولا يعرفونه إلا لطلب الأموال‏,‏ أو لطلب مصلحة‏,‏ أو خدمة‏,‏ وكانت دائما تردد جملة لاتفارق لسانها‏:‏ أنا معايا القمر‏,‏ مالي أنا ومال النجوم بمعني أن معها أبي‏,‏ فلماذا تهتم بأهله؟‏!‏

كبرنا علي ذلك‏,‏ والتحقت بالجامعة‏,‏ وتقدم لخطبتي صديق أخي‏..‏ طبيب شاب‏,‏ له مستقبل كبير‏,‏ وكان حسب تعبيره هيموت من أجل الارتباط بي‏,‏ فقد كنت حلم حياته‏..‏ فهو من أسرة بسيطة‏,‏ والده رجل مكافح‏,‏ تعب حتي أصبح ابنه دكتور أد الدنيا‏,‏ مثلما كان يقول‏,‏ وهو وحيد علي بنات ثلاث‏,‏ علي وشك الزواج‏..‏ ووافقت علي الخطبة‏,‏ أنا وأبي‏,‏ بعد موافقة أمي بالطبع‏,‏ وتم الزفاف بعد أن نفذ زوجي كل طلبات أمي‏,‏ من شبكة وشقة وأثاث‏!!‏

سيدي‏..‏ منذ اليوم الأول لزواجي‏,‏ حاولت أن أبعد زوجي عن أهله‏,‏ فكنت أشعر بأنهم ناس بسطاء جدا‏,‏ ميشرفوش في أي مناسبة‏,‏ مثلما كانت تقول أمي‏,‏ فكنت أقابلهم بفتور عندما يزوروننا‏,‏ حتي لايكرروا الزيارة‏,‏ بينما كنت أتبادل الزيارات يوميا مع أهلي‏,‏ وكان زوجي يرافقني فيها بكل حب وكرم‏..‏ وقد كنت أتحجج عندما يطلب مني الذهاب معه لزيارة أهله‏,‏ مع أني لم أسمع‏,‏ أو أر منهم أي سوء طوال فترة زواجي‏,‏ أو بعدها‏,‏ وكنت أقول ذلك لأمي‏,‏ فكانت تردد جملتها الشهيرة‏:‏ أنت معاك القمر‏,‏ مالك ومال النجوم‏,‏ فأهله طمعانين فيه‏,‏ ويريدون منه الانفاق عليهم‏!!‏

رزقني الله ببنت وولد‏,‏ ولا أستطيع أن أصف لك سيدي مدي سعادة زوجي بهما‏,‏ فكان يقول لي دائما إنهما كل حياته‏,‏ وروحه متعلقة بهما‏,‏ ولا يتحمل فراقهما‏,‏ ولو ساعة واحدة‏...‏ وفي يوم من أيام شهر رمضان طلب مني زوجي أن أجهز إفطارا‏,‏ لأن أخته وخطيبها‏,‏ ووالديه سيحضرون معه لتناول الإفطار عندنا‏,‏ وكنت حينها سمعت أن زوجي هو الذي سيتولي مصاريف جهاز أخته‏,‏ فوالده لايمكنه تحمل هذه المصاريف‏,‏ وعندما حضروا قبل الإفطار بساعة‏,‏ فوجئ زوجي بأنني لم أجهز أي طعام للإفطار‏,‏ فأصيب بحرج شديد‏,‏ وعلي الفور طلب إفطارا من أحد المطاعم‏,‏ ولم يشعرهم بشيء‏,‏ وتظاهر بأني مريضة‏,‏ وتناولوا الإفطار‏,‏ ثم انصرفوا‏,‏ ودخل علي زوجي حجرتي‏,‏ وهو ثائر جدا‏,‏ وتشاجر معي‏,‏ وقال لي كيف أضعه في هذا الموقف المحرج‏,‏ وأخبرني أنه تحملني كثيرا‏,‏ ولكن عند الإهانة لم تعد لديه طاقة‏..‏ أخبرته بما سمعته عن تحمله نفقات جهاز أخته‏,‏ فتخيلت أنه سينكر‏,‏ ولكني وجدته يقول لي نعم‏..‏ إني أنفق علي أهلي‏,‏ وسوف أجهز أختي‏,‏ ليس هي فقط‏,‏ بل اخواتي الثلاث‏,‏ فقد تعب والدي حتي أصبح هكذا‏,‏ ولن أتخلي عنه في يوم من الأيام حتي لو خلعت هدومي‏,‏ وأعطيتها له‏..‏ ل
م أتمالك نفسي ساعتها‏,‏ وتطاولت عليه‏,‏ فصفعني علي وجهي‏,‏ وأحسست أن الأرض تنهار من تحتي‏,‏ صعقت لما حدث منه‏,‏ فقد كان كالبركان الثائر‏,‏ أخذت أولادي‏,‏ وتركت البيت‏,‏ وذهبت إلي منزل أمي‏!!‏

