(كل الصيادين كذابون!)
اعتادت أمها أن تسمعها ذات العبارة كلما همت بالخروج من البيت ذات مساء.
(كل الصيادين كذابون!)
عجيب هو أمر الأمهات، لهن طريقة مبهمة في الإرشاد.
خرجت ترافق الشمس في مشوار المساء، و البحر هادئ على غير العادة، كشيخ أكل الزمن عظامه فانحنى
مال البحر اليوم حزين يا شمس..؟
كان وجه الشمس مكفهرا،معفرا ببعض الغيم و هي تلوح لها بآخر شعاع أرجواني و تعانق حزن البحر،و تنام!
كان هو متكئا على صخرة صغيرة، يسترق إليها النظرات في لؤم لم تره و لم تنتبه إليه لكن ما لفت انتباهها دفق حزنه الذي ترجمه في أنات صغيرة متقطعة و مكتومة.
راعها هذا النحيب المكتوم ، اتجهت نحوه، و بيد من رحمة و براءة سألته..ما بك؟
لم البكاء؟
رقص قلبه و لمعت عيناه... لكن صوته ما يزال متكسرا!،لا مكسورا!
قال... ابتلع البحر جميع مراكبي...و أنا فقير ،ليس لي رفيق و لا مأوى!
فاض قلبها حنانا و إنسانية... و هي تضم إليها عوزه و حزنه ،و قالت له... أنا أمنحك المراكب و أنا الرفيق
تهللت روحه ،فقد صدقته!
كانت الشمس قد سحبت معها آخر ضوء و كأنها تبكي عليها،و البحر يهز موجه في تمتمة الملح و يلوح بآخر شراع استقام للريح و يقول... (كل الصيادين كذابون!)
....
الآن...
في انتظار التحديث الأخير
و يد اللغة تعمل
جنبا إلى جنب مع يد القص
.
.