" 242 "
يقول الكاتب الفرنسي جورج دي بوفون:" الأسلوب هو الرجل"
أما أنا فأقول: " الحب هو الرجل"
فلولا عنترة لما عرفنا عبلة، ولولا قيس لما عرفنا ليلى، ولولا جميل لما عرفنا بثينة، ولولا كُثير لما عرفنا عزة،
ولولا توبة لما عرفنا ليلى الأخيلية، ولولا ابن زيدون لما عرفنا ولادة بنت المستكفي، وغيرهم كثير.
فالرجل هو من يوجد الحب من ثم يكتبه ليكسبه صفة الخلود.
قد يقول البعض: جميع هؤلاء شعراء يستطيعون أن يعبروا عن هذا الحب ويكتبوا تاريخه من خلال قصائدهم التي حفظها لنا الزمن.!
والذي قد لا يعلمه البعض أن حتى هؤلاء المعشوقات أو المحبوبات كان من بينهن شاعرات، مثل بثينة و ليلى الأخيلية و ولادة بنت المستكفي
فهل هؤلاء الشاعرات العاشقات والمعشوقات كتبن الخلود لأنفسهن في كتب التراث التي وصلت إلينا من خلال قصائدهن، أم من خلال قصائد عشاقهن.؟
ومن المؤكد أنها الثانية وليست الأولى، أي: من خلال قصائد عشاقهن.
فالأنثى لا تستطيع أن تكتب ذاتها إن لم يكتبها رجل، وهي كذلك لا تصنع الحب لكنه حتماً سيُهدى إليها.
وقد يكون سر ذلك أن رقة الأنثى تكمن في جسدها وحسب، بينما رقة الرجل تكمن في روحه وشعوره، والجسد أداة والروح جوهر.
الجسد هو تلك الكلمات المنمقة العذبة الجميلة التي تراها عيوننا، بينما الروح هي المعنى الذي يسكن في أذهاننا ويجعل لتلك الكلمات معنى،
فالكلمات مهما كان فيها من رقة وعذوبة ورشاقة إن لم يكن لها معنى ستبقى مجرد هرطقات وطلاسم لا أكثر.
/
\
/
الوجيه