اليوم الخامس والعشرين من شهر العتق والغفران
ولا تنسى وأنت تسعى من أجل الدنيا أن تسعى للجنة سعيها
كان تاجر خضار وفواكه في السوق وقد اعتاد في كل يوم أن يقسم ما تبقى معه من بضائع على العائلات المستورة في طريق عودته لمنزله وأن يحتفظ لأفرد أسرته بحاجتهم .
الابن : يا أبي لماذا تًقّسم ما تحمل من البضائع على الناس بإمكانك الاحتفاظ بها وبيعها في اليوم التالي ولو بنصف السعر
الأب : هل قصرت يوما في حاجاتكم يا ولدي حتى تعترض على ما أفعل ...؟
الابن : لم تفعل ولكنك تشقى في جمع المال وبالنهاية تترك قسما منه للناس دون مقابل .
الأب : بل هناك مقابل وما أتركه للناس إنما تجارتي للآخرة ويكفيني للدنيا تجارتي طوال النهار .
الابن : لم أفهم
الأب : يا ولدي طول النهار أكد وأشقى لأتيكم بحاجاتكم أما ما أتركه للناس وأنا عائدُ للمنزل فإنما زادي ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون فمن ترك شيئا لوجه الله عوضه خيرا منه فما بالك بمن تصدق رغم حاجته ...؟
الابن : حسنا من الغد سأساعدك في عملك وأشاركك تجارة الدنيا والآخرة فهل تقبل شراكتي
ضحك الأب : ودعا لولده بالتوفيق والسداد وخير المرد .