[نسيان]

هذي القلاع بكل مجد تنطق ** حتى الحصى فيها يضيء و يشرق
يتلفت التاريخ في ارجائها **جذلا فيثلمه الفخار المعرق
(سلمان) شيدها على هام الذرا** و الخيل تصهل و الأسنة تبرق
رد الغزاة عن الثغور فاصبحت** بحماة فوق النيرِّات تحلق
الفاتح المغوار علمك الوغى ** ما في الجهاد تريث وترفق
فطلعت للهيجاء تبصر علمه** شعث الرؤس يهاب منها الفيلق
من كل ندب في يديه طمرة** طوع الاعنة او حصان أبلق
يا قائد الابطال ذكرك عاطر **وعلى قلاعك من جلالك رونق
اني ارى التاريخ عاد فاصبحت** منه البيارق في المعارك تخفق
و الذكريات تكاد ترجع للفتى** صورا من الماضي تغيب وتشرق
يتمثل الابطال فيها و اللظى **يشوي مقاديم الكماة ويحرق
خاضوا البحار وما دروا بعبابها** والهول جاث والحِمام يحدّق
لله ابطال تعالى مجدهم** مثل الضواري غابهم لا يطرق
كم روضوا بالسيف كل محارب** حتى رأى ما كان منه يفرق
(سلمان )هذا اليوم تذكرك العلا ما شدت لا يفنى ولا هو يخلق
تتجدد الدنيا وحصنك شاهد ** وبه الرفاع فخورة تتمنطق
قدت الجياد ففزت في حلباتها ** بالسبق والقرم المحنك يسبق
(عيسى ) اعاد الى القلاع جلالها و الحر يوفي بالعهود و يصدق
عادت لنا كل القلاع منيعة **تعلو على قرن الشموس وتسمق
اما عرينك في الرفاع فاصبحت ** شماء ينطحها السحاب فيطرق
ابدا تطل عليك فهي وفية ** من فوقها يرنو اليك البيرق
ورأيت رمسك تحتها متدثرا ** بالمكرمات و بالمروءة يعبق
قبر تظلله العلا بوقارها **فالقلب يخشع و الحناجر تشرق
قد حفه زهر الربيع ونشره **ينثال بالنفحات ساعة يورق
فاذا راه العابرون ترحموا** لرفات قرم طاب منه المنطق
قرم توسد في التراب يمينه **والسيف يغمد في القراب و يُمشق
قد نام من بعد المعارك هانئا** بجوار رب بالبرية يشفق
هذه هي الدنيا نمر بارضها **ونروح عنها و البقية تلحق
فاذا اردت الكشف عنها مرة **يأتيك باب بالسرائر مغلق

الشيخ //احمد بن محمد آلخليفة

ولد بقرية الجسرة العام 1929.- انتقل الى قرية الزلاق وعمره ثلاث سنوات لينشأ ويعيش طفولته وصباه هناك حتى العام 1951م وحين بلغ ال 23 من العمر انتقل الى القضيبية بالمنامة ليبدأ من هناك اولى مراحل عمره الأدبي.
- درس حتى المرحلة الثانوية العامة وتلقى دروسا فى اللغة العربيةعلى أيدي بعض العلماء في البحرين.
- يعتبر من طليعة شعراءالبحرين المعاصرين الذين خلدوا البيئة وحوادث المجتمع في قصائد انشادشعري رائع.
- أصدر عددا من الدواوين الشعرية منها ثلاث مجموعات فى ديوان واحد باسم «العناقيد الاربعة» و«القمر والنخيل» و«بقايا الغدران» و «غيوم في الصيف» و«هجير وسراب».
- كتب الشعر منذ وقت مبكر من حياته ونشر بواكير نتاجه الشعري في مجلة «المستمع العربي» التي كانت تصدر من لندن أثناء الحرب العالمية الثانية وذلك في عدد نوفمبر/تشرين الأول العام 1951م كما نشر مجموعة من قصائده في مجلة «المجتمع العربي» المصرية ثم فى الصحف المحلية مثل صوت البحرين والقافلة والخميلة حتى اصدر ديوانه أغاني البحرين العام 1955.
- كانت البيئة دائما وما تمثله من تجارب ودروس من أجل الحياة تمثل المادة الخصبة لشعره وترجم ذلك فى أشعاره المميزة عن تجربة الغوص وقصائد الطبيعة في اطار شعراء الرومانسية الذين يدعون الى الانطلاق في احضان الطبيعة ومؤاخاتها في جو خيالى معبر.
- يعتبره الكثيرون من الشعراء بأنه يمثل الجانب المحافظ والتقليدي في البحرين فهو على رغم التيارات الأدبية الجديدة بالنسبة إلى عمود الشعر وموضوعات بقي محافظا على القديم وهي صفة تعد دليلا على مقدرته الأدبية