عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-17, 12:14 PM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
 ايوب صابر  
اللقب:
:: كاتب وباحث ::
الرتبة:

بيانات العضو
التسجيل: 05-12-16
العضوية: 831
المواضيع: 58
المشاركات: 335
المجموع: 393
بمعدل : 0.12 يوميا
آخر زيارة : 22-07-17
الجنس :  الجنس
نقاط التقييم: 1531
قوة التقييم: ايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant future


---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 58
وحصلتُ على 122 إعجاب في 93 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
ايوب صابر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ايوب صابر المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

تابع

الدراسة التطبيقية :
سأتعرض هنا لدراسة الزمان والمكان في بعض النماذج القصصية :
أولا : نماذج من القصة العالمية :
1 - قصة شقاء " أنطون تشيكوف " :
تبدأ القصة بداية زمنية هكذا : " الشفق يؤذن باقتراب الليل ، وندف كبيرة من الثلج تتساقط حول مصابيح الطريق … " .
فالشفق يدل على الغروب وبداية الليل ، أما الثلج فينبئنا أن الفصل هو فصل الشتاء ، وقد اكتفى تشيكوف بعلامة من علامات فصل الشتاء دون أن يذكر لنا أن الوقت وقت الشتاء صراحة ، ولكنه يشير في العبارة نفسها إلى المكان الذي هو الطريق المضاءة بالمصابيح ليلاً، ويمكن للقارئ العادي أن يدرك أنه لا يمكن أن يتواجد أحد في مثل هذا الجو إلا من تفرض عليه لقمة العيش أن يعمل ليلاً أو رواد الحانات أو رجال العسس .
يضعنا تشيكوف أمام أيونا بوقاف الذي يجلس في عربته منتظراً بعض الركاب كي يكسب قوته وقوت حصانه ، فالطريق هي مكان انتقال ، والعربة مكان عمل ، ولكن الحوذي مشغول بهمٍّ أكبر ، وإن كان هذا الهم لم يمنعه من ممارسة عمله ، فقد مات ابنه هذا الأسبوع " نلاحظ هنا أن الأسبوع هنا لا يدل على أسبوع محدد " وهو يريد أن يتحدث إلى أي إنسان عن موت ابنه ، يقول لأول راكب ركب معه : " ابني .. ابني مات هذا الأسبوع يا سيدي ! " ومن خلال حديث الحوذي نعرف أن ابنه مات بعد إقامته في المستشفى ثلاثة أيام لينتقل من مكان إقامته المؤقت في المستشفى إلى مكان إقامة لا عودة منه . ولكن الراكب لا يريد الاستماع إلى الحوذي بل يطلب منه أن يسرع ، بعد ذلك يركب ثلاثة ركاب مع أيونا الذي يحاول أن يتحدث إليهم عن موت ابنه ولكنهم لا يكترثون به ، وحين يلتفت إليهم أيونا ليحدثهم يتنفس أحدهم الصعداء قائلاً : " أخيراً وصلنا والحمد لله . "
أخيراً يقرر أيونا العودة إلى الاصطبل ، ويحاول أن يتحدث إلى زميله عن موت ابنه ولكن هذا الزميل يذهب في نوم عميق ؛ لم يبق أمام أيونا إلا أن يحكي قصة موت ابنه إلى حصانه الذي هده التعب والبرد .
لقد لخص لنا تشيكوف معاناة الفقراء الذي لا يجدون من يبوحون إليه بهمومهم ، وقد استعان تشيكوف بتلك اللوحة التي رسمهما بعد أن مزج بين الزمان والمكان والطبيعة ، ففصل الشتاء يدل على الانكماش وقلة الحركة ، بينما يوحي الليل بالوحدة والعزلة ، أما المكان فلا يكاد يعطي معنى الاستقرار ، فالعربة ليست مكان إقامة دائمة ، والطريق هي مجرد مكان انتقال لا مجال للاستقرار فيه .
2 - قصة " الحبل " _ جي دي موباسان .
يمتزج الزمان والمكان في هذه القصة كما في سابقتها ، فالفلاحون يقبلون يوم السوق مع زوجاتهم ، ويوم السوق يمكن أن يكون أي يوم من أيام الأسبوع ، كما أن كلمة السوق تحمل في طياتها مفهوماً مكانياً ، بعد ذلك يقول لنا راوي القصة إن السيد " هوشكورن " من أهالي بلدة " بورتييه " لمح قطعة حبل صغيرة ، ولشدة حرصه مثله مثل بقية أهالي نورماندي التقطها عن الأرض ، في هذه الأثناء رآه السيد مالاندان .
وفي أثناء وجود هوشكورن في المطعم نادي المنادي أن السيد " هولبريك " من أهالي مانفيل قد فقد محفظة سوداء فيها خمسمائة فرنك وبعض الأوراق ، يأتي أحد الضباط إلى المطعم ويسأل عن السيد هوشكورن ، وعندما يجده يطلب منه أن يذهب معه إلى مكتب العمدة الذي يتهمه بأنه وجد المحفظة ، أنكر هوشكورن ذلك ولكن إنكاره لم ينفعه ولم يصدقه أحد لأن السيد مالاندان وشى به بعد أن رآه يلتقط الحبل ظناً منه أنه إنما كان يلتقط المحفظة .
بعد انتهاء اليوم وحلول الليل عاد هوشكورن إلى برتييه مع ثلاثة من جيرانه ، أراهم المكان الذي التقط منه الحبل ، وفي اليوم التالي أعاد " ماريوس بوميل " أجير السيد " بريتون " المزارع ببلدة " إيموفبيل " المحفظة إلى السيد هولبريك زاعماً أنه وجدها في الطريق ، ومع ذلك لم يصدق الناس أن هوشكورن برئ، وظلوا يعتقدون أنه استغل مكره ودهاءه النورماندي، وعلى الرغم من تعرضه للسخرية ظل يروي الحادث بإسهاب، وكلما أفاض في الدفاع عن نفسه زاد تكذيب الناس له ، عصف به الحزن والغضب وبدأ يذوي إلى أن اختل عقله فمات في أوائل شهر يناير وهو يهذي ببراءته قائلاً : " قطعة حبل .. قطعة حبل .. انظر هذه هي يا سيدي . "
في هذه القصة نجد أماكن إقامة مؤقتة مثل السوق ومكتب العمدة وأماكن انتقال مثل الطريق والأحياء والمدن التي لم توصف لأن القصة القصيرة لا تتسع لذلك ، أما وفاة هوشكورن فقد حدثت في فصل الشتاء ، والقصة تقول لنا بطريقة غير مباشرة أن المجتمع الفرنسي لا يعاني من مشاكل خطيرة بل تشغله بعض القضايا الهامشية التافهة ، وأن مجتمع الرفاه لا يجد ما يسليه غير التندر بمشاكل الناس وملاحقتهم بالسخرية اللاذعة ، وفي ذلك إشارة للبيئة الاجتماعية من حيث العادات والتقاليد .












عرض البوم صور ايوب صابر   رد مع اقتباس
الأعضاء الذين آرسلوا آعجاب لـ ايوب صابر على المشاركة المفيدة: