" 327 "
لو أجرينا دراسة على سكان كوكب الأرض وكل كواكب المجموعة الشمسية وطرحنا عليهم هذا السؤال " ماهي أسوأ صفة فيك .؟"
خذها مني وصدقني من الآن 99.99 جوابهم سيكون " طيبة قلبي " فليس فيهم كذاب ولا غشاش ولا خائن ولا سارق ولا مخادع
كل ما فيهم وأسوأ ما فيهم طيبة القلب باقي تكة بسيطة ويكون جميعهم أنبياء منزهين أو ملائكة أبرار، والحقيقة التي لا شك فيها
أن كثيراً من الناس يجهل حقيقة نفسه أكثر من أي شيء أخر لان أغلبهم انطلق من خارج ذاته وليس من داخلها،
فهو لا يرى العالم من خلال ذاته بل يرى ذاته من خلال العالم و الدليل هو ما يحدث في وسائل التواصل والإسفاف المتناهي والمقزز
والبحث عن الشهرة مقابل بيع أي شيء وكل شيء ... فليس هناك ما هو غير قابل للبيع في هذا العالم السفلي إطلاقاً لا دين ولا مبادئي أو أخلاق،
فلا شيخ يمنعه وقاره ولا رجل تمنعه مروءته ولا انثى يردعها الخجل والحياء - كل شيء يباع وبالعلن واللي ما يشتري يتفرج بالمجان
وكلهم لو طرحت عليهم نفس السؤال سيكررون عليك نفس الجواب أسوء ما فيهم طيبة قلوبهم وهم لا يدرون أنهم تجاوزوا السوء بسنين ضوئية بعيدة،
هذا ونحن لازلنا نخطو خطوتنا الأولى في عالم الذكاء الصناعي الذي سينقلنا بعد فترة ليست بالطويلة من عالم إلى عالم جديد ومختلف،
فما مصير الأخلاق والقيم والأديان والإنسانية في ذلك العالم القادم - الله أعلم - ولكن الواقع لا يبشر بخير، فقد تتطور تقنية الهلقرام
أو تقنية أخرى مشابهة لها أو أحدث منها وتدخل كل بيت فبدل أن تراني في شاشة جوالك الصغيرة تجدني اجلس بقربك أو على سفرة طعامك،
بكامل حجمي ونفس مقاسي الطبيعي وشكلي ولوني ولو حبيت أمزح معاك استخدم فلتر يحولني لأسد يزأر حولك او لعصفور صغير يحط فوق كفك،
هذا ولازالت مراكز الأبحاث العلمية تفشل حتى الآن في انتاج الحوسبة الكمية التي لو نجحت فيها وتم دمجها مع الذكاء الصناعي
لا استغرب لو انتجت لنا مخلوقات جديدة أو حولتنا إلى مخلوقات جديدة، وأصبح كما هناك جوالات ذكية وسيارات ذكية وطائرات ذكية
يصبح هناك مخلوقات ذكية ومخلوقات لازالت بدائية، مخلوقات بشرية ومخلوقات غير بشرية.
ما يطمن القلب ويربت عليه أن هذا العالم بكل احداثه المجنونة المتسارعة وتقنياته المتطورة الهائلة،
لن تخرج عن قدرة الله ومشيئته ولو بمقدار ذرة...،،،
/
\
/
الوجيه