تقدم تيم من والده بحركةٍ لا ارادية واحتضنه من الخلف طالبا منه الهدوء هنا تعالى صوت الشقيق الأكبر غاضباً: ماذا أرى هل نسيت اتفاقنا قلت لك اما زواج نجمة من مضر أو تنسى أمر حِصتك من شراكتنا .
حدق في وجه أخيه واجماً وقد استعاد وجه احد اصدقائه المقربين حيث نصحه مبتسماً( الرزق على الله ليس عدلاً أن تزوج نجمة الفتاة العفيفة من ذئبٍ جائعٍ لا يتورع عن نهش أعراض الناس الرزق الحقيقي يا صديقي هو ذاك الفتى الذي تربى على يدك فهو رجلٌ بالفطرة كما أنك أحسنت تربيته فكر جيداً قبل أن تخسر ما لن تعوضه أموال الدنيا مجتمعة.)
أما تيم فقد أدرك أخيراً أي ضغطٍ وقع على والده فرفع رأسه للسماء يطلب في سره من الله مدداً وقوة فالتقطت عيناه حركة مريبة خلف احد النوافذ تراها أكانت نجمة هل تراقب رحيله الأخير بكل هذا الصمت المميت من هناك ؟أم تراها راهنت على انهيار والدها في اللحظة الأخيرة قاطعت أفكاره بظهورها المفاجئ أمام الباب هاتفة بصوت باكي
:الآن أنت من عليه أن يختار إما أن تبقى وللأبد أو ترحل بلا عودة لن أرضى شريكا لي في قلبك حتى لو كان هذا الشريك وطن.
نظر لها غير مصدقٍ ما سمع فقد أعطته سيفاً بنصلين كيفما تحرك بتر وهو عليه أن يختار أي جزءٍ يبتره من قلبه هي أم وطنه لفتت أنظاره عيني مضر المعلقتان على تلك الفاتنة بجوع ذئبٍ لا يعرف الأخلاق فحدثها بإشارةٍ تفهمها جيداً بأن تستر ما ظهر من مفاتنها أمام الرجال في لحظات كان ينظر إلى الفراغ الذي تركته وفي صدره احساسٌ غامر بالسعادة بينما ابتعدت باكية مرددة :يشهد الله على حبي لك كم كان عفيفاً بريئاً وطاهر وما تمسكي بك إلا خوفاً من فقدك فالحرب لا ترحم اذهب حيث تشاء ولكن لا تطيل الغياب فالغياب يا شقيق الروح موت ينال من قلوبنا ما عجزت عنه الأضرحة.
انتهت بحمد الله