كالمعتاد‏,‏ ثارت أمي‏,‏ وتوعدته بالويل‏,‏ والبهدلة لما فعله معي‏,‏ ولكن زوجي عندما هدأت أعصابه حضر إلي‏,‏ واعتذر‏,‏ وطلب مني العودة‏,‏ فما كان من أمي إلا أن أعطته الواجب وزيادة‏,‏ فأعطاني فرصة للتفكير‏,‏ فطلبت منه أمي كتابة قطعة أرض ملكه باسمي‏,‏ وأن يضع باسمي مبلغا في البنك‏..‏ و‏...‏ و‏...‏ و‏,‏ فرفض زوجي الاستبداد بهذه الصورة‏,‏ وطلب مني ألا نشرك أحدا في مشاكلنا‏,‏ ولكني عاندت‏,‏ وركبت رأسي‏,‏ وازدادت المشاكل‏,‏ وطلبت الطلاق‏,‏ فرفض‏..‏ فألححت في الطلب‏,‏ ثم سعيت لرفع قضية خلع‏,‏ وما إن علم بذلك‏,‏ حتي أسرع وطلقني في هدوء‏,‏ وترك لي الشقة وأعطاني مؤخر الصداق‏,‏ والنفقة‏,‏ وكل مستحقاتي وزيادة‏,‏ واشتطت أنا غضبا‏,‏ فكيف يطلقني وأنا اللي كان هيموت عليها‏,‏ كيف يطلق بنت الحسب والنسب‏,‏ أين الحب‏,‏ والأولاد؟‏!‏ لم أكن أتخيل أن يملك الجرأة يوما ليفعلها‏!..‏ حرمته من رؤية ولديه‏,‏ وأنا أعرف أنهما نقطة ضعفه‏,‏ وبعد معاناة منه‏,‏ وفشله في كل المحاولات‏,‏ حكمت له المحكمة برؤيتهما يوما في الأسبوع بالنادي‏,‏ فكنت أتعمد فعل أي شيء لكي أمنعهم عن رؤيته‏!!‏

ظللنا سيدي علي هذه الحال‏,‏ حتي علمت أنه علي وشك خطبة طبيبة‏,‏ وأستاذة معه في الجامعة‏,‏ فقامت ثورتي‏,‏ وذهبت له في عمله‏,‏ وتطاولت عليه‏,‏ فقال لي إنه كان يحبني وانني الذي أضعت هذا الحب من قلبه‏,‏ حتي أصبح الآن لا يطيق رؤيتي‏,‏ لما أفعله معه‏,‏ ولما سببته له من فضائح‏,‏ تركته وانصرفت بعد أن أحسست أني قد فقدت حبه واحترامه‏,‏ إلي أن جاء اليوم الموعود‏!!‏

في يوم عيد ميلاد ابني دق جرس الباب‏,‏ فوجدته هو‏,‏ وقد حمل هدية لابني بين يديه‏,‏ فرفضت دخوله‏,‏ ومنعته من رؤية طفليه‏,‏ وصاح أخي وهم بالسماح له بالدخول‏,‏ إلا أنه لم يصمد أمام إصرارنا‏,‏ أنا وأمي‏,‏ علي طرده وتوبيخه‏,‏ وبكي ساعتها ابناي‏,‏ وطلبا الذهاب مع أبيهما فأدخلتهما حجرتهما‏,‏ وطردته‏,‏ فخرج‏,‏ وترك هدية ابنه‏,‏ وهو يقول‏:‏ حسبي الله ونعم الوكيل‏,‏ لقد أردت أن تكون هذه آخر محاولة معك‏,‏ ولكنك كما أنت‏,‏ ولا ندم علي أي شيء أفعله بعد ذلك‏,‏ وبعد أن خرج تشاجر أخي معي أنا وأمي‏,‏ وأثناء الشجار دخل ابني البلكونة دون أن ندري‏,‏ ونادي علي أبيه‏,‏ وما إن نظر إليه أبوه‏,‏ إلا واختل توازنه‏,‏ وسقط من الدور الرابع‏,‏ وصدمنا نحن بصوت الارتطام والصياح في الشارع‏!!‏












عرض البوم صور الخضيري