عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-25, 02:51 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
 نَبْضُ العَافِية  
اللقب:
:: قلم جديد ::
الرتبة:

بيانات العضو
التسجيل: 14-10-25
العضوية: 1221
المواضيع: 10
المشاركات: 1
المجموع: 11
بمعدل : 0.43 يوميا
آخر زيارة : 08-11-25
الجنس :  الجنس
نقاط التقييم: 20
قوة التقييم: نَبْضُ العَافِية is on a distinguished road

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 0
تلقي آعجاب مرة واحدة في مشاركة واحدة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
نَبْضُ العَافِية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
المنتدى : القسم الـعـام للمواضيع التي لاتنحصر تحت صنف معين
افتراضي وعاجزُ الرأي مِضياعٌ لفرصته...

بسم الله الرّحمن الرّحيم




وعاجزُ الرأي مِضياعٌ لفرصته...







من الآفات الخفية العامة أن يكون العبد في نعمة أنعمَ الله بها عليه واختارها له، فَيمَلُّها العبدُ ويطلب الانتقال منها إلى ما يزعم لجهله أنه خيرٌ له منها، وربُّه برحمته لا يُخرِجه من تلك النعمة ويَعذره بجهله وسوء اختياره لنفسه، حتى إذا ضاق ذرعًا بتلك النعمة وسَخِطَها وتبرَّمَ بها واستحكم مَللُه لها سَلَبه الله إياها؛ فإذا انتقل إلى ما طلبه، ورأى التفاوت بين ما كان فيه وما صار إليه؛ اشتدَّ قلقُه وندمه وطلبَ العودة إلى ما كان فيه.
فإذا أراد الله بعبده خيرًا ورشدًا أشهدَه أن ما هو فيه نعمة من نعمه عليه ورَضَّاهُ به وأوزعَه شكره عليه؛ فإذا حدَّثتْه نفسُه بالانتقال عنه استخار ربَّه استخارةَ جاهلٍ بمصلحته عاجزٍ عنها مُفوِّضٍ إلى الله طالبٍ منه حسنَ اختياره له.
وليس على العبد أضرُّ من مَلَلِه لنعم الله؛ فإنه لا يراها نعمة ولا يشكره عليها ولا يفرح بها، بل يَسخَطها ويشكوها ويعدُّها مصيبةً، هذا وهي من أعظم نعم الله عليه.
فأكثر الناس أعداءُ نِعَمِ الله عليهم، ولا يَشعُرون بفتح الله عليهم نِعمَه، وهم مجتهدون في دفعها وردَّها جهلًا وظلمًا؛ فكم سَعَتْ إلى أحدهم من نعمةٍ وهو ساعٍ في ردِّها بجهده! وكم وصلتْ إليه وهو ساعٍ في دفعها وزوالها بظلمه وجهله!
قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الأنفال: 53].
وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11].
فليس للنعم أعدى من نفس العبد؛ فهو مع عدوه ظهير على نفسه، فعدوه يطرح النارَ في نعمه وهو ينفخ فيها؛ فهو الذي مكَّنه من طرح النارِ ثم أعانهُ بالنفخ؛ فإذا اشتد ضرامُها استغاثَ من الحريق، وكان غايته معاتبة الأقدار:

وعاجزُ الرأي مِضياعٌ لفرصته
حتَّى إذا فاتَ أمرٌ عاتبَ القدرا




[الفوائد - ط عطاءات العلم (1/ 261 - 264)]


المصدر: موقع الإمام ابن القيم رحمه الله
















 

لا يسمح بنشر هذا الموضوع إلى المواقع الأخرى الا بذكر اسم صاحب الموضوع ومصدره الأصلي ../ الـموضـوع ://: : وعاجزُ الرأي مِضياعٌ لفرصته...     -||-     المصدر : قطرات أدبية     -||-     الكاتب : نَبْضُ العَافِية












توقيع : نَبْضُ العَافِية




الكتابة راحةٌ للنفس وعلمٌ للعقل ورسالة تُؤَدَّى بأمانة




عرض البوم صور نَبْضُ العَافِية   رد مع اقتباس