أيها البعيد ……القريب
أحيانا نلتقي أناسا يمرون بحياتنا
كنسمة ,تهب ذات ربيع لتحمل بعضها وترحل
في حين يعرج علينا نوع من الناس
يسكن أقاصي الفؤاد فلا يعود للزمان ولا للمكان أي معنى
تصخب الحياة بضجيجهم, وتتلون الأيام من صفائهم وطيبتهم
حتى لا يبقى هناك مجال للفراق أو النوى ;
وعلى حين غرة ; تأخذهم الحياة كما منحتنا اياهم ذات
مساء……..دون استئذان
وقتها تقف الأحداث بذات المكان بينما الزمان يعرج بنا
باتجاه الماضي البعيد, لتنهش أرواحنا ذكرى صامدة
رغم تصفحنا لها أياما وشهورا وسنينا إلا أنها لا تفل
بل تتجدد مع كل مصافحة !!!
ليبقى الصراع محتدا بين ماض أبى أن يطوى وحاضر أضاع
لحظاته رغما عنا .
هوى بنا الحنين أسفل الأسفلين ليتمخض الألم
ويبلغ أقصى معالمه , وياليت النسيان رفيقنا
فنأخذ بعضا منه ليطفئ لوعة الأشواق
الساكنة بنا .
تستكين خلايا التفكير هوينات حتى نعتقد أن
الغياب بصم حياتنا ,فنتناسى ما كان ونهيم
في طريق العمر …. نتخبط دون اهتداء
فنضحك ونسامر القمر وتخضب أنفاسنا
بعبير الأمل ونحبر من الحروف قوافي الغزل
نتذاكى على نبضات قلوبنا ونسكت
صيحات الاستهجان ونمحو نفور المشاعر
حتى يخيل الينا أننا قادرون على محو
كلمة الحب ………الى الأبد.
فتعتلي وشائج الوفاء_ من جديد_ صوامع الذكرى
وتزهو المآقي سيولا جارفات
وتحتدم المشاعر وتتكاثف كأنها بصراع
حياة……… أو موت.
تنكشف نزوات النسيان دون عناء وتعلوا ندوب
الأمس لتجر معها خيبات الحاضر بازدراء
لا شيء يبدد الذكرى مهما طال الغياب
ومهما بلغت بنا سنين العمر :
لن تشيخ ,
ولن تهرم أنفاسي ولن تفقد أحاسيسي
ذاكرتها ……محال !!!
سيسكنني الأمل طويلا ,حتى ولو توقف النبض
وانسلت الروح من جسدي !!!