كثيرا ما أصادفها في منامي، هي امرأة وكأنّها انعكاسي في مرآتي. لكنّها تبدو كنسخةٍ أكثر جمالا بأشواطٍ كبيرة، طاغية الجمال هو وصفٌ مناسب لها، عيناها قاتلتان، وفمها ساحر.
أمّا شعرها! حسنا، لنقل أنّه يلخّص أحلام كلّ امرأة. لها من الطّول ما يلفت إليها النّظر، تتثنّى حين تمشي، وتتموضع حين تقف.
فيها مِسحةٌ من حزنٍ هادئ، لكنّها شرّ مركّز ! ولستُ أدري إن كنتُ أراها جميلةً لأنّها شريرة، أم أنّي أراها شريرة لأنّها جميلة!
باللغة المحلّية يدعونها قرينة. يُشاع عنها أقاويلً السّوء. لكنّي أحبّ قرينتي، كلّما رأيتها تَحوّل الحُلُم إلى مغامرة، تفتح لي أسواقا قديمة، و تسحبني إلى بيوتٍ غير مسكونة.
أدور معها في مدنٍ آسرة، و نجولُ الممرّات الضيّقة، والأحياء الهادئة.
أنا أحبّها، لكن يعلم الله كم أخاف منها. لا أجد توصيفا لانطباعاتي حين أستيقظ من حلم كانت فيه، قلبٌ مضطّرب، وعقلٌ تائه، وتفكيرٌ ضبابيّ، لكن يُغلّف ذلك كلّه قشرةٌ من المتعة!