" دعيني "
دعيني ...
من هذا البكاء دعيني
فما بالدموع ستـخدعيني
جراحكِ لا تمت لخنجري
و دماكِ لا تعنيني
دعيني ...
من هذا الهراء دعيني
فرجاك لن يجدي
و رجوعك الآن لن يثنيني
فلدي من الأسى
ما زاد عن حدي
و ما يكفيني
ولئن نجوت من نار
شكي المعربد في دمي
فمن بالله من نار
الحقيقة واليقين يقيني
قد كنتِ يوماً
انبثاق مشاعري
و انهمار مودتي
وانفجار حنيني
قد كنت أقرب
من دمعة مقلتي
و أقرب لخافقي
من حبال وتيني
و كنتِ كعبة قلبي
في الهوى وقبلتي
ورحيق أيامي
وأتلاق سنيني
لكن لم تنصتي لمشاعري
أو تسمعين لآهتي وأنيني
فاليوم غيبي وارحلي
ولتبعدي ودعيني
قد جف شرياني
و انطفى قنديلي
وتبخرت أحلام مائي
من جدولي ومعيني
فما عاد عندي
في الهوى ما يرويك
وما عاد فيه ما يشجيني
/
\
/
دعيني...
ألملم مني
بقايا الحنين
ونبض الرفات
فلا حب عندي
ولا أمنيات
فلم يبق مني
غير الفتات
فديت عيونك
وفيض دموعك
وحمرة خدك
وتلك الشفاة
دعيني ...
اسيرُ وحيداً
في درب الضياع
و ليل الشتات
فلا العمر يكفي
ولا النبض يكفي
لأعبر معكِ
جميع الدروب
و كل الجهات
فهذا فؤادي طعنه الثقات
وهذي دمائي سفكها القساة
وهذي دياري هجرها الجفاة
وهذي عيوني قلاها السبات
وصدق وعودي طواها الممات
ونزف حروفي نسته اللغات
وعشقي العظيم نعته الحياة
فلا حلم عندي ولا أمنيات
ولا حب وردي ولا أغنيات
ولا الشوق يجدي ولا الحسرات
فإني شظايا لحلم تولى وفات
وإني بقايا لعشق تركني ومات
ولم يبق منه سوى الذكريات
فإين المفر منها وكيف النجاة...!؟
/
\
/
الوجيه