" 341 "
أعلم حقأ
أني أكتب في مكانٍ بعيد قصي قديمِ عتيق
لم تطأه قدم منذ سنين طويلة إلا قلة من العابرين المستعجلين
أعلم حقأ
أني أكتب ما لن يقرأه أحد غيري ولن تراه عين غير عيني
اكتب كي أقرأ .... وأقرأ كي أكتب من جديد ... في دائرة مفرغة أنا القطر فيها والمحيط
فأنا الكاتب والقارئ أنا الممثل الوحيد على الخشبة و أنا المخرج و الجمهور
لو مددت كفي اليمين لما وجدتُ يدأ تصافحها غير كفي الشمال
ولو ناديت لما أجابني غير الصدى .. فراغ رهيب يمتد على طول المدى
وكأني أسقط في ثقب دودي قد يكون بلا نهاية أو قد يكون المنفذ الوحيد لكون آخر وعالم جديد
غير أن هذا الخواء وهذا الفراغ يمنحني شيء من الطمأنينة ويحررني من بعض القيود
دون أن أخشى على قلبي تعاطف المتعاطفين أو شماتة الشامتين
كي استدرج قلبي قليلاً قليلا
واحدثه عن يقيني برجوعك وشكي
كي يقول ويحكي عن عيونك وعنكِ
كي يبوح ويشكي من غيابك ومنكِ
ثم يرتمي بين أحضاني ويبكي
ومع الوقت سوف ينساكِ و يرجع
مثلما كان قبل أن يعرفكِ ملكي
/
\
/
الوجيه