" 323 "
في رواية " بلميرا " للكاتب " هيجولا "
في الفصل الأخير الذي بدأت منه الرواية يقول بطل الرواية :
"في الليلة الأولى وفي مطلع فصل الربيع وبشكل غريب ومفاجئ نبتت في زاوية مظلمة من حديقتي الصغيرة زهرة توليب حمراء
لم تنبت كما تنبت بقية الأزهار فقد نبتت بلا مقدمات وكأنها نطفة سقطت من صلب السماء إلى رحم الأرض
نبتت ذابلة وكأنها اختارت أن تبدأ من النهاية. - ألم أقل أنها نبتت بلا مقدمات - هذا ما حدث في ذلك الوقت من العام.
فور رؤيتها علمتُ أنها تلك الوردة التي اختفت من حديقتي منذ عشرة أعوام، لم تكن بخير فقد بدت عليها كل مظاهر القسوة و الذبول
عارية إلا من بعض الأوراق المهترئة الجافة التي تواري بها ساقها النحيل و أزهارها الذابلة باهتة لا لون لها ولا رائحة غير رائحة الجرح الذي ينزف أسفل خاصرتها النحيلة
المحاصرة بشباك عنكبوت أسود يغرس أنيابه في جذعها العاري ويلف شباكه حول ساقها النحيل
وذباب أزرق يطير فوق أوراقها الذابلة يمتص من فوق بتلاتها أخر قطرات الندى المتساقطة من أطرافها "
تستمر الرواية في سرد أحداث كل ليلة من لياليها الخمس والستون بعد المئة الثالثة
وفي الليلة الأخيرة وبشكل مفاجئ تموت الرواية ليسقط أبطالها متناثرين منها على المنضدة الخشبية
تائهين حائرين بلا زمان ولا مكان ولا حوار ولا حكاية.
هكذا تموت الحكايا ......
هكذا تموت الحكايا ......
/
\
/
الوجيه