ج17
كريمٌ زوجي كغيمةٍ أثقلت بالعطاء...
أيها الحبيب تذكرت أمرا فأردت السؤال عنه رغم تلاطم أمواج بحر الحزن في صدري.
حين التحقت بالجامعة وجدت بطاقتي الشخصية كما هي عزباء لا وجود لاسم الزوج فيها ولا أخفيك سراً لقد بحثت عن أي شيءٍ في أوراقي يشير إلى زواجي فلم أجد.
خلصتُ إلى فكرة واحدة ...قد تزوجت زواجاً شرعيا غير مسجل لقد أدركت أخيرا كم غمرني هذا الزوج بكرمه وعطائه إذ أنني لن أسجل حين يفك قيدي مطلقة .
لو تعلم كم أمقت هذه الحالة...لقد رأيت بأم عيني نسوة سحقهن المجتمع بلا رحمة لأنهن مطلقات دون النظر إلى سببٍ واحد دفعهن للطلاق.
هنا سأضع راياتي لكم تحية لا تليق إلا بمثل طهركم بدأً بزوجي مرورا بعائلتك وانتهاءً بك فقد أثبتم لي أن هذا الزواج لم يكن يوما صك تملك إنما رغبةٌ حقيقية وصادقة بحمايتي دون الوقوع في حرام.
الآن أدركت أن زوجي قبل أن يكون جسراً أعبر عليه بخطواتي مهما كانت قاسيه من عالمٍ شرس لا بر أمان فيه يؤويني إلى عالمكم الطاهر عالمكم الذي لم أجد فيه إلا كل الخير الحب والأمان.
حقا في منزلكم وجدت الحب والرعاية التي فقدتها بفقد أسرتي رغم أنك تستفز قلبي وصمتي في كل لقاءٍ أيا كان وقته ومكانه.
تُرى هل فعلت ذلك عامداً إيذائي آه لو استطيع الاستماع إليك ولو لمرةٍ واحدة قبل أن تختلف بنا سبل الدنيا وتضيع مني في زحمة الأيام المقبلة.
هزَّ قلبه الخوف ...تُرى هل قررت الرحيل أخيراً؟
وهل لي بحديثٍ أخير يا أحمد...
هل لي ببضع كلماتٍ أيها الساكن أعماق أعماقي ؟فهذه المرة الأخيرة التي أحدثك بها
رجوتك اتركني أمضي بسلام فأنا قريبا وقريباً جداً سأرحل عنكم دون حتى مجرد النظر خلفي ,لن أعود يوما ...أنا أحببتك أكثر مما ينبغي ـ عشقتك وقد آن لعمر العشق أن ينتهي لن أجر على قلبك مزيداً من أعاصير الشتاء لن آتيك بالويل من جديد فقط اصفح عني واغفر لي زلتي التي أدمت عينك اليمنى ذاك النهار فأنا من تسلل إلى المختبر الصغير في باحة القصر بعد مغادرتك.
تسللت أبحث عنك في أشياء تعشقها أبحث عن قلبك في ذاك المكان وقد أدركت مؤخراً أن إصابتك كانت بسبب عبثي بأشيائك الخاصة .
نعم أنا من عبث بعبوات المواد الكيميائية وغير أماكنها ...بحق ركعت شكرا لله أن سلمت عينك وأسألك الاستمرار على العلاج حتى يتم الله شفائها.
\
\
يتبع