لا أعرفُ كيف هزمتني الذاكرة
ولا أدري كيف تركتُ يدي
على مقبض باب الحياة
الموصد بعناية محكمة
اتذكر قبل سنواتٍ
وانا جالسٌ على كرسي اليقظة
كيف قفزتْ أمامي أنثى الحلم
كانت يافعةٌ مثل غصن
وجميلةٌ مثل أمنيةٍ صادقة
كلُ شيءٍ كان واضحاً ومدويًا
الطاولةُ التي تراقب هذا عن قرب
والمسافةُ الميتةُ بيني وبين التوغل في المشهد الغرائبي هذا
إلا الأمل كان حبيساً مثل كلبٍ
وفي فمه عظمة نحيفة تشبه الحظ ،
أتذكرُ أيضًا
كيف تورط قلبي بخفقانِ الوحدة
وانتفخ في حنجرةِ اللغة سكون الكلمات عندما إمتلأ كيس أيامي
بنفاياتِ اللاجدوى
وصراخ اليقين تحت دبابيس الشك ،
فكلما توهجت في رأسي ذكرى
توحمت أنثى الألم
وقضمت من شجرة أيامي برتقالة الفرح
لا أعرف كيف هزمتني الذاكرة
وكثيرًا ما أخطأتني عواصف النسيان
النسيانُ حظٌ أيضاً
يقطنُ في أعماق اللامبالاة
وأنا أطفو كندبةٍ بيضاء
في نهر ذاكرتي الأسود .